آلام الوضع من أقسى التجارب في حياة كل أم، وقد توصل الطب الحديث إلى عدة وسائل للتعامل مع آلام الولادة.. فهل يمكن فعلياً القضاء على آلام الولادة نهائياً وإنهاء معاناتها؟

تقول طبيبة الأطفال والولادة، الدكتورة جيهان العتبة، إن آلام الولادة تقسم إلى مرحلتين:

- المرحلة الأولى من الآلام تبدأ مع بداية الطلق (انقباضات الرحم لدفع الجنين)، ويكون سببها الاتساع التدريجي الذي يحدث في عنق الرحم، تمهيداً لنزول الطفل، ويكون الألم في هذه المرحلة مرتكزاً في منطقة الظهر.

- المرحلة الثانية من الولادة، تكون الآلام في منطقة العجان، وسببها توسع قناة المهبل مع عبور الطفل خلالها.

وتشير الدكتورة جيهان إلى وجود وسيلتين للحصول على ولادة دون آلم، هما:

1. التخدير النصفي (وشهرته إبيديورال) عن طريق تركيب قسطرة في الظهر، وحقن المخدر من خلالها في منطقة تجمع الأعصاب حول العمود الفقري.

2. التخدير الكلي عن طريق حقن المخدر في الوريد بمرحلة الوضع الأخيرة.

وتقترح الدكتورة جيهان بعض الأسئلة والأجوبة على موضوع الولادة دون آلم، وهي:

• ما مميزات وعيوب التخدير الكلي؟

- يتميز التخدير الكلي بأنه أقل في التكلفة، ولا يحتاج إلى مهارة خاصة.

أما عيوبه، فهي:

- يكون في المرحلة الأخيرة فقط من الولادة، لذلك لا يقضي إلا على نصف الساعة الأخير من الألم عند نزول الطفل، وعند مرحلة بضع الفرج الشق الجراحي لتوسيع قناة المهبل، ويعرف بالإبيزيوتومي episiotomy.

-  يصاحبه فقدان كامل للوعي خلال فترة التخدير.

* ما مميزات وعيوب التخدير النصفي؟

- أهم مميزات التخدير النصفي القضاء تماماً على آلام الولادة بمرحلتيها.

- الاحتفاظ بدرجة الوعي عند المريضة، بل وقدرتها على الحركة، لأن المخدر يصل فقط إلى الأعصاب المسؤولة عن آلام الولادة دون باقي الأعصاب.

- يمكن إعطاء جرعات إضافية لتسكين الألم في فترة ما بعد الولادة عن طريق القسطرة الموجودة في ظهر المريضة.

- عيب هذا النوع من التخدير حاجته إلى مهارة تخديرية كبيرة.

- في حالة حدوث أي خطأ أثناء تركيب القسطرة قد تعاني المريضة من الصداع عدة أيام، لذلك ينبغي عند اختيار هذا النوع من التخدير أن يقوم به طبيب تخدير ذو خبرة وسمعة جيدة في هذا المجال.

- العيب الآخر للتخدير النصفي هو تكلفة القسطرة المستخدمة ومستلزمات تركيبها، وهي مرتفعة نسبياً.

  • ما نوع التخدير المفضل في حالات الولادة الطارئة؟- في مثل هذه الحالات يكون التخدير الكلي هو المتاح، لأن التخدير النصفي يحتاج إلى وجود المريضة في المستشفى قبل الولادة بفترة كافية؛ ذلك أن تركيب القسطرة يحتاج إلى 15 دقيقة في المتوسط، ثم عشر دقائق أخرى بعد حقن المخدر كي يبدأ تأثيره.

  • لماذا تخشى الكثيرات التخدير النصفي؟

- منطقي جداً أن تتخوف السيدة (والرجل أيضاً) من أخذ حقنة في منتصف الظهر، لكن على كل سيدة أن تعرف أن هذا النوع من التخدير أفضل بكثير، وأكثر أماناً من التخدير الكلي الذي يفقد المريضة الوعي، والسيطرة على ممرات الهواء، ولا يضيع إلا آلام المرحلة الأخيرة من الولادة فقط.

• هل تركيب قسطرة التخدير النصفي مؤلم؟

- المعتاد أن يتم تركيب قسطرة الإبيديورال تحت مخدر موضعي، وبالتالي فإن الآلام الناتجة عنها لا تزيد عن آلام أخذ حقنة عادية في العضل أو الوريد.

إقرأ أيضاً:  انتبهي إلى وضعيات نوم طفلك.. بعضها يستدعي القلق
 

• هل توجد أعراض جانبية أخرى للتخدير النصفي؟

- قد تشعر المريضة ببعض الثقل وصعوبة الحركة لعدة ساعات بعد الولادة.

- يجب على الطبيب المعالج التأكد من تفريغ المثانة من البول بعد الولادة، لأنها قد تمتلئ بالبول مع عدم شعور المريضة بالرغبة في التبول.

- إبطاء عملية الولادة في بعض الأحيان لأن عدم شعور المريضة بآلام الطلق قد يؤدي إلى تعطيل قيامها بكتم النفس ودفع الطفل إلى أسفل.

• هل نجاح التخدير النصفي مضمون؟

- مع نوعيات الإبر والقساطر الجيدة ومستوى الطبيب الجيد، تكون نسبة النجاح عالية جداً، لكن قد يفشل التخدير النصفي في بعض الأحيان في القضاء على الألم، سواء فشلاً كلياً أو بجانب واحد، لذلك يجب الاطمئنان إلى اختفاء الآلام تماماً قبل خروج المريضة من التخدير النصفي، ويجب تثبيت القسطرة جيداً، وتجنب الحركة الزائدة التي قد تؤدي إلى تحرك القسطرة من مكانها.

• هل يؤخر التخدير تناول الطعام بعد الولادة؟ وهل يؤثر على الرضاعة؟

- يمكن للمريضة تناول الطعام بصورة عادية جداً بعد الولادة، سواء كان التخدير نصفياً أو كلياً، ولا يوجد أي تأثير لأدوية التخدير على الرضاعة.

• هل توجد موانع صحية للتخدير في حالات الولادة؟

- لا توجد أي موانع طبية في الأمراض الشائعة (مثل: الضغط والسكري وغيرهما) لأخذ التخدير سواء نصفياً أو كلياً، وتوجد بالطبع بعض الموانع مثل حالات سيولة الدم، والضعف الشديد في عضلة القلب، لكن هذه الحالات يندر وجودها في هذه المرحلة السنية.