يعتبر الشاي الأسود ثاني أكثر المشروبات شعبية في العالم بسبب مذاقه الرائع، وفوائده الصحية الفريدة التي ليس لها مثيل في مشروبات أخرى، خصوصاً أن الجهود البحثية المتعلقة بتلك الفوائد تبشر بإمكانات علاجية كونه (أي الشاي الأسود) يحتوي على باقة مهمة من المركبات الصيدلانية النشطة، التي تلعب أدواراً بناءة على الصعيد الصحي.
ويعد الشاي الأسود خياراً رائعاً لمن يبحث عن مشروب قليل السعرات الحرارية، فقير بالصوديوم وغير محلى، ويحتوي على كمية معتدلة من مادة الكافيين، مقارنة مع مشروبات الطاقة الأخرى كالقهوة، ولا شك في أن للشاي الأسود بعض العيوب المحتملة، إلا أن المزايا أكثر بكثير من العيوب.
ولا نبالغ في القول بأن كل دراسة جديدة تظهر حول الشاي الأسود في الأدبيات العلمية، تساهم في تعزيز مكانته كخيار صحي مفيد للعيش فترة أطول، والوقاية من الأمراض الموهنة التي تفتك بالبشر. 
ووفقاً للمعهد الوطني للسرطان، فإن الشاي الأسود يحتوي على قلويدات (مثل: الكافيين، التيوفيلين، الثيوبرومين)، وأحماض أمينية، وكربوهيدرات، وبروتينات، وكلوروفيل، وفلورايد، وألمنيوم، وبعض المعادن والعناصر النادرة، ومركبات عضوية متطايرة، والبوليفينول، وهي مركبات كيميائية تحمي النبات من الأشعة فوق البنفسجية، ومن العوامل الضارة. أما إذا استهلكها الإنسان، فإنها تملك خصائص مضادة للأكسدة تحمي خلايا الجسم من براثن الجذور الكيميائية الحرة التي تضر بالصحة، وتلحق الأذى بخلايا الجسم، وتساهم في نشوء أمراض عديدة، مثل: السرطان، وتصلب الشرايين.

 

ومن أبرز الفوائد، التي يحتويها الشاي الأسود:

1. غني بمضادات الأكسدة:
يضم الشاي باقة من مضادات الأكسدة، أبرزها مركبات البوليفينول الفريدة من نوعها، إذ إنها تختلف عن تلك التي توجد في الفواكه والخضروات، ما يجعلها توفر فوائد صحية إضافية عند دمجها مع وجبات الطعام، وتؤمن مضادات الأكسدة حزمة من الفوائد التي تقلل من مخاطر التعرض للأمراض، وتساهم في صون الصحة.

2. يدعم عملية الهضم:
يحتوي الشاي على مواد كيميائية تساهم في تنظيم العمليات الهضمية، وتمنع حدوث المشاكل في المعدة والأمعاء، فمثلاً وجدت إحدى الدراسات على الفئران أن مستخلص الشاي الأسود يحسن عملية إفراغ المعدة الناتج عن عسر الهضم الدوائي، أو عن الكسل الوظيفي للمعدة. وفي دراسة أخرى على الفئران المصابة بالقرحة، تبين أن الشاي الأسود يمكن أن يحمي من قرحة المعدة، لكن هناك حاجة إلى عمل المزيد من البحث.

3. يقوي جهاز المناعة:
يوجد في الشاي مكونان أساسيان، يساهمان في دعم جهاز المناعة في الجسم: الأول مستضدات الكيلامين، التي تحفز إنتاج مضادات الأجسام التي تجعل جهاز المناعة أقوى. أما المكون الثاني فهو العفص أو التانين tannins، الذي ثبت أنه فعال في مجابهة الالتهابات الفيروسية.

