ذات يوم كنت مع فريق عملي ومستشاري الصغار، أعضاء المجلس الاستشاري للطفل، نبحث معاً عن كيفية القضاء على ظاهرة التنمر، التي باتت تؤرقنا جميعاً، كباراً وصغاراً، بأشكالها المتنوعة.. إن كان التنمر لفظياً، أو جسدياً، أو حتى إلكترونياً، أو بأي شكل من أشكاله البشعة.

قال لي أحد أعضاء المجلس الاستشاري للطفل: علينا أن نبدأ من المنازل، من أولياء الأمور، علينا أن نعمل على توعيتهم؛ فالتنمر يبدأ من المنزل، والطفل ينقل ما يتعرض له في المنزل من عنف أو تنمر لفظي، ويمارسه على أقرانه في المدرسة.. بالفعل هذا ما توصلت إليه دراساتنا حول هذا الموضوع، ونتائجها تؤكد هذه النقطة، ثم أكمل حديثه، قائلاً: نحن دولة التسامح علينا أن نعزز هذه القيم في مجتمعنا، وأن يتعرف الصغار إلى أهميتها.. أعجبتني نظرته إلى الأمور؛ فبادرنا بالعمل على توعية أولياء الأمور، وتكثيف الحملات التوعوية، بعد أن عملنا مع المدارس بطاقمها الإداري والتعليمي والأخصائيين الاجتماعيين والممرضين.

أعزائي أولياء الأمور، الخير كل الخير في تنشئة أبنائنا على ديننا الإسلامي السمح، دين التسامح والأخلاق الكريمة، وثقافتنا الإماراتية العربية العريقة، وقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته.. الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته».

ويحث ديننا الحنيف على الخلق الحسن والتأدب والمعاملة الراقية، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

وختاماً.. إليكم أعزائي أبياتاً حكيمة وجميلة، تعبر عن واقع هذه الظاهرة الدخيلة، من كلمات الشاعرة اليافعة مزنه العامري: «العنصرية جهالة والتنمر ندم... تورث التفرقة والكره والانتقام... الحب يبني سعادة والتسامح شيم... يورث الخير والمعروف والاعتصام... الطيب نعمة وراعي الطيب يبقى علم... يموت لكن ذكره حي في كل عام».

لنتمسك بقيمنا وعاداتنا الأصيلة، ومعاً سنقضي على هذه الظاهرة يداً بيد.