يصيب ارتفاع سكر الدم الأشخاص الذين لديهم داء السكري، والذين لم يتم تشخيصهم مسبقاً بالسكري. وهناك العديد من العوامل التي تساهم في الإصابة بارتفاع سكر الدم، بما في ذلك اختيارات الطعام والأنشطة البدنية، أو الإصابة بمرض، أو تناول أدوية ليست خاصة بداء السكري أو عدم تناول أدوية كافية لتقليل الجلوكوز، بحسب طبيب الغدد الصماء والسكري حازم البلبيسي.
ويؤكد البلبيسي أهمية معالجة ارتفاع سكر الدم، موضحاً: "من الممكن أن يصبح المرض حاداً إن تُرك دون علاج، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتطلب رعاية طارئة، مثل غيبوبة السكري. وعلى المدى البعيد يمكن أن يؤدي ارتفاع سكر الدم المستمر، حتى وإن كان غير حاد إلى مضاعفات تؤثر على العينين والكلى والأعصاب والقلب".

• أعراض ارتفاع سكر الدم:
لا يسبب ارتفاع سكر الدم أعراضاً إلا إذا ارتفعت مؤشرات الجلوكوز ارتفاعاً كبيراً بما يفوق 200 ميلليجرام لكل ديسيلتر (ملجم/ديسلتر) أو 11 ميلليمول لكل لتر (مليمول/لتر). وتتطور أعراض ارتفاع سكر الدم ببطء على مدى عدة أيام أو أسابيع. وكلما بقيت معدلات سكر الدم مرتفعة، صارت الأعراض أكثر خطورة.

• علامات وأعراض مبكرة لارتفاع سكر الدم:
يمكن أن يساعدك التعرف المبكر على أعراض ارتفاع سكر الدم في علاج الحالة على الفور. راقبي: التبول المتكرر، العطش الزائد، عدم وضوح الرؤية، التعب، والصداع.

• علامات وأعراض لاحقة لارتفاع سكر الدم:
إن لم يتم علاج ارتفاع سكر الدم، فمن الممكن أن يتسبب في تكوين أحماض سامّة (كيتونات) في الدم والبول (حماض كيتوني). ومن ضمن العلامات والأعراض ما يلي: رائحة تشبه الفاكهة في النَفَس، الغثيان والقيء، ضيق التنفس، جفاف الفم، الضعف، التشوش، الغيبوبة، وألم في البطن.

 

 

 

وينبه البلبيسي إلى ضرورة اتصال مريض بالسكري بالطبيب في حالة ظهور الأعراض التالية:
- إذا كنت مريضة ولا تستطيعن الاحتفاظ بالأكل أو السوائل في معدتك، ومعدلات جلوكوز الدم لديك فوق 240 مجم/ديسلتر (13 مليمول/لتر) مع وجود كيتونات في البول.
- تعرضك لإسهال أو قيء مستمر، وليس بمقدورك تناول بعض الأطعمة أو المشروبات.
- أصبت بالحمى واستمرت لأكثر من 24 ساعة.
- جلوكوز الدم لديك أعلى من 240 مجم/ديسلتر (13 مليمول/لتر)، على الرغم من تناولك أدوية داء السكري.
- لديك مشكلة في الحفاظ على جلوكوز الدم ضمن النطاق المرغوب.

