لا يعني قدوم فصل الصيف، أن الأطفال تجاوزوا الإصابة بالأمراض التي يمكن أن تتناقل في الأجواء الباردة خلال فصل الشتاء، بحسب ما قال الدكتور كمال حماد، الذي يشدد على ضرورة الانتباه للأطفال وخاصة صغار السن منهم، لإمكانية إصابتهم بالتهاب القصبات الهوائية، بسبب وجود فيروسات تنتقل بالجو. 
ومن أعراض إصابة الطفل بالتهاب القصيبات: رشح الأنف، أو انسداد الأنف، أو السعال، أوحدوث حمى خفيفة، كما قد تتفاقم بعض الحالات إلى عدوى شديدة وأعراض تتطلب دخول الطفل المستشفى. 
وتنتج معظم حالات التهاب القصيبات، وهو مرض معدٍ، من الفيروس المخلوي التنفسي، وهو نوع شائع من الفيروسات التي تصيب تقريباً كل الأطفال في عمر سنتين. وتنتشر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي الموسمية كل شتاء عادة، لكنه ممكن في فصل الصيف مع حدوث التقلبات الجوية المتكررة، وقد ينتج التهاب القصيبات أيضاً عن أنواع مختلفة أخرى من الفيروسات، بما في ذلك تلك التي تُسبب الإنفلونزا ونزلات البرد. 
يعتبر الأطفال الأصغر من 6 أشهر، الأكثر عرضة للإصابة، لأن الرئتين والجهاز المناعي لم تنمُ بشكل كامل. كما أن الأطفال المرضى بالقلب أو الرئة أو المعرضين للتدخين أو الأطفال المبتسرين هم أيضاً عرضة للإصابة، وخاصة في دور حضانات ورعاية الأطفال. 
ومن أبرز مضاعفات الإصابة بالتهاب القصيبات لدى الأطفال الصغار والرضع: 
- الزرقة، وهي حالة مرضية يتحول بها الجلد إلى اللون الأزرق أو الرمادي الشاحب، خاصةً الشفاه، بسبب نقص الأكسجين. 
- بالنسبة للرضع الأصغر سناً، قد يتسبب التهاب القصيبات بانقطاع التنفس. 
- الجفاف. 
- التعب. 
- الفشل التنفسي. 
وبالنسبة للأطفال المعرضين لخطورة حدوث مضاعفات شديدة، تجب مراقبة بدء علامات التهاب القصيبات عن كثب. قد تصبح العدوى حادة بشكل سريع، وقد تسوء علامات وأعراض الحالة المرضية الكامنة. في هذه الحالات، عادةً ما يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى. 
ويمكن للفيروس المخلوي التنفسي أيضاً، التسبب في الالتهاب الرئوي، وأحياناً حدوث عدوى ثانية في الوقت نفسه، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري، ولكن هذا غير شائع، وقد تتكرر العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي مرة أخرى بعد النوبة الأولية ولكنها لا تكون حادة عادةً. 

 

 

قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية على الصدر للبحث عن علامات الالتهاب الرئوي. وأحياناً يمكن استخدام اختبارات الدم لفحص عدد كرات الدم البيضاء لدى الطفل، وعادةً ما تكون زيادة عدد كرات الدم البيضاء بمثابة علامة على محاربة الجسم لعدوى ما، ويمكن أيضاً لاختبار الدم تحديد ما إذا انخفض مستوى الأكسجين في مجرى دم الطفل.

ينصح الدكتور حماد باتباع النصائح الواجب مراعاتها عند رعاية طفل مصاب بالتهاب القصيبات مثل: 
- استخدام جهاز ترطيب الهواء داخل غرفة الطفل، فبإمكان مُرطب الهواء أو البخاخ المساعدة في ترطيب الهواء وتخفيف الاحتقان والسعال، ومن الطرق الأخرى لترطيب الهواء، تشغيل حمام ماء ساخن بغرفة الاستحمام وجعلها تبخر الغرفة، حيث إن الجلوس بالغرفة وحمل الطفل لمدة 15 دقيقة قد يساعدان في تخفيف السعال. 
- حمل الطفل في وضع مستقيم يساعده عادةً على تسهيل التنفس، ووضع الرضيع في مقعد السيارة قد يكون مفيداً، وفي حالة ترك الطفل في مقعد السيارة لفترة طويلة من الوقت، مثلاً للحصول على غفوة، وجب التأكد من عدم تدلي رأس الطفل للأمام، وهو ما قد يعيق التنفس بشكل صحيح، ولفعل ذلك، ينبغي وضع سنادات أو بطانية مطوية على جانبي رأس الطفل لتظل قائمة بأمان، والتأكد أيضا من وجود منحنى مناسب بالمقعد، ويختلف هذا حسب حجم الطفل وعمره. 

- إعطاء الطفل كمية وفيرة من السوائل ليشربها، مثل المياه أو العصير أو المياه الهلامية. قد يشرب الطفل ببطء أكثر من المعتاد، وذلك بسبب الاحتقان. 
- استخدام قطرات الأنف المالحة لتخفيف الانسداد، وبعد وضعها شفط أنف الطفل بالشفاطة المخصصة. 
- إذا كان أحد أفراد الأسرة يدخن، وجب الطلب منه التوقف عن التدخين. 
وعلى الرغم من عدم وجود لقاح للالتهاب، لكن يوجد أدوية تقلل احتمالية عدوى الفيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع المعرضين لخطر بالغ للإصابة بالأمراض الشديدة، وتحد من الحاجة إلى دخول المستشفى وخطورة المرض. وعادةً ما يتم إعطاء هذه الأدوية من خلال حقنة واحدة في عضلة كبيرة من عضلات الجسم، مثل عضلة الفخذ، مرة كل شهر خلال ذروة موسم انتشار الفيروس المخلوي التنفسي.