يتطابق اسمها مع وصفها، فالبطاطا الحلوة لها طعم لذيذ وشهي مليء بالفيتامينات والمغذيات الممتازة، وهي حلوة الطعم.

وتختلط على الكثيرين البطاطا البيضاء مع البطاطا الحلوة، على الرغم من كونهما من عائلتين مختلفتين، فالبطاطا الحلوة خضار جذري، وهذا يعني أن الجزء الذي تتناوله هو الجذر، في حين تعتبر البطاطا درنات.

وتأتي البطاطا الحلوة في أصناف وألوان متعددة، بيضاء وصفراء وبرتقالية ووردية وأرجوانية، وهي تتشابه في معظم المغذيات، لكن يختلف كل لون بعنصر يميزه.

البطاطا الحلوة الصفراء والبرتقالية تتميز بنسب مرتفعة من فيتامين (A)، في صورة بيتاكاروتين، وهو المصنع للفيتامين بالجسم، والأرجوانية العالية المحتوى من الأنثوسيانين، وهو صبغ قوي ومضاد للأكسدة من النوع الممتاز. أما البطاطا الحلوة البيضاء، فهي أقلها في مضادات الأكسدة.

ما الذي يجعل البطاطا الحلوة "حلوة"؟

عندما تقومين بتسخين البطاطا الحلوة يتكسر النشاء الموجود بوفرة إلى سكر يسمى المالتوز، ويعتبر متوسط الحلاوة فيه أقل من سكر المائدة، فيعطي حلاوة طبيعية مُرضية بشكل كبير.

إن طهي البطاطا الحلوة ببطء على نار منخفضة سيسمح للإنزيم الذي يصنع المالتوز بمزيد من الوقت لتحويل النشا إلى سكر، ما يزيد حلاوة البطاطا.

وتشتهر البطاطا الحلوة حول العالم بمحتواها من فيتامين (A) النباتي (في صورة بيتاكاروتين)، لكن بالإضافة إلى ذلك هي مصدر جيد جداً لفيتامين (سي) والمنغنيز، ومصدر جيد للألياف الغذائية، وفيتامين (B6)، والبوتاسيوم، كما أنها لا تحتوي على دهون، وهي منخفضة نسبياً في الصوديوم، وتحتوي على سعرات حرارية مرتفعة لكنها أقل من البطاطا البيضاء.

وبالمقارنة مع البطاطا، فالبطاطا الحلوة تحتوي على المزيد من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، وبالرغم من مذاقها الأكثر حلاوة، فإن المؤشر السكري (الجليسيمي) أقل بها.

 الفوائد الصحية للبطاطا:

تأتي معظم الفوائد الصحية للبطاطا نتيجة محتواها من فيتامين (A) (البيتاكاروتين)، وفيتامين (C) ومضادات الأكسدة والألياف. ويعد نقص فيتامين (A) عالمياً هو السبب الرئيسي للعمى الذي يمكن الوقاية منه عند الأطفال، ويقدر عدد الأطفال الذين يصابون بالعمى كل عام بما يراوح بين 250.000 و500.000 طفل بسبب نقص هذا الفيتامين، ويموت نصف هؤلاء الأطفال في غضون عام من فقدان بصرهم. كما يمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى ضعف المناعة، وزيادة معدل الوفيات، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

والبطاطا الحلوة هي مصدر ممتاز لبيتاكاروتين، الذي يتحول داخل الجسم إلى فيتامين (A)، لذلك هي من أفضل مصادر فيتامين (A) النباتية؛ إذ تحتوي ثمرة كبيرة على أكثر من 400% من الموصى به يومياً. وهناك ميزة أخرى لهذا الفيتامين، هي أنه لا يفسد بالطهي، بل على العكس يصير أسهل على الجسم في الامتصاص، وكلما كان اللون أغمق كان محتواها من البيتاكاروتين أكثر.

