مع الشواطئ ذات المستوى العالمي، والتاريخ الغني، والثقافة والجغرافيا الفريدة في العالم.. تعد زنجبار جنة استوائية حقيقية، تقدم أكثر بكثير من مجرد جمال الطبيعة، فمن روائح توابلها العطرة، التي ترحب بزوارها لحظة وصولهم، إلى سواحلها العجيبة، والأسرار المعمارية والفنية المخبَّأة في عاصمتها التي تشترك معها في الاسم. فكل شيء في زنجبار مختلف، حتى إن تركيبة شعبها المنصهر في بوتقة ملونة من حضارات متعددة، صنعت من هذا الأرخبيل مكانًا فريداً، إضافة إلى نقاء مياهه، التي تجعله - بلا شك - وجهة الغوص الرائدة في العالم.

تتكون زنجبار من سلسلة جزر في المحيط الهندي، وتقع على بُعْد 15 ميلاً فقط من ساحل تنزانيا، وهي عبارة عن جزيرتين كبيرتين: الأولى «أونغوجا»، وهو الاسم المحلي لجزيرة زنجبار، والثانية «بيمبا» (الجزيرة الخضراء)، بالإضافة إلى جزر صغيرة عدة.

وتعد زنجبار الأكثر زيارة، وتتمتع بوضع الإقليم شبه المستقل؛ حيث إن لديها رئيساً خاصاً بها، ولديها خصائصها التي تمنحها - بالفعل - جواً مختلفاً تماماً عن الجو الذي ستكون قادراً على معرفته في القارة، وهي منطقة أساسية في تسويق التوابل، مثل: القرنفل، وجوزة الطيب، والقرفة،  والفانيليا، والفلفل الأسود، والمكسرات.. وما إلى ذلك. وإنتاجها الكبير من القرنفل يحولها - بشكل عام - إلى مكان عطري للغاية، وهذا هو السبب في أن زنجبار تُعرف أيضاً باسم «جزيرة البهارات».

تنوع سياحي

تعتبر زنجبار من أشهر الوجهات السياحية في المحيط الهندي الأفريقي، وهناك شواهد على أن حضارتها تعود إلى 20 ألف عام؛ إذ تتمتع بشواطئ ممتازة، ومناخ استوائي، وسكن بجميع الأسعار والاحتياجات. قبل 15 عاماً، لم يكن هناك سوى ستة فنادق. الآن، هناك ما يقرب من 200 فندق، وتتميز بالعديد من التفاصيل التي تجعل السياحة نشاطاً مهماً لتلك المدينة الأفريقية، مثل: الغطس بالقرب من «مينيمبا أتول»، ومشاهدة قرد كولوبوس الأحمر في غابة جوزاني الممطرة، والسباحة مع الدلافين في «كيزيمكازي»، ومشاهدة الصيادين عند شروق الشمس قبالة الساحل الغربي.. هذه بعضٌ من مناطق الجذب الفريدة، التي يقدمها هذا الأرخبيل.

شواطئ رائعة

تقدم زنجبار مجموعة مختارة من العديد من الشواطئ الرائعة، ذات الرمال المرجانية البيضاء الجميلة، والمياه الزرقاء المتلألئة، وتشمل المناطق المحيطة بـ«نونجوي» و«كيندوا»، في شمال الجزيرة، شاطئاً مثالياً، كما تعد «ماتيموي»، و«كيزيمكازي»، و«بويجو»، و«دونغوي» في الجنوب الشرقي أماكن بحرية جميلة.

ومن الأماكن السياحية الأخرى، التي لا يمكن تفويت زيارتها في زنجبار، جزيرة منيمبا، وهي عبارة عن عدن استوائي، حيث يمكنك اكتشاف الدلافين والحيتان الحدباء، التي تأتي إلى هذا المكان الجميل؛ بحثاً عن الحماية اللازمة للتكاثر، وإنجاب صغارها، كما تعتبر قرية نونجوي وزوارقها - التي تم غسلها على الشاطئ عند انخفاض المد - مشهداً بصرياً، ووجهة مفضلة لمحبي التصوير الفوتوغرافي.

