رغم وجودها في الفن والإعلام منذ فترات طويلة، فإن بداية الألفية الثانية شهدت انتشاراً كبيراً جداً للإعلامية والفنانة الأردنية رانيا الكردي، وكان السبب الرئيسي في هذا الأمر تقديمها برنامج اكتشاف المواهب الأشهر في ذلك الوقت "سوبر ستار"، على مدار موسمين متتاليين.
وبعد توقف البرنامج، استمرت رانيا بالظهور عبر بعض المحطات الفضائية، سواء في التقديم أو التمثيل أو الغناء، إلا أن السنوات الماضية شهدت اختفاءً تاماً لها قبل أن تعود للظهور في الأيام القليلة الماضية في بطولة الفيلم الروائي السينمائي الطويل "بيت سلمى"، والذي أطلق عرضه الأول في العاصمة الأردنية عمان.
وبررت الكردي، في حديث خصت به "زهرة الخليج" غيابها عن الساحة الفنية، بأنها ترفض تقديم أي عمل بهدف الوجود فقط، ولا تحبذ الظهور إلا بما يثير حماسها ويقنعها تماماً، وعكس ذلك ستبقى غائبة عن الشاشة.
وأضافت أنها أم ولأولادها حق عليها، وتحب أن تقضي الكثير من الوقت معهم، لذلك لن يستطيع المتابع مشاهدتها في مكان واحد، وربما أن هذا الأمر يشعر الناس بغيابها، رغم وجودها الدائم عبر منصات "السوشيال ميديا".
وقد تكون رانيا غائبة فعلاً عن الظهور في العالم العربي، إلا أنها ترفض فكرة غيابها عن الفن بشكل عام، وتقول إنها تعيش في بريطانيا، وتقدم عدداً من الأعمال الفنية هناك، فقد شاركت في بعض الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.
ولا تخشى الكردي ألا تعرفها الأجيال الشابة بسبب هذا الغياب، رغم أنها تؤكد معرفتهم بها، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تبسط الأمر بالقول: "لا ينتابني شعور الرعب من عدم معرفة الناس لي، لأن هذا الأمر لا يعني انتهاء دوري".
وعن تجربتها في السينما، تشير إلى أن فيلم "بيت سلمى" ليس أولى هذه التجارب فقد سبقه تقديم فيلم بريطاني وآخر مصري لكن "بيت سلمى" هو أول تجربة سينمائية أردنية لها، آملة أن يفتح الباب أمام إنتاجات أردنية متعددة في السينما.
وتشير لتقديمها أحد أدوار البطولة في الفيلم، وهو شخصية "مدام لميا الشامي"، التي توفي زوجها وبدأت تدخل في صراعات على ورثه مع زوجته الأولى، مؤكدة أن الفيلم يتميز بكونه يجمع ثلاثياً نسائياً في البطولة، كما أنه خليط بين الدراما والكوميديا.
وعن جديدها، توضح أنها تركز، حالياً، على كتابة النصوص لبعض المسلسلات العربية، التي تنتظر تبني إحدى شركات الإنتاج لها.
لا توجد صناعة سينما
تعتقد الفنانة الأردنية القديرة جوليت عواد، التي تقدم دور "سلمى"، وهي الشخصية التي يحمل الفيلم اسمها "بيت سلمى"، أن وجود بعض الأفلام السينمائية في الأردن لا يعني وجود صناعة سينما حقيقية، وإنما هي محاولات فردية تظهر هنا وهناك، لكن هذه المحاولات تشير لتحرك الحالة السينمائية، التي تحتاج لإنتاج 20 فيلماً على الأقل، ليتم القول بأن الأردن بات يمتلك صناعة سينما حقيقية.
وعن دور "سلمى"، الذي تجسده في الفيلم، أشارت عواد إلى أن "سلمى" سيدة ورثت بيتاً قديماً عن زوجها، ولا يهتم أبناؤها وضرتها به ويسعون لبيعه، لكنها بذكائها تستوعب الجميع وتعيدهم لجذور هذا البيت.
وتضيف أن الفيلم جميل، ويضم بعض المشاهد الكوميدية، كما هي الحياة.
تجارب مختلفة
تقارن إحدى بطلات فيلم "بيت سلمى"، الممثلة سميرة الأسير، بين تجربتها السينمائية في الأردن، وما قدمته خلال شهر رمضان، عندما ظهرت بدور مهم في مسلسل "بطلوع الروح"، مع النجمتين: منة شلبي وإلهام شاهين، معتبرةً أن التجربتين مختلفتان تماماً.
وتشير الأسير لتأديتها شخصية "فرح" في الفيلم، وهي ابنة جوليت عواد، وتتميز بعلاقة قوية مع أمها، وعلاقة مختلفة تماماً مع زوجة أبيها (رانيا الكردي)، مؤكدة وجود حبكة قوية في علاقة الثلاثي.
وتوضح أن دور "أم آدم"، الذي قدمته بمسلسل "بطلوع الروح" مختلف بشكل كلي عن شخصية "فرح"، فقد قدمت دور سيدة مليئة بالشر مقتنعة تماماً بأفكار التنظيم الإرهابية، وتتحدث باللهجة المغربية. وأن أهم ما ميز ظهورها بمسلسل "بطلوع الروح" هو العمل مع مخرجة بحجم كاملة أبو ذكري، إضافة لكونها تقدم أدوار الشر لأول مرة، وهو ما أثبت أنها تستطيع أن تقدم المزيد من هذه الأدوار، بينما فيلم "بيت سلمى" يثبت قدرة الفنانين الأردنيين على الوجود في السينما العربية، آملهً أن يكون هذا الفيلم مشجعاً على إنتاجات أفلام أخرى.
و"بيت سلمى" من تأليف وإخراج هنادي عليان، ويعتبر أول فيلم أردني يعرض في السينمات الأميركية بعد أن تم اختياره رسمياً للمنافسة بمهرجان "سينيكوست"، ومهرجان "أتلانتا" السينمائي.
وفي الأردن، نشطت الهيئة الملكية للأفلام في الآونة الأخيرة، بتبني عرض عدد من الإنتاجات السينمائية المحلية، بهدف تشجيع هذه الصناعة، إذ قامت الهيئة قبل فترة قصيرة بعرض فيلم الحرارة، للمخرج باسل غندور، والممثل منذر رياحنة، وتبعه فيلم "بيت سلمى"، كما يتوقع أن تجتذب الهيئة فيلم "بنات عبدالرحمن"، من بطولة صبا مبارك لعرضه في موطنه أيضاً.
إقرأ أيضاً: تامر حسني يحدد موعد طرح فيلمه "بحبك".. وهذه التفاصيل