تحظى "فراشة الأغنية الأردنية"، الفنانة زين عوض، باحترام كبير بين جميع أقرانها في الوسط الفني العربي والأردني على حد سواء، وعرفت بإحساسها العالي ورومانسيتها المفرطة، وتميزت دائماً بهدوئها الكبير ورقي تعاملها مع الآخرين، وتمتلك تواضعاً قل نظيره لدى النجوم. 

 

 

 

وكان لا بد أن نتطرق في بداية حديثنا مع وجه الأردن المشرق الفنانة زين عوض عن الأحداث التي شهدها مهرجان جرش مؤخراً، والمقاطعات المتتالية له واعتذار عدد من الفنانين الأردنيين عن المشاركة بحفلاته، معترضين على طريقة تعامل إدارة المهرجان معهم لتختصر زين المشهد، بالقول: "ما حدث معي شخصياً بهذا الشأن خدش إحساسي". 
ويبدو أن هذه السنة لمهرجان جرش كانت مختلفة عن كل ما سبق، إذ إنها أجبرت زين بالحديث لأول مرة بأن معظم مشاركات الفنانين الأردنيين تنتهي عادة بشكل غير لائق، وغالباً ما يغادر الفنانون الأردنيون المدينة الأثرية غاضبين، سواء كان ذلك بسبب عدم الاستقبال اللائق، وأي أمور سلبية أخرى قد يواجهونها خلال مشاركتهم. 
وبخصوص هذا العام، تقول زين إن طريقة طرح مشاركة الفنان كانت سيئة جداً كأنها "رفع عتب"، أو إبلاغها بأنك تريدين المشاركة أم لا تريدين، ولم يكن هنالك احترام لتاريخ الفنان ووزنه، مؤكدة حبها الكامل لجميع الفنانين المشاركين من الأردن والوطن العربي، وأن ضيوف الأردن هم ضيوفها ويضيفون الكثير بمشاركتهم بالمهرجان. 
لكن زين تشرح في حديثها، لـ"زهرة الخليج"، أن العرض الذي قدم لها يعتبر خطوة للوراء وهو ما ترفضه، بعد أن ظهرت على المسرح الجنوبي في النسخة الأخيرة من المهرجان، وقدمت حفلاً جماهيرياً كبيراً، وأن الفنان يسعى للتطور والتقدم لا الرجوع للوراء، مؤكدة أن الموضوع أكبر من قصة تحديد مواعيد لكنه طريقة تعامل وإظهار احترام بشكل عام، مؤكدة أنها تواصلت مع نقابتها نقابة الفنانين الأردنيين ووضعتهم في الصورة. 

 

 

 

طفلة العيد
مع بقاء أيام قليلة على حلول عيد الأضحى المبارك، تصف زين عوض نفسها بأنها "طفلة العيد"، لأن العيد يعيدها للوراء كثيراً، وتعيش أجواءه كأي طفلة فرحة به، وترجع هذا السبب لفقدان والدها وشوقها إليه، واستذكار طفولتها معه بعد أن أحزنها فقده كثيراً. 
ولم تكبر زين على العيد نهائياً إلا أن النظام الغذائي الذي تلتزم به يحرمها من تناول شوكولاتة وكعك العيد، رغم حبها للنوع المحشو بالفستق الحلبي منه، فربما تتناول واحدة منه، كذلك تعترف زين لـ"زهرة الخليج"، بأنها ورغم مهارتها الكبيرة في الطهي وصنع الحلويات، إلا أنها لازالت عاجزة عن صنع كعك العيد، وتتمنى أن تتعلم إعداده. 

