لا تحدث الجلطات فقط في الدماغ أو القلب، وإنما يمكن أن تحدث أيضاً في العيون، ويسمى هذا النوع من الجلطات انسداد الشريان الشبكي، ويستخدم مصطلح "جلطة العين"، لوصف فقدان البصر الناجم عن انخفاض تدفق الدم إلى العين، وهناك حالات مختلفة مرتبطة بجلطة العين، بعضها يؤثر على الشبكية، والبعض الآخر يضر بالعصب البصري.
يقول موقع webmd الصحي: نظراً لاحتمال حدوث مضاعفات خطيرة جراء الإصابة بجلطة العين، ستحتاجين المتابعة مع طبيبك على النحو الموصى به، وقد تحتاجين إلى المراقبة لمدة عام أو أكثر، وتأكدي من إبلاغ طبيبك بأي أعراض جديدة على الفور. 
ستحتاجين، أيضاً، إلى مراقبة الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على عينيك، وإذا كنت تعانين من مشاكل في القلب أو مرض السكري، فاتبعي توصيات طبيبك، واتبعي نظاماً غذائياً متوازناً، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، وحافظ على وزن صحي. 
يمكنك استعادة رؤيتك بعد الإصابة بجلطة العين، لكن لا تتجاهلي أبداً التغييرات في الرؤية، مهما كانت ضئيلة. 

• ما جلطة العين؟
تحمل الأوعية الدموية العناصر الغذائية الحيوية والأكسجين إلى كل جزء من أجزاء الجسم، وعندما تضيق هذه الأوعية الدموية أو تنسد بسبب جلطة دموية، ينقطع إمداد الدم عن العضو، ويمكن أن تتعرض المنطقة المصابة لأضرار جسيمة تعرف بالجلطة. 
في حالة جلطة العين يؤثر الانسداد على شبكية العين، وهي الطبقة الرقيقة التي تبطن السطح الداخلي للجزء الخلفي من العين، وهي التي ترسل إشارات ضوئية إلى الدماغ حتى تتمكن من فهم ما تراه عيناك، وعندما تنسدّ الأوردة الشبكية تتسرب السوائل إلى شبكية العين، ويتسبب هذا في حدوث تورم، ما يمنع الأكسجين من الدوران ويؤثر على قدرتك على الرؤية. 
يسمى الانسداد في الوريد الشبكي الرئيسي انسداد الوريد الشبكي المركزي (CRVO). وعندما يحدث في أحد الأوردة الفرعية الصغيرة، فإنه يسمى انسداد الوريد الشبكي الفرعي (BRVO). 

• كيف يمكن معرفة الإصابة بجلطة العين؟
يمكن أن تتطور أعراض جلطة العين ببطء على مدار ساعات أو أيام، أو يمكن أن تظهر فجأة، وأكبر دليل على الإصابة بجلطة العين في شبكية العين هو ظهور الأعراض في عين واحدة فقط، وقد تشمل هذه: 
- ظهور العوامات: وتظهر على شكل بقع رمادية صغيرة تطفو في مجال رؤيتك، وتحدث العوامات عند تسرب الدم والسوائل الأخرى، ثم تتجمع في السائل الزجاجي في منتصف عينك. 
- وجود ألم أو ضغط في العين، مع أن جلطات العين غالباً تكون غير مؤلمة. 
- تصبح الرؤية ضبابية وتزداد سوءاً في جزء من عين واحدة أو كلها. 
- يحدث فقدان كامل للرؤية بشكل تدريجي أو مفاجئ. 

