كأي إنسان آخر، لا بد أنك عشت تجربة تجعد أصابع قدميك أو يديك، سواء كان ذلك بعد السباحة، أو الاستحمام لفترة طويلة، فلماذا تتجعد الأصابع دون غيرها من أجزاء الجسم؟

شغلت هذه التجاعيد التي يسبّبها الماء للجلد على أطراف أصابع اليدين والقدمين أفكار العلماء وعملهم لعقود، وقد تحير معظمهم بشأن أسباب هذه التجاعيد في المقام الأول.

أسباب تجعد الأصابع

أشار باحثون في هذا الأمر إلى أن البقاء في الماء الدافئ لمدة 3.5 دقائق بما يعادل 40 درجة مئوية تعتبر مناخاً مثالياً لتبدأ أطراف أصابعك في التجعد، أما في درجات الحرارة الباردة التي تبلغ نحو 20 درجة مئوية يمكن أن تستغرق ما يصل إلى 10 دقائق، بينما يستغرق الأمر نحو 30 دقيقة من وقت النقع للوصول إلى أقصى قدر من التجاعيد.

ووفق ما شرح موقع Verywell Health الطبي الأمريكي، فلا أحد يفهم بالضبط سبب ظهور هذه التجاعيد رغم فهمنا كيف تتجعد الأصابع، موضحاً أن تجاعيد الأصابع لا يمكن اعتبارها عملية تناضح وهو ما يفسر بأنه تدافع المياه من مكان لآخر، وذلك للأسباب التالية:

· لو كان السبب هو التناضح فعلاً لتجعد كل جلد الإنسان ولم يكن فقط جلد أصابع اليدين والقدمين.

· لا  تؤثر الأعصاب السمبثاوية على التناضح، وإذا تضررت الأعصاب السمبثاوية في أصابع اليدين والقدمين، فلن تعود وتتجعد.

· لا  يعتبر الجلد منفذاً للماء، ولا يمكن أن يتدفق الماء داخله أو خارجه، وإجمالاً إن قطرة الماء سوف تتبخر عند وضعها على الجلد.

إقرأ أيضاً:  اللوز.. 24 حبة يومياً تحمي صحتك وجمالك
 

  ما علاقة الجهاز العصبي؟

يرجح الخبراء أن يكون تنشيط "العصب الودي" يشكل حافزاً يتسبب بتجعد الأصابع، وذلك بسبب انقباض الأوعية الدموية الطرفية عند تنشيط الجهاز العصبي الودي.

والجهاز العصبي الودي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتفاعل مع البيئة الخارجية للحفاظ على استقرار الجسم، ويعد التعرض للماء محفزاً مهماً له.

وفي تفسير آخر، إننا عند غمر أيدينا في الماء، تنفتح قنوات العرق في أصابعنا للسماح بدخول الماء، ما يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح في بشرتنا، ويتسبب هذا الاختلال بتحفيز الألياف العصبية ويؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية حول القنوات العرقية ويتسبب هذا الأمر بفقدان الحجم في المنطقة اللحمية من طرف الإصبع ما يؤدي لشد الجلد المغطى للأسفل بحيث يتحول إلى تجاعيد.

وحسب تفسيرات هذه التجاعيد فإن نمطها يتغير وفق الطريقة التي ترتكز فيها الطبقة الخارجية من الجلد.

لماذا يتجعد الجلد؟

يعتبر ظهور التجاعيد لغزاً كبيراً محيراً فمثلاً تحتاج هذه التجاعيد وقتاً أطول للظهور لدى النساء منها لدى الرجال، كما أن عودة البشرة لطبيعتها بعد دقائق قليلة لم تجد تفسيراً.

ومن الممكن أن يكشف تجعد أصابع القدمين واليدين عن معلومات أساسية عن صحة الإنسان بطريقة مدهشة فمثلاً تستغرق هذه التجاعيد وقتاً أطول لظهورها لدى الأشخاص المصابين بأمراض جلدية، مثل: البهاق والصدفية.

فيما يعاني مرضى التليف الكيسي من تجعد مفرط في راحة اليد وكذلك أصابعهم، وقد لوحظ هذا حتى في الأشخاص الذين يحملون المرض وراثياً.

أما مرضى السكري من النوع 2، فإنهم يعانون من انخفاض ملحوظ في مستويات تجعد الجلد عند وضع أيديهم في الماء.

وبالمثل، لوحظ انخفاض التجاعيد لدى الأشخاص الذين عانوا من قصور في القلب، ربما بسبب بعض الاضطرابات في التحكم بنظام القلب والأوعية الدموية لديهم.

لذلك، يبقى السؤال عن سبب بدء تجعد أصابع اليدين والقدمين في الماء بكل بساطة بلا إجابة.