أيضاً، تعزز البطاطا الحلوة صحة الأمعاء، فالألياف ومضادات الأكسدة بالإضافة إلى فيتامين (A)، كلها عوامل مفيدة لصحة الأمعاء، ويرتبط فيتامين (A) بالمناعة القوية في الجسم عامة ومناعة الأمعاء خاصة، والعكس صحيح، إذ يرتبط نقص هذا الفيتامين بضعف مناعة الجهاز الهضمي، وذلك لأهميته في الحفاظ على الأغشية المخاطية، خاصة في بطانة الأمعاء.

وتتعرض الأمعاء باستمرار لمسببات الأمراض المحتملة؛ فإذا كانت الأغشية المبطنة للأمعاء ضعيفة قد تزيد التهاب الأمعاء، وتقلل قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة بشكل صحيح للتهديدات محدثة الأمراض المختلفة. كما تحتوي البطاطا الحلوة على نوعين من الألياف: قابل للذوبان، وغير قابل للذوبان، ولا يستطيع الجسم هضم أي منهما فيبقى داخل الأمعاء محدثاً تأثيرات إيجابية.

- فوائد البطاطا للأم الحامل:

للبطاطا أهمية خاصة للأم الحامل، وذلك لغناها ببيتاكاروتين، الذي يتحول داخل جسم الأم إلى فيتامين (A)، وهو فيتامين مهم جداً أثناء الحمل، إذ يقوم بعدة أدوار: ضروري لنمو خلايا الجسم وتميزها إلى الأنواع المختلفة، مهم للحفاظ على أنسجة الجسم المختلفة، مهم لنمو الجنين الصحي، يزيد مناعة الجهاز الهضمي ومقاومته للأمراض، ويحتوي على الألياف التي تساهم في الوقاية من الإمساك الذي كثيراً ما يصيب الحامل.

- أهمية البطاطا للأطفال:

يعد نقص فيتامين (A) من أهم أسباب حدوث ضعف الإبصار والعمى الليلي، وضعف المناعة، ومشاكل التطور المعرفي، والإسهال، والحصبة، والملاريا. وقد حددت اليونيسف (عام 2018) أن عدد الأطفال الذين يعانون نقص هذا الفيتامين يبلغ حوالي 140 مليون طفل معرضون للمرض والوفاة.

  وقد لا تستطيع الأسر توفير الأطعمة غالية الثمن ليحصل الطفل على احتياجاته للنمو والتطور البدني والمعرفي، ومن أسهل الطرق لإدخال المزيد من فيتامين (A) في النظام الغذائي استهلاك الأطعمة النباتية الغنية بالكاروتين، مثل البطاطا الحلوة، خاصة ذات اللون البرتقالي، التي تتحول بسهولة إلى هذا الفيتامين داخل جسم الطفل.

إقرأ أيضاً:  النشاط الصباحي والشباب الدائم.. يبدآن من الإفطار الصحي
 

-  متى يبدأ الطفل بتناول البطاطا؟

  يمكن للطفل الذي يرضع طبيعياً أن يبدأ بتناول البطاطا منذ الشهر السادس. أما الطفل الذي يتناول ألبان الأطفال؛ فيمكنه البدء من الشهر الرابع.

- محاذير استخدام البطاطا الحلوة:

  يعتبر تناول البطاطا الحلوة آمناً على الصحة، لكن في بعض الأحيان قد تحدث بعض الآثار، مثل: تحتوي البطاطا على الأوكسالات، لذلك يجب تناولها بحذر لمن لديهم تاريخ من حصوات الكلى، حتى لا تزيد تكوين حصوات الكلى من نوع أوكسالات الكالسيوم، وفي أحوال قليلة جداً قد تسبب بعض الحساسية، ويقوم الجسم عادة بتخزين فيتامين (A)، فإذا ارتفعت مستوياته قد يحدث اصفرار في البشرة والأظافر، وهذا ينخفض تلقائياً بمجرد تقليل الاستهلاك.