افتتحت دار «Hermès» أول متجر لها مخصص للعطور ولوازم المكياج، في مركز «الرياض بارك». ويتمتع المتجر، الذي يقع في الطابق الأرضي، بواجهة واسعة، تكشف عن بيئة مشرقة وراقية، تتيح اكتشاف أقسام «Hermès» للعطور والتجميل. حول هذا المتجر الجديد، تحاور «زهرة الخليج» آنييه دو فييه Agnès de Villers، الرئيسة والمديرة التنفيذية لقسم «Hermès Parfums»، منذ عام 2015:

 

  • آنييه دو فييه

 

• ماذا عن متجر العطور والتجميل الأول في السعودية، من حيث: الموقع، والتصميم الداخلي، والألوان؟

- لأنه أول متجر لنا في المملكة العربية السعودية، وبمثابة الرمز؛ أردنا أن نصنع شيئاً مميزاً وفريداً جداً للمنطقة. كانت لدينا وكالتنا المعمارية «RDAI»، التي تقوم بتصميم جميع متاجرنا، منذ أكثر من 40 عاماً، لقد زار المهندس المعماري، وفريقه، موقع العلا، وقالوا إنه مثير للإعجاب، وقرروا تصميم مزيج حقيقي من الدار الباريسية، لكنه يلتقي مع مشهد الصحراء، ونور الشمس في المملكة العربية السعودية. هذا هو السبب وراء لوحة الألوان، التي تدور حول العسل الرملي، وألوان العنبر التي لا تجدينها في متاجر «Hermès» الأخرى. وكذلك، اختير خشب الأرز، وليس خشب البلوط، الذي نستخدمه أكثر في فرنسا. هي لوحة كاملة، تشعرين في خضمِّها بلقاء الثقافتين، وسط بيئة دافئة، ومرحبة، وجذابة. أردنا، أيضاً، تقديم التجربة الكاملة للعطور إلى زائر المتجر. وأوجدنا مساحة كافية لعرض كل ابتكارات العطور في «Hermès»، منذ الخمسينات. وهناك «Eau d'Hermès»، الذي كان أول عطر من عطور «Hermès». وهذا نصب تاريخي للعطر، والآن مجموعة «Hermessence». وما نريد أن نظهره، أيضاً، هو الطريقة التي نفسر بها ثقافة العطور القوية جداً في المنطقة، ويمكنني القول بأن الثقافة العربية حول العطور قد تكون الأكثر خبرة وجرأة أيضاً.

• هل هناك عطور ومستحضرات تجميل معينة، حرصتم على عرضها في «البوتيك»؟

- قررنا عرض عطر «Agar Ebène»، الذي برز من بين العطور التي ابتكرَتها Christine Nagel في مجموعة «Hermessence»، منذ ابتداعه عام 2018. وكان من البديهي أن نربط هذه النسخة المحدودة، التي تلقي بالضّوء على فنّ الخطّ العربي الاستثنائي بأحد أشهر العطور في مجموعتنا، الذي تتضمّن تركيبته بعضاً من أشهر الموادّ، منها خشب الأغار الموجود في منطقة الشرق الأوسط. واخترنا الفنّان محمّد مندي التّميمي، وتعاونا معه في هذا المشروع، وشعراً رائعاً للشاعر الإماراتي راشد الخبر؛ تكريماً للمنطقة، واحتراماً لها. أردنا أن نفعل شيئاً حقيقياً للغاية، ونحن فخورون جداً بالخط العربي، وسعداء أكثر؛ لأنه محفور بورقة ذهبية موضوعة من قبل الحرفيين.

 

  • آنييه دو فييه: الثقافة العربية في العطور جريئة

 

توقيع خاص

• هناك مَنْ تغيّر عطرها كما تغير ملابسها، ومَنْ تلتصق بعطرها، أو تختاره وفق مزاجها.. كيف ترين كل ذلك؟

- أعتقد أن هذا يختلف تماماً من شخص إلى آخر. في الماضي، كان من الشائع جداً أن الناس لديهم عطر واحد في حياتهم كلها، بمثابة توقيعهم الخاص. سأخبرك بهذه الحادثة، التي حصلت معي، قابلت أصدقاء في إيطاليا، وكانت هناك امرأة في الغرفة، فقالت لي: «لا أستطيع أن أشم رائحة (Calèche)، دون بكاء؛ لأنه كان عطر أمي». العطر مدهش ومفعم بالإحساس، وعندما نتحدث عن النقل والذاكرة فهو قوي جداً؛ لذا إن رائحة عائلتك من والدتك، ووالدك. ما أحبه في طريقتنا في الإبداع، هو أننا نبدع ونفكر في رائحة قوية للأشخاص الذين يفارقون الحياة بأكملها، أو ربما يرغبون في التغيير، وهكذا. لكن من الصحيح أن الناس - في الوقت الحاضر - يغيرون عطورهم أكثر.

