العمل العميق هو عندما تكون حاضراً بالكامل، ومنغمساً في مهمة مطلوبة مع التركيز الكامل على نشاط واحد. 
في دراسة أجريت عام 2012، على 188 من لاعبي التنس الناشئين، صنف المشاركون مستوى تدفقهم الملحوظ خلال المباراة. وسجلت مجموعة الرياضيين الفائزين درجات أعلى بشكل ملحوظ في جميع أبعاد التدفق التسعة باستثناء واحد، ما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية في: التوازن بين مستوى التحدي مقابل مهاراتهم، وجود أهداف واضحة، والشعور بالتحكم والغرض. 
أشارت مراجعة بحثية، أجريت عام 2018، إلى أن الأدبيات العلمية حددت علاقة إيجابية بين التدفق والأداء، فضلاً عن الإبداع الفني والعلمي، بحسب موقع healthline الصحي. 
والحقيقة هي أن 2% فقط من الأشخاص يمكنهم فعلاً القيام بمهمتين معرفيتين في نفس الوقت. هؤلاء يُطلق عليهم اسم "الأشخاص فائقو الأداء"، كما يوضح تاتشر واين، مؤلف كتاب "المهام الأحادية الاثنتا عشرة": "افعل شيئاً واحداً في كل مرة، لفعل كل شيء بشكل أفضل".
ووفقاً لواين، يمكننا تبني العمل العميق من خلال إعطاء تركيزنا الكامل لنشاط واحد في كل مرة، وهو مفهوم يُعرف باسم "المهمة الأحادية". 
وذكرت مراجعة بحثية أجريت عام 2019، أن الدماغ البشري يفتقر إلى اللبنات الأساسية المعرفية والعصبية لأداء مهمتين في وقت واحد، وأشار الاستعراض إلى أن تعدد المهام يزيد احتمالية اضطراب الأداء وزيادة الأخطاء، والقفز المستمر من مهمة إلى أخرى يقلل قدرتنا على التركيز بعمق، ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتوتر والارتباك. ويقول واين: إننا قد نعتقد أننا ننجز الكثير، لكن تبديل المهام يعيق إنتاجيتنا، ويمكن أن يؤدي إلى الإرهاق. وباختصار، يمكن أن يؤدي تعدد المهام إلى: اضطراب الأداء، زيادة الأخطاء، الإلهاء، انخفاض مدى الانتباه، انخفاض الإبداع، انخفاض الإنتاجية الإجهاد والارتباك. 
التركيز على مهمة واحدة يشجعنا على إيلاء اهتمامنا لما نقوم به، والدخول في حالة من العمل العميق، ويقول واين: "إن مزايا العمل العميق عديدة". ويضيف: "سيكون لديك المزيد من المرح، وتفعل كل شيء بشكل أفضل. وستكون أكثر إنتاجية، وسترتكب أخطاء أقل، وتجري اتصالات ربما لم تكن على دراية بها في حالة تعدد المهام وتشتيت الانتباه". 
إذا كنت من النوع الذي يحاول دائماً إكمال خمسة أشياء في وقت واحد، فقد يبدو أن التركيز باهتمام على مهمة واحدة فقط أمر صعب. جربي هذه النصائح للبدء: 

 

 

 

- تخلصي من المشتتات: 
تأخذ المشتتات تركيزك بعيداً عن المهمة التي تقومين بها، لكن يمكنك تجنب معظم عوامل التشتيت ببعض التعديلات البسيطة، مثل: غلق الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني والجلوس في هدوء بعيداً عن مصادر الإزعاج، كما يمكن الذهاب إلى المشي، فالإلهام والإبداع والتركيز تأتي بشكل طبيعي، بعد أن تمضي 20 دقيقة، أو نحو ذلك في المشي. 

- جربي سماعات الأذنين: 
قد تزيد ترددات معينة لنبضات الأذنين من التركيز. وغالباً وضع السماعات يساعدك على التركيز، ما قد يقضي على عوامل التشتيت الخارجية، ويساعدك على التركيز. 

 

 

- خططي مسبقاً: 
بدلًا من تقسيم عقلك عبر عدة مهام مختلفة، خذي خطوة للوراء وخططي لذلك، ويمكنك كتابة كل ما تحتاجين إلى القيام به في ذلك اليوم وتنظيمه في قائمة مهام مرتبة حسب الأولوية. وحاولي كتابة كل المهام في ملف تفريغ كبير وغير منظم للمخ. ثم إنشاء قائمة ثانوية ترتب المهام حسب الأولوية من الأعلى إلى الأدنى. وتحديد وقت معين لكل مهمة. 

- اجعلي التركيز على مهمة واحدة عادة عندك: 
يقول واين: "نحن بحاجة إلى موازنة هذا التشتت في انتباهنا بشيء يعيد بناء انتباهنا". يمكن أن يساعدنا هذا في "إعادة بناء قدرتنا على الاهتمام حقاً". ويعتقد واين أن القراءة لمدة 20 دقيقة شيء رائع للبدء، ويشرح قائلاً: "إن الوصول إلى كتاب في الصباح بدلاً من هاتفك عادة رائعة تجب تنميتها"، وإذا لم تكن قد قرأت كتابًا لفترة طويلة، فإنه يقترح البدء ببطء من خلال القراءة لبضع دقائق وزيادة المدة بمرور الوقت. 
وتتضمن الطرق الأخرى لبناء تركيزك واهتمامك ما يلي: اليوغا، التأمل، تشي غونغ، الكلمات المتقاطعة، التلوين، الحدائق الفنون والحرف اليدوية.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لدعم المصاب بالاكتئاب.. جربيها