الأطفال هم أكثر الفئات التي تشعر بمباهج العيد، فهم يستعدون مبكراً للمناسبة العظيمة عبر ابتياع الملابس الجديدة والحصول على هدايا وعيديات من ذويهم، وهم أيضاً كثيرو الأسئلة حول العيد ومعانيه وطقوسه.

خبيرة علم النفس والاجتماع، منيرة صالح، توجه بعض المفاهيم التربوية والنصائح لغرس أهمية العيد عند للأطفال ومعاني العيد ومناسكه وطقوسه، من أجل تعزيز هوية الطفل وتعليمه بشكل عملي ماذا يعني العيد.

تلخص منيرة هذه المفاهيم عبر نقاط سهلة الشرح للأطفال وتدعو الآباء لتبسيطها لأطفالهم:

- مفهوم الثقافة التربوية:

هي أفكار وخبرات تساعد الآباء على بناء شخصية أطفالهم، على مستوى المعتقدات والقيم، والسلوكيات. فغرس الإيمان العميق في نفوس الأطفال عمل عظيم، ولكن الإجبار على بعض العادات بالضغط والإكراه، يؤدي إلى النفور الواضح.

حيث إن التربية بالأفعال والسلوكيات، والعادات الذهنية والنفسية التي يشاهدها الطفل في منزله، هي الأصل.. وليس معدل الذكاء. ومعظم الأطفال يملكون من الموهبة ما يؤهلهم للإبداع، وإذا حدث العكس فهذا يدل على خطأ ما في التربية أو أسلوب التعليم.

التربية الجيدة تُوجد نوعاً من التوازن بين المثالية والواقعية، وتطلع الطفل إلى المستقبل، مع غض الطرف عن معطيات الواقع. لذا ننصح الآباء بعدم تكديس المفاهيم والنصائح في عقل الطفل، خاصة إذا أخذ شكل الوعظ الكثيف والمتتابع. فصرامة كثير من الآباء جعلت أبناءهم ينفرون منهم، ويندفعون إلى الأقران والزملاء، ليجدوا ما فقدوه في بيوتهم. ودعونا نتفق أن تربية كل طفل مشروع مهم يستحق كل العناية، وعلى الأبوين امتلاك الثقافة التربوية لنجاح المشروع.

- استحضار سيرة الأنبياء:

من أول المشاهد التي تبدو غير مألوفة للطفل ذبح الأضحية، فهذا حيوان أليف يقرأ عنه في القصص والكتب ويشاهده بأفلام الكرتون.

هنا اشرحي لطفلك أن الأضحية استحضار وتذكير لقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وربط وجدان المسلمين بهذا النبي العظيم، لهذا لا بد أن تحكي لطفلك ليلة العيد قصة إبراهيم عليه السلام، واذكري له سر هذه الأضحية التي نزلت فداءً لإسماعيل عليه السلام.

- تعزيز مفهوم الأبوة والبر والطاعة:

في قصة إبراهيم وإسماعيل معنى عظيم يجب أن نحييه في نفوس أبنائنا، وهو الطاعة التامة التي أظهرها إسماعيل لأبيه، أولها أنه كان معه.. يقضي حاجاته ويسعى معه في شؤونه، وهكذا ينبغي أن يكون الابن مع أبيه.

ولما طلب منه أبوه روحه سلمها إليه، وقال: ‭{‬يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ‭}‬، فالقصة كلها تجسيد لبر الود لأبيه، وطاعة الأب لربه.

على الآباء توضيح مفهوم البر، وأن يعودوا أبناءهم ويدربوهم عليه منذ الصغر، وكذلك الطاعة، حتى يألف الطفل خدمة والديه.

إقرأ أيضاً:  أشياء غريبة بيعت في مزادات عالمية.. لن تصدق
 


- مفهوم التقرب إلى الله والعطف على المحتاجين:

على الأب أن يُحدّث أبناءه بأن هذه الأضحية ليست للتفاخر على الجيران، أو الاستمتاع بأكل اللحم، أو إظهار الغنى والترف، بل هي تقرب إلى الله عز وجل، الذي أمرنا بذلك، ومحاولة لإسعاد الفقراء والمحتاجين بتوزيع نصيبهم منها.

مفهوم شكر الله على النعم.. ويتم بتعويد الأبناء على شكر الله على ما أعطانا من النعم، ولحم الأضحية نعمة علينا أن نأكل منها، كما قال تعالى: ‭{‬كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ‭}‬، فيخاطب الأب أبناءه بهذا المعنى ويذكّرهم بما هم فيه من النعم.

- مفهوم الصدقة والحث على فعلها:

يجب على الأب أن يعرف أبناءه معنى الصدقة والتصدق، فيغرس فيهم قيمتها، ويطبقها من خلال تصدقه بجزء من الأضحية للفقراء والمحتاجين. ومن الأفضل أن يرسل تلك الصدقة مع أبنائه، أو يصطحبهم لتسليمها للفقير؛ حتى يرى الابن ذلك، وبهذا نغرس قيمة معنوية في نفسه.