ومنزل الدكتور ليفنجستون، هو مكان آخر تجب رؤيته في جزيرة زنجبار؛ حيث عاش هذا المستكشف العظيم لأفريقيا في قصر فخم باللونَيْن الأبيض والأزرق، ويضم اليوم متحفاً في داخله، حيث يمكنك معرفة المزيد عن تاريخ استعمار القارة الأفريقية.

مياه.. ورياضات

المغامرة، التي تبحث عنها، موجودة في زنجبار؛ حيث توفر سيناريوهات أسطورية للرياضات المائية، من خلال الغوص، والغطس، والتزلج على الماء، وركوب الأمواج شراعياً، ويعد صيد الأسماك - أو الإبحار في مركب شراعي تقليدي، أو قوارب الكاياك، أو المظلة، أو لوح التزلج الشراعي - من بين تلك الإمكانات التي توفرها مياه زنجبار الزرقاء الرائعة.

زنجبار ستون تاون

في زنجبار، من المهم زيارة عاصمة الجزيرة «ستون تاون»، حيث يمكنك رؤية الآثار، التي خلفها العرب والأفارقة والبرتغاليون، وتم إدراجها كموقع للتراث العالمي من قبل «اليونسكو»، عام 2000؛ لكونها واحدة من أكثر المدن تمثيلاً للثقافة السواحيلية، وهي مسقط رأس مغني الروك الشهير فريدي ميركوري، والمغنية تريسي تشابمان، وتقدم مزيجاً من الثقافات الإسلامية والسواحيلية، مع مآذن أنيقة، وبوابات منحوتة بشكل جميل.

وبالمشي في شوارعها الجميلة، التي تمر عبر المعالم التاريخية؛ ستكتشف قصر السلطان الجميل، وبيت العجائب من القرن الثامن عشر، والقلعة البرتغالية وحدائقها، ومنازل التجار التقليدية والحمامات التركية. وتختلط الثقافات المختلفة في المدينة التي غزتها شعوب عدة، في مناسبات مختلفة. وتشتهر المدينة، أيضاً، بأبواب المنازل المنحوتة بدقة من الخشب. فكل باب يمثل بطاقة هوية للعائلة التي تعيش في المنزل؛ إذ إن طريقة نحتها تخبرنا عن أصل الأسرة، ووضعها الاجتماعي، والمال الذي لديها، وعدد أطفالها، ودينها، وعملها.

أطعمة.. وبهارات

يقدم لك تناول الطعام في جزر التوابل مزيجاً عطرياً من التأثيرات الشرق أفريقية، والعربية، والصينية، والهندية، بالإضافة إلى المأكولات البحرية الطازجة، والتتبيلات الرائعة في أماكن تناول الطعام. ويمتاز المطبخ الزنجباري بأطباقه الشهية، وبساطة مكوناتها، ومنها: طبق المابولي، وهو يشبه العجينة المقلية، وطبق الكتشوري وهو عبارة عن بطاطس مسلوقة ومهروسة محشية ومقلية، وأيضاً طبق الفيتمبوا، وهو عبارة عن أرز مطبوخ ومُحلى مع جوز الهند والهيل. والأشخاص الذين يحبون تجربة الأطباق الجديدة والغريبة؛ سوف يستمتعون بنكهة التذوق.

حيوانات نادرة

في زنجبار، يمكنك الاستمتاع بأنواع الحيوانات النادرة، مثل: قرد زنجبار الأحمر، ونمر زنجبار، حيث تستطيع رؤيتهما في بيئتهما الطبيعية بحديقة «جوزاني تشواكا باي» الوطنية، كما أن الاستمتاع بمشاهدة السلاحف البحرية في «مناراني» تجربة لا تُنسى.

إقرأ أيضاً:  استمتعي بإجازة صيفية مميزة في المغرب