4. يخفض مستوى السكر في الدم:
يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم عاجلاً أم آجلاً مضاعفات كثيرة، ولقد تبين أن الشاي الأسود يساعد على تعزيز عمل هرمون الأنسولين الخافض لسكر الدم، إذ وجدت دراسة تمت في أنبوب الاختبار أن الشاي الأسود زاد نشاط الأنسولين أكثر من 15 مرة. وفي دراسة أخرى جرت على الفئران، وجد القائمون عليها أن مستخلص الشاي الأسود أو الأخضر مكّن من تخفيض نسبة السكر في الدم، وحسّن استقلاب السكر.

5. يخفف التوتر:
تناول الشاي الأسود بانتظام، وبشكل معتدل، يقلل مستويات هرمونات الغضب في الجسم، ما يجعل صاحبه هادئاً وديعاً. أما الفضل في ذلك، فيرجع إلى وجود الحامض الأميني التيامين، وفي دراسة قام بها باحثون من جامعة كوليدج بلندن، شملت مجموعة من الأصحاء الذين بلغ متوسط عمرهم 33 عاماً، وقاموا بالمهام ذاتها، وسجل المشرفون على الدراسة مستويات أقل من هرمون الكورتيزون، ومستويات أكبر من الاسترخاء عند الذين شربوا الشاي الأسود الحقيقي، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا الشاي الوهمي.

6. يعزز صحة القلب والأوعية الدموية:
في دراسة، أعلن عنها عام 2009، وجد المشرفون عليها أن استهلاك الشاي، بنوعيه الأخضر والأسود، يقلل مخاطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية، فوفقاً لنتائج الدراسة، فإن الأشخاص الذين تناولوا ثلاثة أكواب من الشاي يومياً كانوا أقل عرضة للجلطة الدماغية بنسبة 21%، مقارنة برفاقهم الذين تناولوا أقل من كوب واحد في اليوم.

7. يحسن صحة الفم
تمتلك المكونات الموجودة في الشاي الأسود، مثل: الكاتيشينات والفلافونيدات والعفص والتوكوفيرول تأثيرات مضادة للبكتيريا، وتأثيرات مثبطة للإنزيمات البكتيرية واللعابية، وهذا ما يحد من نمو بكتيريا الفم ويمنع تسوس الأسنان، ولتحقيق ذلك ينصح بشرب كوب أو كوبين من الشاي دون سكر بشكل منتظم.

8. يقلل الكوليسترول الضار:
شرب الشاي إلى جانب اتباع برنامج غذائي قليل الدهون المشبعة، يمكن أن يخفض مستوى الكوليسترول الضار، وعلى هذا الصعيد وجدت إحدى الدراسات العشوائية أن شرب خمس كؤوس من الشاي الأسود يومياً يقلل الكوليسترول الضار عند الأفراد الذين لديهم مستويات مرتفعة قليلاً أو معتدلة، وأفادت دراسة عشوائية أخرى استغرقت 3 أشهر، شملت 45 فرداً، بأن مستخلصات الشاي الأسود الصيني ساهمت في خفض الكوليسترول الضار بشكل ملحوظ، وفي تحسين صورة مستويات مختلف أنواع الكوليسترول عند الأشخاص المعرضين لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة.

9. يخفف الاكتئاب:
ربطت دراسات عديدة بين استهلاك الشاي وانخفاض خطر التعرض للاكتئاب، ففي تحليل شمل البيانات الأساسية ضمن برنامج مراقبة الصحة العامة في مقاطعة تشجيانغ الصينية، وجد الباحثون أن ارتفاع استهلاك الشاي الأسود مرتبط بانخفاض معدل انتشار داء الاكتئاب لدى كبار السن.

10. يعزز فقدان الوزن:
أشادت دراسات عديدة بقدرة الشاي الأخضر على تشجيع فقدان الوزن، لكن وفقاً لدراسة جديدة، قام بها باحثون بإشراف سوزان هنينج، من كلية طب ديفيد جيفن بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، فإن الشاي الأسود يملك نفس الفاعلية، من خلال آلية محددة، هي تغيير ميكروبيوم الأمعاء، بحيث تساهم في تعزيز الصحة، وفقدان الوزن عند البشر.

إقرأ أيضاً: الحمل بعد الأربعين.. مخاوف ومحاذير وآمال