• ما الذي يسبب جلطة العين؟
ليس من الواضح دائماً سبب حدوث جلطة العين، ويمكن لأي شخص أن يصاب بجلطة العين، لكن هناك عوامل معينة تجعلها أكثر احتمالاً. وعلى سبيل المثال، تزداد احتمالية إصابتك بجلطة العين كلما تقدمت في العمر (من عمر 40 فما فوق). كما أنها أكثر شيوعاً بين الرجال منه بين النساء، وتزيد بعض الحالات الطبية أيضاً من خطر الإصابة بجلطة العين، وهي تشمل: داء السكري، الزرق، والمشاكل التي تؤثر على تدفق الدم، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، وتضيق الشريان السباتي أو شريان الرقبة، واضطرابات الدم النادرة، والتدخين يزيد من خطر الإصابة بجميع أنواع الجلطات، ووجود سكتة دماغية الأضرار الناجمة عن العلاج الإشعاعي وجود مرض في الكلية، واضطرابات التخثر، مثل: مرض فقر الدم المنجلي، وحبوب منع الحمل والحمل. 
• كيف يتم تشخيص جلطة العين؟
سيبدأ طبيبك بتوسيع عينيك لإجراء فحص بدني، وسيستخدم منظار العين، الذي يُطلق عليه أيضاً منظار قاع العين، لإلقاء نظرة تفصيلية داخل عينك، وقد تشمل الاختبارات التشخيصية الأخرى ما يأتي: 
- التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT)، وهو اختبار تصوير يمكنه الكشف عن تورم الشبكية. 
- تصوير الأوعية بالفلوريسين؛ لإجراء هذا الاختبار، إذ تُحقن صبغة في ذراعك للمساعدة في إبراز الأوعية الدموية في عينك. 
- قياس التوتر: إجراء غير جراحي يقيس ضغط العين داخل العين، ويمكن أن يساعد في تشخيص الجلوكوما. 
نظراً لأن مشاكل عينيك يمكن أن تكون ناجمة عن مرض معين، قد يجري أيضاً اختبار الزرق وارتفاع ضغط الدم والسكري، وقد تحتاج أيضاً إلى فحص صحة قلبك. إذا جرى تشخيصك بالفعل بإحدى هذه الحالات، فقد يؤثر ذلك على علاجك من جلطة العين. 

• ما علاج جلطة العين؟
سيعتمد علاجك على مقدار الضرر الذي أحدثته جلطة العين، واعتبار آخر هو صحتك العامة، وتشمل بعض العلاجات الممكنة ما يأتي: 
- تدليك منطقة العين لفتح الشبكية. 
- أدوية تذيب الجلطات. 
- الأدوية المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية، والتي تحقن مباشرة في العين. 
- الستيرويدات القشرية، التي يمكن أيضاً حقنها في العين. 
- علاج التخثير الضوئي لعموم الشبكية إذا كان لديك تكوين جديد للأوعية الدموية بعد جلطة العين. 
- العلاج بالليزر. 

• نصائح للوقاية من جلطة العين: 
إذا كنت تعتقدين أنك أو أي شخص آخر تعرفينه أصيب بجلطة العين، فاطلبي العناية الطبية على الفور، ولا يمكنك دائماً منع جلطة العين، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل فرصك: 
- راقبي مرض السكري، واعملي على الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن النطاق الأمثل حسب إرشادات الطبيب. 
- عالجي الجلوكوما، إذ ترفع الجلوكوما الضغط في عينك، ما يزيد خطر الإصابة بجلطة العين، ويمكن أن تساعد الأدوية في إبقاء الضغط تحت السيطرة. 
- حافظي على ضغط الدم، إذ يزيد ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بجميع أنواع الجلطات، ويمكن للتغييرات في نمط الحياة أن تحدث فرقاً، وتتوفر أيضاً مجموعة متنوعة من أدوية ضغط الدم الفعالة. 
- افحصي الكوليسترول إذا كان مرتفعاً جداً، ويمكن أن يساعد النظام الغذائي والتمارين الرياضية في خفضه، وإذا لزم الأمر يمكنك تناول الدواء للسيطرة عليه. 
- لا تدخني، فيمكن أن يزيد التدخين خطر إصابتك بجميع أنواع جلطات العين. 
- أجرِي اختبارات لأمراض القلب، وهي جزء أساسي للوقاية من جلطة العين، ومناقشة عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، مثل: تاريخ العائلة والنظام الغذائي ونمط الحياة. 
- مارسي التمارين الرياضية بانتظام، إذْ توصي إرشادات النشاط البدني للأميركيين بـ2.5 ساعة في الأسبوع. 
- تناولي نظاماً غذائياً صحياً للقلب. بما في ذلك الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة.

إقرأ أيضاً: لماذا يحذر الأطباء من النظام الغذائي الخالي من "الليكتين"؟