تشبه لقطات مصور السفر، مصعب المصعبي، عبور أبواب الخيال، واكتشاف أماكن تشبه الحلم؛ حيث تحلق عدسته في عوالم مدهشة وفضاءات ساحرة، في مزيج رائع من البساطة والألوان النابضة بالحياة، وتجسد صوره جمال ونقاء المدن والصحارى، خاصة في بلده الإمارات، لافتاً إلى جمالها كوجهة محببة للسفر والترحال.. في حوارنا معه؛ أطلعنا على تجربته الغنية، وموهبته المبدعة:

 

 

• متى بدأت التصوير الفوتوغرافي، وما الذي ألهمك اقتناء كاميرا؟

- منذ صغري وأنا أقف أمام الكاميرات، حيث كان والدي محباً للتصوير، وأصبحت أقوم بالتصوير الفوتوغرافي في مرحلتي الدراسية «الثانوية» عام 2006م، كهواية، وأصقلت هذه الهواية بالقراءة في شبكة الإنترنت، ومشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية في مجال التصوير. أيضاً، استفدت الكثير من المصورين المحترفين في شبكات التواصل الاجتماعي، ومع مرور الأيام كونت علاقات مع الكثير منهم، خاصة أبناء بلادي الإمارات؛ حتى وصلت إلى الاحتراف. في الحقيقة، هناك اختلاف تام بين مجال عملي كمهندس حاصل على شهادة أكاديمية في الهندسة، وهوايتي الفوتوغرافية، لكن السفر والترحال جمعا تصوير الفن المعماري الهندسي والطبيعة، داخل الإمارات وخارجها، في بلدان عربية، وأجنبية، سبقت زيارتها.

 

 

 

نمط خاص

• صف لنا نمط التصوير الخاص بك!

- أميل، كثيراً، إلى تصوير الطبيعة والفن المعماري (لاند سكيب، وسيتي سكيب)، كما أعشق تأمل جمال صنع الخالق سبحانه وتعالى، وأيضاً إبداعات البشر في العمران، وجربت مجالات أخرى في التصوير، مثل: حياة الناس، وتصوير البورتريه (الوجوه).

• متى ظهرت لديك فكرة السفر؛ لمواصلة إبداعك كمصور، وما الدافع؟

- عام 2014، حينما سافرت في رحلة فوتوغرافية إلى شمال إسبانيا مع الأستاذ شادي نصري، وتعد من أجمل رحلاتي التصويرية؛ حيث إنها جمعت بين الاثنين: تصوير الطبيعة، والفن المعماري. أيضاً، بعدها سافرت إلى مدينة العلا في المملكة العربية السعودية؛ لتصوير الطبيعة والتضاريس الخلابة، برفقة جمعية صقور الإمارات التي أنا عضو بها، وكانت النتائج جميلة ومحفزة على الاستمرار والإبداع، وتكللت هذه الرحلة بمعارض محلية ودولية، ولقاءات تلفزيونية زادت شغفي واهتمامي بالتصوير.

• ما الشيء الأكثر تحدياً في مهمة مصور السفر؟

- التعامل مع البشر، والأجواء غير العادية، فمثلاً في رحلتي إلى نيبال مع شركة نيكون، كانت هناك بعض الصعوبات في المعاملة مع كبار السن، لإدخالهم في «مود» التصوير؛ حتى ألتقط صورة فيها أحاسيس ومشاعر وفكرة متكاملة. أيضاً، في رحلتي إلى آيسلندا عام 2018، مع الأستاذ خالد الكندي، واجهنا عواصف شديدة، وبرداً قارساً؛ لدرجة أننا صحونا من النوم، وتركنا خيمنا على الأرض، وركبنا السيارة، واحتمينا داخل مطعم، وضاع جدول ذلك اليوم كاملاً، بسبب سوء الطقس.

• هل تتذكر أول صورة التقطتها، وكنت فخوراً بها؟

- نعم كانت في إسبانيا، لكنها ليست أول صورة، بل كنت فخوراً بها بسبب ما عانيته عند التقاطها من أحوال طقس غير مناسبة، وظهرت بنتائج إبداعية جميلة.

 

 

رحلات.. وتجارب

• أنت معتاد القيام برحلات.. ما الذي تمنحك إياه هذه التجارب كمصور وإنسان؟

- التمعن في عظمة الخالق، واختلاف طبيعة التضاريس من جبال وبحار وأنهار وشلالات، وتعلم ثقافات الشعوب، وأيضاً الإبداع المعماري البشري في صنع وبناء الأبراج الشاهقة والمباني والجسور، بالإضافة إلى نقل المشاهد والأحاسيس إلى أعين المشاهدين، ومشاركة اللحظات الجميلة معهم بواسطة الصور والفيديوهات.

• لديك مجموعة كبيرة من المتابعين على حسابك، أي جانب تستمتع به أكثر.. التعلم أم مشاركة معرفتك؟

- في الحقيقة أستمتع بالجانبين؛ لأنني مازلت وسأظل أتعلم؛ فالحياة مدرسة. لكنني أميل أكثر إلى مشاركة ما لديَّ من معرفة وخبرة مع المتابعين، وعلى شبكة الإنترنت. وبفضل الله، حققت جوائز ومراكز عالمية ومحلية، وشاركت في العديد من المعارض بمجال التصوير الفوتوغرافي، وهذا الشيء ساعدني على تطوير مستواي ومهاراتي، وإبراز الثقافة التصويرية ونشرها. وأيضاً قمت، بالتعاون مع هيئات وشركات وجهات حكومية ودولية في مجال التصوير، بإعلانات بشكل متواصل في منصتي على «إنستغرام».

 

 

• بعد أن قمت بالعديد من الرحلات.. ما البلدان الأكثر إلهاماً لك؟

- آيسلندا، وشمال إسبانيا، وإندونيسيا؛ لما فيها من جمال إبداعي للخالق عزَّ وجلَّ، ولما فيها من طبيعة وتضاريس خلابة، وأيضاً نيبال فيها مواضع شيقة لحياة الناس، وصعوبة المعيشة، خاصة كبار السن والأطفال.

• كيف ترى الإمارات بعيون عدستك؟

- الإمارات هي دولتي الحبيبة والغالية، ومن واجبي كمصور إظهار جمالية بلدي الكريم محلياً ودولياً. وتغطية الأماكن الجديدة الخلابة في تصميمها المعماري بجميع إمارات الدولة، وأيضاً جمال الصحراء والعراقيب والجمال والخيول في منطقة الظفرة، وبالتحديد في منطقة ليوا، ومدينة العين في الجزء الشرقي من الدولة.

إقرأ أيضاً: طرق للتخلص من السموم الرقمية.. دون عزل نفسكِ