كثيراً ما نلحظ طفلنا الرضيع يقوم بحركات غريبة أو يتعرّق بلا سبب أثناء نومه، ما قد يثير استغرابنا وقلقنا، فماذا يكمن وراء هذه المظاهر الغريبة يا ترى؟ 
يقول طبيب الأطفال، الدكتور كمال حماد، إن الأطفال الرضع يتصرفون بعفوية، ويضطجعون على أحد جوانبهم بحثاً عن الراحة، وكونهم مازالوا غير قادرين على التحكم بحركاتهم، فهم يقومون بأشياء تعتبرها الأم غريبة وهم نائمون.
ويوضح حماد بعض الوضعيات التي يقوم بها الطفل الرضيع وهم نائم، وهي: 

- الارتعاش: 
قد يقوم الطفل النائم فجأة بركل ساقيه أو اللكم بيديه، فالجهاز العصبي لدى الطفل مازال غير مكتمل النضج، لذلك يصعب عليه التحكم في منعكسات جسمه تجاه بيئته المحيطة به (بما تحتويه من ضجيج أو حرارة)، فيطلق هذه الحركات غير الإرادية التي في العادة لا تكون مؤذية.
الأطفال يتبعون دورات نوم خفيف يتلوه نوم ثقيل (كما البالغون)، غير أن الدورات عند الأطفال أقصر، ومدة النوم الخفيف في الدورة أطول نسبياً منها لدى الكبار، ما يعني أن الرضيع معرض للاستيقاظ والتحرك والتفاعل مع المثيرات من حوله معظم ساعات نومه، وهذا ما يجعله كثير الحركة أثناء النوم. وغالباً تختفي الحركات غير الإرادية وغير الناجمة عن خلل عصبي ما بين 2-4 أشهر.

- ارتطام الرأس: 
قد يزعجك أن تلحظي أن طفلك وهو يرتطم رأسه بقضبان السرير أو الفراش وهو يحاول النوم، لكن لا داعي للقلق فهذا أمر طبيعي ويحدث لنحو 20% من الأطفال، وهو أكثر شيوعاً بين الصبية، وغالباً تبدأ هذه العادة في سن 6 أشهر، ثم تخف أو تختفي في سن 3 سنوات.
من المهم وضع وسائط طرية حول الطفل في مهده لمنع تأثير الصدمات، وحمايته من أذية الدماغ أو الصداع.

- انقطاع التنفس: 
قد تلحظ الأم انقطاع تنفس الطفل الرضيع أثناء نومه لبضع ثوانٍ، وهذا أمر طبيعي تماماً بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، ويدعى التنفس الدوري periodic breathing، حيث يقوم الطفل بجولة من التنفس السريع، تتلوها فترة من التنفس البطيء، ثم فترة من توقف التنفس (قد تصل إلى حد 10 ثوانٍ)، ثم تتكرر هذه الدورة مرة تلو أخرى.
أما لماذا يحدث التوقف التنفسي، فذلك لأن القسم العصبي المسؤول عن التحكم في التنفس لدى الرضيع مازال قيد التطور، وعلى عكس توقف التنفس لدى الكبار sleep apnea، فإن التنفس الدوري لدى الأطفال لا يسبب أي شخير أو ضيق نفس، لكن إن حدث الانقطاع لأكثر من 20 ثانية بشكل متكرر تفضل مراجعة الطبيب. 

- الشخير: 
بعكس ما هو متوقع، قد يصدر الشخير عن الطفل الرضيع، وذلك إن كان هناك تضيق في المجرى التنفسي العلوي بالأنف أو مؤخرة البلعوم أو الحنجرة، وقد يكون السبب إصابة الطفل بالزكام، أو انسداد المجرى الأنفي ببقايا الحليب أو طعام الطفل (الأمر الذي يزول عندما يبصقها الطفل إلى الخارج).
ويمكنك أن تمدي يد المساعدة للطفل باستخدام قطرة أنفية من الماء والملح، أو استخدام أداة شفط خاصة لمفرزات الأنف ليبقى مجرى الهواء مفتوحاً.
أما إذا كان الشخير عالياً ومستمراً، أو كان بصورة حشرجة، أو رافقه لهاث أو اختناق أثناء النوم، فمن الأفضل استشارة الطبيب، لأن الشخير بهذا الشكل من أعراض بعض أمراض الأطفال الخطرة.

- تبدل لون اليدين والقدمين للأزرق: 
يحدث هذا أحياناً إذا كان الرضيع يستيقظ وهو يبكي أو يسعل، أو كان يشعر ببعض البرد، وهو أمر ليس مدعاة للقلق عادة.
أما إن أصبح جسم الطفل كله أزرق لفترة طويلة، وكان يجد صعوبة في التقاط أنفاسه، فقد يعني هذا أنه لا يتلقى ما يكفيه من الأوكسجين، وأنه بحاجة للإسعاف فوراً. 

- التعرق: 
كثيراً ما يستيقظ الطفل وهو يتصبب عرقاً، ولا ننسى أننا جميعاً نتعرق خلال نومنا، لكن الطفل أكثر تعرضاً للتعرق لأن دورة نومه أقصر.
ثم إن رأس الطفل هو أكبر أعضاء جسمه، لذلك يكون فقد الحرارة أكبر ما يكون في الرأس، وهذا يجعل جبهة الطفل وفروة رأسه أكثر تعرقاً من بقية أنحاء جسمه، وبالطبع يزداد التعرق عندما يشعر الطفل بالحر، فهذه سبيله لتبريد نفسه.
وعادة يقل تعرق الأطفال الرضع في سن 3-4 أشهر، ولكن يبقى بعض الأطفال أكثر استعداداً للتعرق من سواهم أثناء النوم، كما تبقى هذه العادة مستمرة خلال بضع سنوات تالية من أعمارهم.

إقرأ أيضاً: هل طفلك عدواني؟.. 8 نصائح عملية للتعامل معه