رمسَة عاشة، هذه المرة، من عبق باريس، لكنه عبق مُختلف ليست له علاقة بروعة أيقوناتها، وجمال معمارها وشوارعها، والقصص التي ترويها لمن يتجوّل فيها. دُعيت، مؤخراً، إلى فعالية عالمية أخرى؛ لمشاركة جانبٍ من وصفتنا الإماراتية في تمكين المرأة، وكيف انتقلنا من تمكين المرأة إلى تمكين المجتمع بالمرأة، وتصادف أن هذه القمة في باريس، ورغم حُبّي لزيارتها وروعتها، فقد أسرني بريق آخر داخل قاعة الحدث ليست له علاقة بباريس، لكن بكمية الإعجاب والانبهار بالمرأة العربية من قبل المئات من المشاركين والحضور من مختلف أنحاء العالم.

البريق بدأ بملامح ومداخلات وأسئلة الحضور، حول الأرقام التي شاركتها عن مستوى مشاركة المرأة الإماراتية في مختلف مجالات الحياة، وصولاً إلى مهمات الفضاء، ومروراً بكل ميدان آخر، ووصل الإعجاب والانبهار أَوْجَه عندما بدأت جلسة سمو الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم، التي تحدّثت عن تجربتها في الطيران. وكانت ردود أفعال الحضور تجاه ما سمعوه وشاهدوه، خلال أيام القمة العالمية، منقسمة بين إعجاب من جهة، وحيرة من جهة أخرى في نظري، وأعتقد ذلك لأن الإعلام الآخر رسم، طوال العقود الماضية، صورة مختلفة للمرأة العربية، وأنّها لاتزال تسعى إلى أبسط الحقوق، وهي صورة غير منصفة تختلف عن الواقع، الذي وصلت إليه اليوم في عالمنا.

أردت أن أحمل معي هذا السحر الباريسي، وأعبّئه بزجاجة عطر مكوناته عربيّة خالصة هي إنجازات كل واحدة منّا في العالم العربي أجمع، وأهديه لكل واحدة تقرأ سطوري، خاصة مع اقتراب مناسبة عزيزة هي يوم المرأة الإماراتية في أغسطس، وما أردته في «رمستي» هذه هو أن نُصفّق - عبر سطوري - لكل امرأة وفتاة اكتشفت ذاتها، وتقوم بدور في مجتمعها مهما كان، خاصة اللاتي أتقنَّ التحدي والوصول إلى أعلى المراتب. وكذلك، أوجّه الشكر والاحترام إلى كل من آمن بدور المرأة، ووفّر كل ما يكفل فاعليتها في المجتمع. والأهَم أن تمكين المرأة ونجاحاتها من أهم استراتيجيات القوة الناعمة والتأثير في المجتمعات العالمية، وتصحيح الصورة النمطية المرسومة لمجتمعاتنا حول العالم.

عطاء المرأة في المواقع المختلفة لا يتوقّف، وليس مرتبطاً بمسمى وظيفي تقف هي عنده، لكنّه ينبع من قلبها، وهو مصدر البريق الذي سحر الحضور في الفعالية العالمية، والمعادلة للمحافظة على هذا الأثر بسيطة: نواصل تمكين المرأة الحقيقي، بفتح الأبواب كافة أمامها لتنافس بكفاءتها، وأن نُربّي بناتنا شريكات فاعلات منذ الصغر، ولا نسمح لأحد بتحجيمهن، وألا نُنهي دور المرأة في البناء بانتهاء دورها بمحطة وظيفية معيّنة، لكن نبني معها على آخر موقع ساهمت في بنائه، ونعطيها المزيد من الفرص. ولكل واحدة من اللاتي يقرأن سطوري: كل يوم امرأة إماراتية وأنتن بخير، وكل عربية أكثر تأثيراً وإسهاماً في رقي مجتمعها.