تعرف الجزر بشكل عام بأنها وجهات سياحية مميزة، وغالباً تتميز بطبيعة ساحرة وخلابة تساعد على الاسترخاء، وعيش لحظات قد تكون أقرب للخيال في عالم مختلف تماماً عن عالمنا المليء بالضجيج، إلا أن بعض الجزر تخبئ لنا العديد من الأسرار الغامضة والمفاجآت الغريبة، والأمثلة على هذا تتجلى في مجموعة من الجزر الغريبة والمثيرة للدهشة حول العالم.. تالياً أبرزها:

جزيرة جيولا "المنحوسة"

عرفت الجزيرة، الواقعة على بعد أمتار قليلة من أكبر شواطئ نابولي الإيطالية، بكونها جزيرة "منحوسة" أو "ملعونة"، وهي عبارة عن كتلتين من اليابسة، تتصلان معاً بجسر حديدي، وتقبع فوق قمة أحد أجزائها فيلا بيضاء شامخة، لكنها مهجورة.

ويعود السبب لوصف هذه الجزيرة بـ"المنحوسة"؛ لكونها اعتبرت مصدراً للعديد من الكثير من الحوادث، كما سجلت المصادر عدداً كبيراً من القصص المأساوية ارتبطت لكل من زارها، بل حتى بكل من فكر بزيارتها، وتحدى نحسها، وتمثلت هذه الحوادث بقصص مرتبطة بعمليات قتل وانتحار وغرق، وإصابات بالحمى، وحتى الذهاب إلى السجن والمصحات العقلية.

وعرفت هذه الجزيرة باسم "جزيرة اللاعودة"، وكذلك جزيرة الطاعون، وهو الاسم الذي ربطه الكثير من التفسيرات بما حدث عليها قديماً أثناء فترات وباء الطاعون، عندما تم استخدامها كمقبرة جماعية مفتوحة، حيث كان السكان يلقون جثث الموتى فيها، كما تروي القصص وجود إحدى المصحات العقلية القديمة، التي كان يتم تعذيب النزلاء بها قديماً.

جزيرة القيامة

وتسمى أيضاً بجزيرة الفصح، وتعتبر واحدةً من أشهر الجزر وأكثرها غموضاً في العالم حتى اليوم، وتقع قرابة سواحل "تشيلي" في أمريكا الجنوبية.

ويرجع سبب غموض وغرابة هذه الجزيرة للتماثيل الغامضة التي اكتشفت عليها، ولم يعرف تاريخها الحقيقي بعد.

واكتشفت هذه الجزيرة عام 1772م من قبل المستكشف الهولندي (جاكوب روجيفين)، الذي كان على رأس بعثة استكشاف أوروبية، ويعتبر أول من سجل وجود مئات التماثيل الضخمة فيها، ويبلع ارتفاع بعض هذه التماثيل حتى 12 متراً، فيما يزن الواحد منها ما يقارب الـ75 طناً، بعضها مدفون طولياً حتى الرأس، وجميعها تحمل النمط ذاته من الملامح التي تتميز بوجوه طويلة غريبة وأنوف مستعرضة.

والأكثر إثارة للدهشة في بناء هذه التماثيل الغامضة هو طرق بنائها والمادة المستخدمة فيها؛ فبخلاف أوزانها غير العادية التي تجعل بناءها أمراً شاقاً على حضارة بدائية أو سكان بدائيين؛ وفسر بعض العلماء صناعة هذه التماثيل الضخمة عن طريق تعريض الرماد البركاني للضغط الشديد، ثم نحت الكتل الكبيرة منه، وهو أمر لايزال يثير الدهشة؛ لأن الكتل البركانية المتحجرة ثقيلة ويصعب نقلها، ناهيك عن نحتها.

ومن الأساطير التي تنتشر حول هذه الجزيرة، أن تماثيلها ليست من صنع البشر، نظراً لغرابة تفاصيلها الجسمانية، وربما قد تكون من صنع كائنات فضائية متطورة زارت الجزيرة في أزمان بعيدة.

جزيرة الثعابين

تقع هذه الجزيرة على بعد 32 كيلومتراً تقريباً من الساحل الجنوبي للبرازيل، وتتبع مقاطعة "ساو باولو" البرازيلية الشهيرة، وقد لقبت بـ"جزيرة الأفاعي"، كونها المكان الوحيد في العالم الذي تسكنه أنواع من الأفاعي لا توجد في أي بقعة في العالم سوى في هذه الجزيرة، وهي ثعابين "Bothrups insularis"، المعروفة أيضاً باسم أفعى رأس الرمح الذهبية، وتوصف بأنها أكثر الثعابين سُمّية في قارتَيْ أمريكا الشمالية والجنوبية.

