من مظاهر العيد المبهجة تعاون بعض السيدات في إعداد وصنع كعك العيد، حيث يلجأ عدد من الجارات للتجمع في منزل إحداهن لإعداد الحلويات قبل حلول العيد بأيام قليلة، ومنهن من يلجأن لأمهاتهن لصنع الكعك بنهكة الزمن الأول المليئة بالحب والشجن والذكريات. 

ويتصدر الكعك المنزلي والمعمول منها المحشو بالتمر والآخر بالفستق الحلبي طاولة الضيافة، إلى جانب القهوة السادة والشوكولاتة التي ستقدم للضيوف المهنئين بهذه المناسبة الغالية على المسلمين.

ويعد الكعك والمعمول من الطقوس الجميلة التي تبشر بقدوم العيد، فنرى العديد من السيدات يتفنن بصناعته ويتباهين بالمذاق الشهي منه، فنرى رائحته تفوح من المنازل.

تبدأ السيدات بتحضير عجينة الطحين والسميد منذ الليل، وفي اليوم التالي يقمن بتجهيز الحشوة من التمر والجوز والفستق الحلبي، ويتعاونّ في صنعها سواء بشكل حلقات أو وضعها في قوالب بأشكال مختلفة، ومن ثم تزيينها بالملقط، قبل طهيها في الفرن المخصص للكعك لضمان خروجه ناضجاً. ورغم توفر العديد من أنواع الكعك وحلويات العيد في الأسواق، إلا أن معظم السيدات يفضلن الصنع المنزلي لما يتمتع به من مذاق شهي ومختلف.

ولإعداد هذه الحلويات طقوس حميمية تتمثل باجتماع القريبات والجارات والصديقات عند بيت إحداهن من أجل المساعدة في ذلك، ويحرص الكثير من الأسر على إشراك الأطفال في عملية صناعة الكعك، كأن يدق أحدهم الجوز، أو يسهم في عجن التمر.

وفي الوقت الذي يتمسك فيه عدد كبير من الأسر بالكعك المنزلي، بسبب جودته وتلبيته لرغبات الأسرة، بعض الأسر تميل لشراء الكعك الجاهز والبعض يقبل عليه توفيراً للوقت والجهد.

ويرى خبير التراث نايف النوايسة أن كعك العيد في السابق كان له مذاق وطعم آخر، حين يصنع بأيدي الأمهات ويلتف الجميع حولهن، ويسرق البعض عدداً من حبات الكعك الجاهزة ويأكلها ساخنة، ومنهم من كان يقوم بسرقة العجينة مع التمر للعب بها، لذا هو طقس جميل ينبغي أن نحافظ عليه.

إقرأ أيضاً:  فطيرة التفاح
 

ويضيف أن كثيرات من السيدات مايزلن يتمسكن بتلك الطقوس ويفضلن صنع الكعك في المنزل، لأن في ذلك لمة جميلة كلها دفء ومحبة، فالكعك ليس مجرد طعام وإنما هو شوق للعيد، وهو الحدث الذي يتوج صيام الشهر الفضيل، وأيضاً مناسبة لاجتماع النساء على شيء يفرح أفراد الأسرة.

ويضيف: "فرحة الصغار في صنع الكعك البيتي مبهجة، فالبعض منهم يحاول المشاركة أو تحضيره، أو الاكتفاء بالنظر لمراحل إعداده خطوة بخطوة، واللهفة لأخذ أول حبة منه حين خروجها من الفرن".