في فصل الصيف، يزداد تلوث الأجواء وتتكاثر الفطريات نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة، وينتشر "غبار الطلع" الناتج عن تلاقح النباتات في الربيع، وكل هذه الأسباب تؤدي لإثارة نوبات الربو الشعبي عند الأشخاص ذوي القابلية للإصابة به.
ويحدث تلوث الجو، خاصة في المدن الكبرى، كنتيجة للملوثات المتعددة، ومن أهمها: عوادم السيارات ووسائل النقل الأخرى والمعامل وأجهزة التبريد ورمال الصحراء، ويزداد التلوث كلما ارتفعت حرارة الجو، وكلما سكنت تيارات الهواء، واكتظت الشوارع بوسائل النقل، ما يزيد فرص الإصابات بنوبات الربو صيفاً.

يقول الدكتور كمال حماد: "سواء في الصيف أو طقس آخر، عند تعرض أشخاص ذوي قابلية لمثيرات الربو، تفرز أجسامهم كيماويات تؤدي لتهيج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي والعينين، ومن ثم تبدأ النوبة بالعطس المتكرر، واحتقان الأنف وسيلانه ودموع العينين وشعور بحكة في الحلق، لكنها سرعان ما تتطور للسعال، وضيق التنفس المصحوب بالصفير عند الزفير، ويحدث ضيق التنفس بسبب انقباض العضلات الموجودة في جدران الشعب الهوائية، وتستمر النوبة لعدة ساعات وقد تمتد لأيام (أو حتى أسابيع) ما لم يبعد المصاب عن العامل أو العوامل المسببة للحساسية، أو يعالج معالجة فعالة ضد نوبات الربو".
ويشير حماد إلى إمكانية منع حدوث نوبات الربو، أو على الأقل إمكانية التقليل من دوريتها وحدّتها عند الأفراد المعرضين لهذه النوبات، عبر اتباع الإجراءات التالية:
- تجنب الخروج من البيت في الأيام الحارة وعالية الرطوبة، والبقاء في أجواء نظيفة مغلقة ومكيفة خلال النهار.
- تحاشي زيارة الحقول والبراري في الأيام التي يكون فيها تعداد غبار الطلع مرتفعاً.
- غسل الجسم والشعر وتغيير الثياب بعد العودة من أي زيارة خارج البيت، للتخلص من غبار الطلع الذي قد يكون علق بالجسم والملابس.
- تنظيف كل الأماكن التي يمكن لغبار الطلع والعث أن يقبع فيها، بما في ذلك زوايا الغرف والرفوف، وأغطية الأسرّة والسجاد (التي يجب أن تغسل بالماء الساخن)، مع الحرص على استخدام المكنسة الكهربائية يومياً وارتداء الأقنعة الواقية أثناء التنظيف.
- تفادي كل ما فيه احتمال إثارة نوبة الربو من طعام أو شراب أو لباس، وتجنب لسع الحشرات، وكذلك تجنب الأسباب المؤدية للقلق والتوتر قدر المستطاع.
- تناول الأدوية الوقائية التي يصفها الطبيب، واصطحاب بخاخات الاستنشاق inhalers بصفة مستمرة لاستخدامها عند الحاجة، خاصة لمن ينوي ممارسة الرياضة. 

إقرأ أيضاً:  لديك توأم.. هذه الطريقة المثلى لنومهما
 ويعتمد الطبيب في علاج نوبات الربو الأولي على مضادات الهيستامين، وموسعات الشعب الهوائية.
- إغلاق النوافذ أثناء الليل، واعتماد التكييف المنزلي كوسيلة للتبريد.

ويوضح حماد أن أمراض الحساسية الناجمة عن التعرض لغبار الطلع الصادر عن الأعشاب والحشائش تظهر أشكالاً أخرى غير الربو الشعبي، وتعتبر حساسية والتهاب الأنف والعينين من أكثر الأنواع شيوعاً، وتزداد حدة هذه الأعراض مع ارتفاع نسب تلوث الجو، خاصة في درجات الحرارة العالية وعند سكون الريح.
وقد تحدث ردود فعل تحسسية جلدية وجهازية عامة من لسع الحشرات، ومن العث الذي يستعمر الأقمشة والسجاد، ومن الجدير بالذكر أن القابلية لحدوث أشكال الحساسية المختلفة تنتقل وراثياً في العائلات، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب في ردود أفعال الجهاز المناعي عند التعرض لمثيرات الحساسية، مما يؤدي لإفراز مجموعة من الكيماويات، مثل: الهيستامين (Histamines)، والليوكوترايين (Leukotrienes) من حبيبات الخلايا البدنية (Mast cell granules).
وتحدث أعراض الحساسية عموماً بسبب تهيج واحتقان الأغشية المخاطية المختلفة، مما يؤدي إلى سيلان الأنف واحتقانه، ودموع العينين والشعور بالحكة فيهما وتشكل هالة سوداء حولهما، والعطس، والسعال (الذي قد ينبئ ببداية نوبة الربو).
ولتشخيص الحساسية يعتمد الأطباء بشكل عام على دراسة التاريخ المرضي والعائلي والفحص السريري، وفي بعض الأحيان قد يحتاج الطبيب، خاصة في حالات الحساسية المتكررة والمزمنة، لاختبارات الحساسية الجلدية لمعرفة العامل (أو العوامل) التي تؤدي لرد الفعل التحسسي، ويجرى هذا الفحص بحقن قطرات من خلاصات عدد من عوامل الحساسية المعروفة تحت جلد الذراع، ويظهر التحسس لمادة معينة على شكل تورم مكان الحقنة الجلدية.