سطر سائق رالي السيارات، ورجل الأعمال السعودي، راكان الراشد، قصة نجاح كبيرة، تستحق التقدير والتشجيع، لاسيما أنه قد حقق الكثير من الإنجازات المشرفة، في رياضة تحتاج إلى الكثير من العزم، وقوة الاحتمال، ومواجهة التحديات، وسرعة اتخاذ القرار للفوز فيها. حصد الراشد، خلال مشاركته في العديد من البطولات، الكثير من الجوائز العالمية، ويأمل سائق الراليات المحترف تحقيق أحد المراكز الخمسة الأولى في بطولة العالم للراليات الفئة الثانية، بمساعدة فريقه الخاص، المكون من 7 أفراد، وأن يصبح مصدر إلهام للجيل القادم من سائقي رياضة السيارات في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.

ويحمل الراشد، إلى جانب مسيرته الاحترافية في سباقات السيارات، شهادة البكالوريوس في العلوم المالية، من جامعة الفيصل في المملكة العربية السعودية، وهو أيضاً مؤسس مشارك، ومدير لصندوق رأس المال «أكسس بردج فنتشرز»، أحد صناديق رأس المال الاستثمارية الرائدة، ورئيس مجلس إدارة شركة «كودو كورب»، سلسلة المطاعم الرائدة في المملكة العربية السعودية.. في حواره مع «زهرة الخليج»، ألقى الراشد بالضوء على شغفه، ورحلة بطولاته، وما يرنو إليه مستقبلاً:

• كيف كانت بداياتك مع عالم رالي السيارات؟

ـ منذ صغري كنت أعشق مجال السيارات، وتطور الموضوع يوماً تلو آخر، وأصبحت أجمع المجلات والصحف التي تتحدث عن الراليات وسباقات السيارات، وقمت بتطوير نفسي ذاتياً، خاصة أن بطولة العالم للسيارات ليست موجودة بالمملكة إلى الآن، والموجود بالسعودية هو الراليات الصحراوية فقط. وبحكم عملي في مجال ريادة الأعمال، تمت دعوتي من قبل مختصين برالي السيارات في فنلندا، حيث تعتبر رياضة رالي السيارات هناك من الرياضات المهمة، ولديهم الكثير من الخبرة والمهارة، لتجربة قيادة الرالي والتدرب عليها، وكانت هذه نقطة الانطلاق عام 2012. بعدها في 2015، كانت أول مشاركة لي في بطولة الشرق الأوسط للراليات بدبي.

 

 

بطولة عريقة

• كيف أصبحت المنافسة، اليوم، بعد هذه المشاركة؟

ـ تكاليف بطولة الشرق الأوسط للراليات تعتبر مرتفعة إلى حد ما، والعائد كتغطية إعلامية وسهولة التحرك اللوجستي، يعتبر من الأمور الصعبة؛ لذلك اضطررت للتوجه إلى أوروبا؛ لأشارك في بطولة العالم، فضلاً عن توفير حرية الاختيار في المشاركة ببطولة العالم، أو بطولة أوروبا، أو بطولات محلية في دول مختلفة. وبالطبع، فإن التكاليف المادية أقل؛ لذلك نحن - سائقي الراليات العرب - نحتاج إلى الدعم والتحفيز من الجهات المعنية؛ حتى يمكننا المشاركة في بطولة الشرق الأوسط للراليات، تلك البطولة العريقة، التي تحتاج إلى مزيد من التركيز والاهتمام؛ للتميز فيها.

• هل أنت راضٍ عن المنافسات والسباقات المحلية بالمملكة؟

ـ رالي السيارات بالمملكة يحتاج إلى جهود أكبر؛ ليكون موجوداً بقوة على الساحة، وأستطيع أنا وغيري المشاركة فيه، خاصة أن الموجود بالمملكة، حالياً، الرالي الصحراوي فقط.

• ما الفرق بين رالي السيارات العالمي، والرالي الصحراوي؟

ـ الراليات الصحراوية طرق مفتوحة مع نقاط، وطريقة ملاحة مختلفة، فضلاً عن نوع السيارة أيضاً، حيث يكون مختلفاً كلياً عن الراليات العادية ذات الطرق المستوية، والتي بطبيعتها تحتاج إلى سيارات أقل قوة.