ويعيش في الجزيرة أكثر من 3000 أفعى، وهي بقايا لنصف مليون ثعبان استوطنت الجزيرة قديماً، ولا تعتبر الجزيرة موطناً أصلياً لثعابين رأس الرمح الذهبية فقط، لكنها كانت تعيش في كل شبر من أراضي الجزيرة، ولا يمكن لأي كائن العيش عليها سواها.

وقد فسر البعض طبيعة الجزيرة الغريبة بكون هذه الفصيلة من الثعابين نجت بعد العصر الجليدي، لأن الجزيرة معزولة تماماً، ولم تكن هناك حيوانات أخرى تتغذى عليها هذه الأفاعي.

ومن بين الأساطير الشائعة عن الجزيرة، أيضاً، أن حراس المنارة الوحيدة عليها كانوا يفرون من خدمتهم، بعد أن تهاجمهم الثعابين هجوماً منظماً وشاملاً بهدف طردها.

وحديثاً، تم إغلاق الجزيرة في وجه الزوار من قبل حكومة البرازيل، وذلك بهدف حماية النوع النادر من الأفاعي الذي يعيش فيها، واتقاءً لخطرها أيضاً.

جزيرة بالميرا

رغم جمالها الساحر وطبيعتها الخلابة وشواطئها المميزة التي تصعب مضاهاتها، فإنها تمتلك سمعة مرعبة أبعدت الناس عن زيارتها كونها كانت مرتبطة بكثير من اللعنات والأساطير التي تتحدث عن كنوز القراصنة المدفونة فيها، وقصص عن اختفاء أشخاص بظروف غامضة.

وتقع جزيرة بالميرا بالقرب من تجمع جزر هاواي الاستوائية، على سواحل قارة أمريكا الشمالية والتابعة رسمياً للولايات المتحدة الأمريكية، واكتشفت عام 1789 بواسطة البحار الأمريكي إدموند فانينج، أثناء رحلته بصحبة طاقم إحدى السفن الأمريكية المتجهة إلى آسيا.

وفي فترات زمنية طويلة، شكلت هذه الجزيرة مرسى للسفن العابرة في المحيط الهادئ، لكن الحكايات لم تتوقف عنها، وتوالت القصص بأن أي شخص يدخلها لا يمكن أن يخرج منها حياً، وساهمت في كل هذا قصة إحدى سفن القراصنة الفارة من أمريكا الجنوبية، بعد سرقتها كنزاً هائلاً من الذهب يعود لحضارة الإنكا، وتحطمها على شواطئ بالميرا، وتضيف الرواية أن القراصنة ظلوا على سطح الجزيرة لمدة عام كامل، ثم ماتوا واحداً تلو الآخر، بعد أن دفنوا كنزهم في مكان مجهول عليها.

وقد سُجل، أيضاً، العديد من الحوادث الغامضة على الجزيرة، من بينها: سيطرة الجيش الأمريكي عليها بالكامل أثناء الحرب العالمية الثانية، واعتقال كل طواقم السفن التي تحاول الاقتراب، بجوار حوادث مسجلة لطائرات سقطت فجأة أثناء التحليق على مجال الجزيرة الجوي دون أية أعطال تذكر، وكان آخر الحوادث الغامضة في سبعينيات القرن الماضي، عندما اختفى زوجان ذهبا لقضاء عطلتهما، ولم يعثر لهما أو أمتعتهما على أي أثر.

جزيرة فولكان بوينت

تقع هذه الجزيرة في أرخبيل الفلبين، وتوصف بأنها من أغرب الجزر في العالم لسبب بسيط هو جغرافيتها المميزة بشدة؛ كونها جزيرة على بحيرة بداخل بركان داخل جزيرة بداخلها بحيرة.

إقرأ أيضاً:  5 أماكن صغيرة وساحرة في جورجيا
 

وببساطة، يمكن شرح الطبيعة الغريبة للجزيرة بأنها جزيرة كبيرة في وسط بركان خامد أسفل المياه، وفي قلبها بحيرة كبيرة، وفي منتصف هذه البحيرة جزيرة أصغر، والجزيرة الأصغر في منتصفها بحيرة صغيرة.

ويعتبر هذا الوصف غريباً أيضاً، وربما لا يكون مفهوماً لدى البعض، لكن أبسط وصف يمكن أن توصف به هذه الجزيرة، وربما تساعد رؤيتها على فهم وصفها.