دائماً يوصي الأطباء وخبراء التغذية بشرب الماء، ويحذرون من الإقلال منه لكن هل خطر ببال أحدنا أن يسأل نفسه كم هو الحد المسموح بشربه يومياً للمحافظة على صحتنا؟ وهل يؤدي شرب كميات زائدة من الماء لأضرار في الجسم ربما تهدد حياتنا كلها بشكل مباشر؟

يقول الدكتور أسامة أبو الرب، في أحد تقاريره المنشورة، إن الإنسان عندما يشرب الكثير من الماء، فإن الكليتين لا تستطيعان التخلص من الماء الزائد، ويصبح محتوى الصوديوم في الدم مخففاً، وهو ما يعرف طبياً بنقص صوديوم الدم      Hyponatremia، ويمكن أن يهدد الحياة، وهو الأمر الذي أكدته تقارير عن الموضوع ذاته لمايوكلينيك.

ويضيف أبو الرب أن شرب الكثير من الماء قد يؤدي إلى تسمم الماء water intoxication، وفيه يحدث اضطراب بوظيفة الدماغ بسبب شرب الكثير من الماء.

كما أن الإفراط في شرب الماء قد يكون خطيراً جداً، لأنه يمكن أن يؤثر على توازن "الكهارل/الإلكتروليتات"، وهي المعادن والأملاح الموجودة في الجسم، التي لها شحنة كهربائية، وتوجد في الدم والبول والأنسجة وسوائل الجسم الأخرى، وهو الأمر الذي أشارت إليه المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى نقص الصوديوم بالدم والذي قد يتسبب بحدوث الأعراض التالية: (الضعف، الارتباك، الغثيان، القيء، والموت في الحالات الشديدة).

وعادة يحدث نقص صوديوم الدم الحاد عند شرب الكثير من الماء، بكميات لا تمكن الكلية من إفرازها، ويبلغ معدل إفراز الماء للبالغين الأصحاء حوالي 20 لتراً في اليوم، ولا يتجاوز 800-1000 ملليلتر في الساعة. وبالتالي، فإن أقصى كمية من الماء يمكن أن يشربها الشخص الذي لديه وظائف كلى طبيعية، لتجنب أعراض نقص صوديوم الدم، وذلك حسب دراسة نشرت في مجلة حوليات أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي لدى الأطفال Annals of Pediatric Endocrinology & Metabolism.

إقرأ أيضاً:  3 نصائح تخلصكِ من رائحة الفم الكريهة
 

وبكون الإنسان ينام بمعدل 8 ساعات في اليوم لن يتمكن خلالها من شرب الماء فإن أقصى حد يمكنه شربه من الماء يجب ألا يزيد عن 12 لتراً يومياً، شريطة أن تكون موزعة على ساعات الصحو.

وفي هذا الشأن يقول البروفيسور ستيفان بورتي، أستاذ أمراض الكلى بجامعة إيكس في مرسيليا، في تقرير بصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إنه باستطاعة الإنسان السليم والخالي من الأمراض شرب ما يصل إلى 10 لترات ماء يومياً دون أن يحدث ذلك أي مشكلة.