 

 

 

التمثيل أولاً
قد تمتلك زين ميزة إضافية في حياتها، فزوجها هو مهند البكري، مدير الهيئة الملكية للأفلام، ولطالما أظهرت زين موهبة كبيرة عبر ما تقدمه من فقرات منوعة، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي جذب آلاف المتابعين الجدد لها، لكنها تصر على أن مهند شخص مهني جداً، ولا يقبل أن يحابي أحداً، وقد بدأ أخيراً بالاقتناع بموهبتها وقدرتها على التمثيل، وكان يشير لهذه الموهبة خلال مرافقتها له لحضور "مهرجان مالمو السينمائي". 
وتضيف زين أنها تحلم بأن تشارك بعمل كبير، يطرح إحدى القضايا المهمة، مؤكدة قناعتها التامة بأنها قادرة على أن تكون ممثلة محترفة ولا مانع لديها من تقديم أدوار لا تشببها على الحقيقة، شريطة أن تتوافق مع القيم والثقافة التي نعيشها في عالمنا العربي.
أما عن مجال التقديم والإعلام الذي ظهرت به أكثر من مرة، فتشير لثقتها بنفسها واعتقادها أنها مقدمة جيدة ومتمكنة من نفسها، لكن إيمانها راسخ بأنها أفضل في التمثيل وقد تتفوق زين الممثلة عندما تتاح لها الفرصة على زين المطربة.
وتندرج زين من عائلة متعددة المواهب، فعدا كونها مطربة وزوجة أحد صناع الأفلام وداعميها في الوطن العربي، فإن شقيقتها هيا عوض تعتبر أشهر فاشينيستا على مستوى الأردن، ومن المعروفات على المستوى العربي والعالمي، وتشيد زين بعلاقتها مع هيا، واستفادتها منها بنصائحها، خاصة في ما يخص عالم الموضة والجمال، وتحب خوفهما على بعضهما والحب الكبير الذي يجمعهما، فهما غالباً تتبادلان الأفكار وتؤكد أن لا غيرة ولا حتى تنافس بينهما فـ"هيا" أختها الصغرة، وتريدها أن تكون دائماً في القمة، وتضيف أنهما تتأثران ببعضهما كثيراً، حتى وصل الأمر بهما لاتخاذ قرار بألا تتابع كل واحدة منهن الأخرى، لكنهما لم تقدرا على تطبيقه. 

 

 

أعمال قليلة
تعترف النجمة الأردنية بتقصيرها بحق نفسها وقلة أعمالها الفنية، مبررة هذا الأمر بأن إنتاج الأغاني بات يشكل لها صعوبة كونها هي من تنتج لنفسها وتشرف على جميع أعمالها بكل تفاصيلها، مبينة أنها اتخذت قراراً بالمضي قدماً وواثقة من أن نجاحها الكبير قادم لا محالة وربما لم يحن وقته بعد.
وتصف زين الشهرة بأنها تعني العطاء والتواصل مع الناس والبقاء معهم، مستغربةً مفهوم البعض للشهرة بأنها تعني الابتعاد والعيش بطابق عاجي بعيداً عن الآخرين، فالأمر الصحيح هو استخدام الذكاء بالتواصل، فهذه أفضل طريقة للحفاظ على الشهرة، إلا أنها تصف نفسها بأنها ماتزال في بداياتها، وقد تعودت دائماً على أن تنطلق من الصفر، فأثناء وجودها في الإمارات بدأت من الصفر وعند عودتها للأردن بدأت كذلك من الصفر، إلى أن وصلت لما هي عليه الآن وهي تجتهد وتسعى للوصول لحلمها الكبير بالعالمية والغناء بعدة لغات ولهجات. 

"السوشيال ميديا"
يستطيع المتابع لزين عوض عبر منصات "السوشيال ميديا" تقدير موهبتها الكبيرة بتقمص الشخصيات التي صنعتها لنفسها، وتصف هذا الأمر بأنها صنعت شخصية تدعى "رجاء"، وغيرت من شكلها وتستخدمها للتعبير عن الكثير من الأمور التي تخجل هي من التعبير عنها، فزين عوض إنسانة عرفها العالم بهدوئها ورقيها لكن رجاء شخصية مختلفة، تتعامل معهم بطريقة مغايرة تماماً، وقد تكون أقرب للشعبية، حتى إن الناس دائماً يسألونها عن رجاء عندما تغيب عنهم. 
وتختم زين حديثها بتمني تقديم عمل درامي وأعمال غنائية تخدم قضايا الناس، مثل: التنمر، والعنف ضد المرأة، فهي تريد عملاً موسيقياً متكاملاً يغني للمرأة ويعبر عنها.

إقرأ أيضاً: شاكيرا "ديكتاتورية".. ولم تكن على وفاق مع زوجة ميسي