• ما أهمية السباقات والمنافسات المحلية بالنسبة للسائقين؟

ـ السباقات المحلية مهمة جداً لصقل مواهب السائقين المحليين، ورفع مستوى مهاراتهم. وبالطبع، إن تطوير أماكن التدريب سيساعد على اكتشاف المواهب، بالإضافة إلى العائد المادي، الذي سيعود على الجميع بالنفع، بعد إيجاد المزيد من فرص التوظيف أمام الجميع، وتحفيز الناس على فتح ورش ومدارس للتدريب، وتجهيز السيارات الرياضية قبل السباقات.

عوائق سير

• ما التحديات التي تواجهها، عادة، عندما تسافر في بطولة رالي بمكان جديد؟

ـ الصعوبة تكون، غالباً، في كيفية التأقلم مع طرق جديدة، لم أَسِرْ فيها من قبل، وما قد أواجهه فيها من عوائق سير، بالإضافة إلى التحديات التي قد نقابلها بسبب بعض الأعطال التي تحدث بشكل مفاجئ.

• برأيك.. مَنْ سائق الرالي المتميز؟ وكيف يستطيع المحافظة على تميزه؟

ـ لابد أن يتعلم سائق الرالي كيفية قراءة الطريق، ومعرفته جيداً، وبالتالي يستطيع أن يقطعه بأسرع وقت ممكن، وهذا ما يميز السائق السريع عن غيره، وعليه أن يستمر في التدرب مرتين بالأسبوع، فضلاً عن ضرورة المحافظة على وزنه، ولياقته البدنية باستمرار.

 

 

 

• ما نوع السيارة التي تستخدمها، وما أصعب موقف تعرضت له؟

ـ أدخل سباقات الراليات بسيارة من نوع «فولكس واجن بولو»، وهي سيارة مجهزة قمت بشرائها من أوروبا؛ للمشاركة في سباقات بطولة العالم للراليات. ومن أصعب المواقف، كان في أحد السباقات، وانقلبت بي السيارة مرات عدة، وكان عليَّ بعد ذلك أن أتجاوز التفكير السلبي في احتمال وقوع حادث، لكن الحادث زاد شغفي، واستطعت تجاوزه، خاصة أن التفكير في هذا الموضوع يضعف شخصية سائق الرالي، ويقلل حماسه.

اتباع الشغف

• ماذا أضاف إليك عالم رالي السيارات؟

ـ رياضة الراليات علمتني الكثير من الأمور التي أفادتني في حياتي الشخصية، منها أهمية اتباع الشغف في كل أمور حياتي، فضلاً عن تعلم مهارة التعامل مع أنماط البشر باختلاف جنسياتهم، وسرعة اتخاذ القرار؛ لأنه مجال ينطوي على الكثير من التحديات؛ ولابد أن يكون سائق الرالي صاحب شخصية قوية، يفكر ويتصرف بحكمة طوال الوقت، وهذا الأمر أفادني كثيراً في مجال عملي، وكان أحد أسباب نجاحي في مجال ريادة الأعمال.

مشاركات ضعيفة

• هل أنت راضٍ عن وجود المرأة السعودية في مجال رالي السيارات؟

ـ أعتقد أن المرأة السعودية توجد بالفعل في الكثير من المجالات الرياضية، ومن بينها سباقات رالي السيارات، لكننا نحتاج إلى المزيد من المشاركات النسائية، وهذا لا ينطبق على المملكة فقط، لكن على المرأة العربية بشكل عام، لاسيما أن المشاركات النسائية لاتزال ضعيفة، وحتى في أوروبا تشارك النساء غالباً ملاحات (مساعدات سائق)، ولا يشاركن كسائقات.

• ما طموحاتك المستقبلية، التي لم تتحقق بَعْدُ؟

ـ أتمنى أن أحول خبرتي إلى واقع عملي، وأن أقوم بتدريب أشخاص يرغبون في أن يكونوا سائقي راليات، وأنقل إليهم خبرتي؛ حتى يصلوا إلى دائرة الاحتراف.

 

تحمل.. وسرعة

تعتبر الراليات نوعاً من سباقات السيارات، وهي عبارة عن سباقات للتحمل والسرعة، وتشمل مراحل عدة. ويحصل المتبارون في نهاية كل منها على عدد من النقاط. وتقام سباقات الرالي، عادة، على الطرق العامة المفتوحة للسير الطبيعي أثناء السباق، وتكون بعض هذه الطرق زلقة في الشتاء أو مبتلة أو مكسوة بالثلج. كما أنها تقام، أحياناً، على بعض الطرق، التي تغلق أمام السير العادي أثناء السباق، ويتم جمع نتائج كل المراحل في النهاية.