تعتبر الإجازات من الأوقات الرائعة للأطفال، حيث يمكن أن يحظوا بالكثير من اللعب والمتعة برفقة والديهم في الأماكن الترفيهية، لكن الأمر قد لا يكون بتلك السهولة بالنسبة لبعض الأطفال من ذوي الهمم، حيث يمكن أن تكون الأماكن الترفيهية المزدحمة والأصوات العالية والأضواء مصدراً للارتباك والانزعاج لهم، وبالتالي تكون مصدراً للانزعاج والارتباك أيضاً لأولياء الأمور. 
يقول موقع Verywellfamily الصحي إن الأمر الأكثر صعوبة هو السيطرة على الطفل في هذه الأجواء، وهذا قد يجعل الأهل يرفضون الخروج والتنزه، ويرفضون الدعوات التي يقدمها لهم الآخرون، ومع مرور الوقت يصبح للعائلة عالمها الخاص المنطوي على نفسه، ما يسبب الكثير من الوحدة والتوتر للأهل ومشاكل أخرى للطفل نفسه، وقد يكون من الصعب جداً قضاء العطلات برفقة طفل من ذوي الهمم. لكن، تذكر أنك تبذل ما في وسعك مع طفلك، ولا يحق لأي شخص أن يلومك على تصرف طفلك غير الواعي. 
لكن، على الرغم من كل تلك الصعوبات، فأنت لست مضطراً للاختفاء والابتعاد عن هذه الأجواء والدعوات، فهناك طرق تمكن العائلات من الاستمتاع بالعطلات دون ألم أو مشاكل أو إحراج. في ما يلي بعض أهم الاقتراحات لجعل العطلات أكثر راحة: 

- تجنب الحشود: 
الحشود صعبة بالنسبة لكثير من الناس، وبالنسبة للأطفال ذوي الهمم، يمكن أن تكون مخيفة، وقد لا يستطيعون التعبير عن خوفهم أو قلقهم، لكن ينعكس هذا في تصرفاتهم، فقد يصبحون عدوانيين وشرسين، أو يتجمدون في مكانهم ويرفضون الحراك. 
ولتجنب المشكلة، تجنب الحشود والأماكن المزدحمة، مثلاً، بدلاً من المسيرات والاحتفالات الكبيرة على مستوى المدينة، فكر في قيادة السيارة لمشاهدة بعض أفضل عروض الإضاءة النارية، أو قم بزيارة الأماكن في ساعات العمل عندما تكون فارغة نسبياً، أو اذهبوا مبكراً عندما لا يكون هناك الكثير من الحاضرين. واسأل إذا كان بعض المحال تنظم فعاليات للأطفال ذوي الهمم، أو يمكنكم شراء معدات الاحتفال وقضاء الوقت مع طفلك، وبعض الأشخاص الذين تعود طفلك على وجودهم. 

- اختيار الأماكن المناسبة: 
يمكن الذهاب إلى الاحتفالات المحلية الصغيرة بدلاً من الاحتفالات الكبرى في مركز المدينة، واختيار الأماكن التي يسود فيها القليل من الفوضى والأصوات العالية والأضواء. حتى إنه يمكن الانسحاب بسهولة عندما تظهر على الطفل علامات الضيق. وفي حالة الأعياد والشعائر الدينية، فكروا في احتياجات الطفل قبل تقديم أي التزامات، فإذا كان بإمكانه التعامل مع بضع ساعات (لكن ليس يوماً كاملاً) من التكاتف العائلي، فقرروا مسبقاً الساعات المهمة حقاً، ودعوا عائلتكم وأقربائكم يعرفون ذلك والتزموا بها. وإذا اصطحبت طفلك للمسجد، فاجلس بالقرب من الجزء الخلفي من الباب حتى يكون لديك طريق سهل للخروج عندما يقتضي الأمر ذلك. 

- الألعاب المناسبة لعمر الطفل الافتراضي: 
العديد من الأطفال ذوي الهمم أصغر من عمرهم الحقيقي، بمعنى قد يبلغ عمر الطفل عشر سنوات، لكنه في الواقع يتصرف ويفكر تفكير طفل بعمر الأربع سنوات، وحتى قدراته العقلية والحركية تكون بعمر الأربع سنوات. وهنا، يجب عدم نسيان هذه الحقيقة، واختيار الأماكن التي تتلاءم مع قدرات الطفل، مثلاً الذهاب إلى الأماكن التي توفر الألعاب البلاستيكية للأطفال الصغار، بدل ألعاب تصادم السيارات والعربات السريعة. 

إقرأ أيضاً:  نصائح للتغلب على فكرة الطفل المفضل على أشقائه
 

- كونوا لطفاء مع أنفسكم وطفلكم
من الطبيعي أن تشعر بالإحباط عندما لا يبدو أن الطفل من ذوي الهمم يتصرف جيداً، أو يقدّر كل ما تفعله ليحظى بعطلة سعيدة. وقد يكون من الصعب، أيضاً، تحمل تحديق وتعليقات العائلة والأصدقاء الذين لا يفهمون سبب عدم سعادة طفلك ومشاركته بشكل مناسب. ورغم أنه لا يمكنك تغيير سلوك أو مشاعر الآخرين، فيمكنك تغيير مشاعرك. 
وتذكر أن الإجازات ليست لكسب الثناء أو التقدير، بل لبناء العلاقات والذكريات، ولتذكر الأهمية الدينية وتعظيم الشعائر. 
وعندما تشعر بالضيق، امنح نفسك الإذن بالابتعاد عن المواقف الصعبة، وإذا كان من الصعب على العائلة والأهل تقبل طفلك، فحاول الانسحاب بلطف، فأنت لست مجبراً على تحمل الكثير من التعليقات والاستياء، وإذا كان من الممكن أنت تحصل على دعم أحد الأصدقاء للعناية بطفلك حتى قضاء وقت مع عائلتك، فقد يكون من المفيد عمل ذلك.