• أسباب ارتفاع السكر في الدم:
خلال عملية الهضم، يعمل الجسم على تكسير الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة كالخبز والأرز والمعكرونة، إلى جزيئات سكر متعددة. ويعد الجلوكوز أحد جزيئات السكر هذه، وهو مصدر طاقة رئيسي للجسم. ويتم امتصاص الجلوكوز مباشرةً لمجرى الدم بعد الأكل، لكن لا يمكنه الدخول إلى خلايا معظم الأنسجة من دون مساعدة الأنسولين؛ وهو هرمون يفرزه البنكرياس.
وعندما يرتفع معدل الجلوكوز في الدم، يقوم بإرسال إشارة إلى البنكرياس لإفراز الأنسولين. وبدوره يفتح الأنسولين الخلايا حتى يتمكن الجلوكوز من دخولها ويقدم لها الوقود الذي تحتاجه لأداء وظائفها بشكل سليم. ويتم تخزين أي جلوكوز زائد في الكبد والعضلات في صورة جلاكوجين.
وهذه العملية تخفض من كمية الجلوكوز في مجرى الدم وتمنعه من بلوغ مستويات عالية بدرجة خطيرة. وبمجرد عودة مستوى سكر الدم إلى الطبيعي، يعود معدل إفراز البنكرياس للأنسولين إلى الطبيعي أيضاً.
ويُضعف داء السكري آثار الأنسولين على جسمك للغاية، سواء كان ذلك بسبب عدم إنتاج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين (النوع الأول من داء السكري) أو بسبب مقاومة جسمك لآثار الأنسولين أو لا يفرز كمية كافية من الأنسولين للحفاظ على مستوى الجلوكوز الطبيعي (النوع الثاني من داء السكري). ونتيجة لذلك، سوف يتزايد الجلوكوز في مجرى الدم، وقد يبلغ مستويات عالية بدرجة خطيرة (ارتفاع سكر الدم) إن لم تتم معالجته بشكل صحيح. يُستخدم الأنسولين وأدوية أخرى لخفض معدلات سكر الدم.

 

 

• عوامل تُساهم في ارتفاع سكر الدم: 
يمكن أن تُساهم عدة عوامل في حدوث ارتفاع سكر الدم، وتشمل ما يلي:
- عدم استخدام أدوية داء السكري الفموية أو الأنسولين بكميات كافية.
- عدم الحقن بالأنسولين بشكل صحيح أو استخدام أنسولين منتهي الصلاحية.
- عدم اتباع خطة أكل لداء السكري.
- الخمول.
- أن تكوني مصابة بمرض أو عدوى.
- استخدام أدوية محددة، كالستيرويدات.
- أن تكوني مصابة أو خضعت لعملية جراحية.
- التعرض لإجهاد عاطفي، مثل مشكلات عائلية أو تحديات محل العمل.
ومن الممكن أن يحفز المرض أو الضغط النفسي الإصابة بارتفاع سكر الدم لأن الهرمونات التي تُفرز لمكافحة المرض أو الإجهاد من الممكن أن تسبب ارتفاع سكر الدم لديك. حتى غير المصابين بداء السكري، قد يتطور ارتفاع سكر الدم لديهم خلال المرض الحاد. لكن الأشخاص المصابين بداء السكري قد يحتاجون لتناول مزيد من أدوية داء السكري للحفاظ على مستوى جلوكوز الدم قريبًا من الطبيعي خلال المرض أو الإجهاد.

• مضاعفات ارتفاع السكر في الدم:
أولاً: مضاعفات طويلة الأمد:
قد يسبب ارتفاع سكر الدم، الذي يُترك دون علاج مضاعفات طويلة الأمد، وتتضمن:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي).
- تلف الكلى (اعتلال الكلية) أو الفشل الكلوي.
- تلف الأوعية الدموية لشبكة العين (اعتلال الشبكية السكري)، وهو ما يُحتمل أن يؤدي إلى العمى.
- ضبابية العدسة التي تكون صافية تمامًا في حالتها الطبيعية (المياه البيضاء).
- مشكلات بالقدم نتجت عن تلف الأعصاب أو ضعف تدفق الدم، ما قد يؤدي لعدوى خطيرة.
- مشكلات العظام والمفاصل كهشاشة العظام.
- مشكلات الجلد، شاملة العدوى البكتيرية وحالات العدوى الجرثومية والجروح غير الملتئمة.
- عدوى الأسنان واللثة.

ثانياً: مضاعفات طارئة:
إذا ارتفع سكر الدم بما يكفي أو استمر لمدة طويلة، فقد يؤدي إلى حالتين خطيرتين، هما: الحماض الكيتوني السكري، ومتلازمة فرط الأسمولية المرتبطة بالسكري.