• أطلقتم عطوراً جديدة للشَّعر.. ماذا عنها؟

- في الواقع، استوحينا مشروع عطور الشعر من المنطقة؛ لأننا عندما التقينا كل هؤلاء النساء من المنطقة، قلن لنا نحب أن نتلاعب بالعطور، ليس فقط بالعطور العادية، لكننا نحب الزيوت، وبودرة «التالك»، وأيضاً وضع العطر على الشعر. تقوم بعض النساء بوضع العطور مباشرة على شعرهن، لكن هذا ليس جيداً؛ لأن العطور «عدوانية» بعض الشيء على الشعر. لذلك؛ قررنا تطوير صيغة طبيعية فائقة، تحتوي على أكثر من 90% من المكونات الطبيعية والعطور، واعتقدنا أنه من الجيد أن نبدأ مع: «Twilly»، و«Eau des Merveilles»؛ فهذه عطور لطيفة جداً على الشعر. كانت هذه الخطوة الأولى، وقد نطور رذاذ شعر آخر.

 

 

• يحدث، في معظم الأحيان، أن تستخدم المرأة عطرها؛ بناء على رغبة الآخرين أو شريك حياتها.. ما رأيك؟

- أعتقد أن اختيار العطر أمر شخصي للغاية؛ فالمرأة فريدة من نوعها. وفي النهاية، حتى لو اختارت عطراً يثير إعجاب الآخرين، لا يمكنها اختيار شيء لا تحبه حقاً. ربما ترغب في إثارة إعجاب شخص ما، لكنه دائماً شيء يعني لها الكثير، وهذا هو اختيارها الشخصي.

عطور الورد

• ما رأيك في العطور المخصصة للجنسين؟ وهل هناك عطور معينة من «هيرميس» تندرج ضمن هذه الفئة؟

- إننا في «Hermès» لا نتحدث عن الجنسين؛ لأننا نعتقد أن العطر فوق ذلك. ونأخذ مثالاً على ذلك، ما تقوله كريستين ناجل بأن الرجال في المنطقة هنا يرتدون عطور الورد اللطيفة جداً. لا نريد أن نصنّف؛ لأننا نؤمن بأن العطر اختيار شخصي، والمهم أن يكون عطراً جيداً.

 

 

• العملاء يثقون بـ«هيرميس»، ويحرصون على اقتناء منتجاتها.. ما شعوركم حيال تلك المسؤولية، وكيف تحافظون على البقاء في الطليعة؟

- أنت على حق؛ فهذه الدار عمرها 200 عام. ومنذ البداية، كانت الجودة العالية على رأس الأولويات، وجودة المواد، وصدق ما تفعله، وبذل قصارى جهدك؛ هذه هي الطريقة التي تدوم طويلاً. لهذا السبب لدينا عملاء مخلصون للغاية، ولا يشعرون بخيبة أمل أبداً؛ لأن كل ما نقوم به هو بالمستوى والالتزام نفسيهما، خاصة في مجال العطور؛ لأن العطر يأتي في مقدمة الدار. نحن نبيع عطرنا في ما يقرب من 100 دولة بالعالم، في حين أن «Hermès» موجودة في 50 دولة فقط، فالعطر - بطريقة ما - هو المقياس الأكثر ديمقراطية في الدار. لذا، المسؤولية كبيرة، لكن - على سبيل المثال - نحن هنا سعداء للغاية، وفخورون بهذا المتجر؛ لأنه يشبه إلى حد ما وجود faubourg saint-honoré هنا، وجميع التفاصيل، وكل شيء مصنوع على طريقة «Hermès»، ويجب أن أقول إننا لسنا وحدنا في هذا المشروع، بل نتعاون مع فريق عمل فيصل المالكي، فهم حريصون على قيمنا الأساسية الراسخة.