• تشخيص ارتفاع السكر في الدم:
يحدد الطبيب النطاق المستهدف لسكر الدم، وبالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بداء السكري، النطاقات المستهدفة هي:
- الصيام على الأقل ثماني ساعات (معدل سكر الدم الصيامي) بين 90 و130 ملجم/دل (5 و7 ملليمول/لتر). 
- قبل الوجبات الرئيسية بين 70 و130 ملجم/دل (4 و7 ملليمول/لتر). 
- من ساعة إلى ما يصل إلى ساعتين بعد وجبات الطعام أقل من 180 ميلجرام/ديسيليتر (10 ميليمول/لتر). 
- وقد يختلف معدل سكر الدم المستهدف، خاصة إن كنتِ حاملًا أو لديكِ مضاعفات متطورة من داء السكري. وقد يتغير نطاق سكر الدم المستهدف أيضًا كلما كبرت في العمر. وقد يكون الوصول إلى نطاق سكر الدم المستهدف تحديًا في بعض الأحيان، لكن كلما اقتربت من النطاق، شعرت بأنك أفضل.

• علاج ارتفاع السكر في الدم:
أولاً: العلاج المنزلي:
استشارة طبيبك بشأن التحكم في سكر الدم لديك وفهم كيفية مساعدة الطرق العلاجية المختلفة في الحفاظ على مستويات الجلوكوز ضمن المدى المستهدف. وقد يطلب الطبيب إجراء الطرق العلاجية التالية:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للتحكم في سكر الدم لديك. ومع ذلك، لا تمارس تمارين رياضية في حالة وجود كيتونات في البول، فهذا يمكن أن يدفع سكر الدم إلى الارتفاع أكثر.
- تناول الأدوية وفقًا للتعليمات، وقد يعدِّل طبيبك جرعة دوائك أو مواعيد الدواء.
- تقليل تناول الطعام وتجنب المشروبات السكرية.
- مراقبة جلوكوز الدم وفقاً لتوجيهات طبيبك.
- تعديل جرعات الأنسولين للتحكم في ارتفاع سكر الدم. 

ثانياً: علاج الطوارئ لارتفاع سكر الدم الحاد: 
إذا كانت لديك علامات وأعراض الحماض الكيتوني السكري ومتلازمة فرط الأسمولية المرتبطة بالسكري، فقد تتم معالجتك بغرفة الطوارئ أو يتم احتجازك في المستشفى. ويمكن أن يخفض العلاج الطارئ سكر الدم لديك إلى المعدل الطبيعي. وتشمل الطرق العلاجية عادةً ما يلي: تعويض السوائل، تعويض الشوارد الكهربية، والعلاج بالأنسولين. 
وفي حال رجوع كيمياء الجسم إلى وضعها الطبيعي، سيفكر الطبيب في الأسباب التي أدت إلى تحفيز ارتفاع سكر الدم الحاد. وقد تحتاج إلى علاجات إضافية حسبما يلزم. وإذا اشتبه الطبيب في وجود عدوى بكتيرية، فقد يصف لك مضادات حيوية. وفي حالة إمكانية التعرض لأزمة قلبية، قد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوص للقلب. 

• الوقاية من ارتفاع سكر الدم:
قد تساعد بعض الاقتراحات التالية في الحفاظ على سكر الدم لديك ضمن المدى المستهدف:
- اتبع خطة الوجبات الغذائية لداء السكري، فإذا كنت تأخذ أنسولين أو دواء لداء السكري عن طريق الفم، فمن المهم أن تكون منتظمًا حيال كمية وتوقيت وجباتك والوجبات الخفيفة. ويجب أن يكون الطعام الذي تتناوله متوازنًا مع عمل الأنسولين داخل جسدك.
- مراقبة مستوى سكر الدم، وقد يستلزم ذلك فحص معدل سكر الدم عدة مرات أسبوعياً أو عدة مرات يومياً وتسجيل النتائج. وتعتبر مراقبة مستوى سكر الدم بعناية هي الطريقة الوحيدة للتأكد من أنه مازال ضمن النطاق المُستهدف. وينبغي ملاحظة قراءات الجلوكوز لديك عندما تكون أعلى أو أقل من المدى المستهدف.
- تناول دواءك الذي وصفه لك الطبيب بانتظام.
- تعديل حصة دوائك في حالة تغيير نشاطك البدني.

إقرأ أيضاً: أخطاء ترتكبها النساء عند العناية بالبشرة