في خطتها لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، بدأت بعض المدن الفرنسية إجراء تغييرات تشمل أسلوب تنميتها، عبر اعتماد ألوان جديدة للمباني، اعتماداً على تأثيرات الألوان.

- اللون الرمادي: يحبس الحرارة 
المواد الداكنة والرمادية والسوداء هي أولى المواد التي تقرر الاستغناء عن استعمالها، بسبب قدرتها الكبيرة على حبس الحرارة، وهذه الألوان موجودة بشكل خاص على الطرق.
وبحسب رئيسة المجلس الوطني للمهندسين المعماريين في فرنسا كريستين لوكونت، فإن الأسفلت والبيتومين اللذين يلتقطان الحرارة، يعملان مصدر إشعاع حضرياً. 
وتظهر أبحاث المعماريين أن الفرق في درجات الحرارة بين وسط المدن وخارجها، يمكن أن يصل إلى 6 درجات خلال النهار، و12 درجة في الليل، لأنّ هذه المواد السوداء تشعّ لفترة طويلة جداً. كما أنّ تقليص المساحة المعطاة للسيارات في المدن يجعل الشوارع أضيق، وبالتالي حمايتها أكثر من أشعة الشمس. وبعض مواقف السيارات الكبيرة، المصطنعة بالكامل، وبالتالي شديدة الحرارة، باتت على سبيل المثال في مرمى البلديات التي تدرس إمكانية تقليل البيتومين فيها، وإضافة الغطاء النباتي.

- اللون الأبيض: أكثر إشراقاً وبرودة في مقاومة الحرّ 
هذا العمل يقام، أيضاً، في ملاعب المدارس المسماة "واحات"، كما في باريس، حيث يُستعاض عن البيتومين بالأرض الترابية، وفي حال تعذر ذلك يعاد طلاؤها بألوان فاتحة أكثر. على سبيل المثال، الخرسانة الخفيفة على أجزاء معينة من الطرق أو في الساحات. وعندما تتعذّر إزالة البيتومين، يمكن استخدام مواد أخف تعكس المزيد من الضوء والحرارة (ما يُعرف بالوضاءة أو البياض). وفي باريس، أيضاً، أعيد طلاء أسطح صالة للألعاب الرياضية، ومركب، كانا معرّضين بشدّة للشمس بطلاء أبيض خاص يعكس الإشعاع.

- اللون الأخضر: ظل ونضارة لطرد الحرارة 
الرافعة الرئيسية لإنعاش أيّ مدينة تكمن في التخضير، من خلال غرس الأشجار التي توفر الظل والنضارة. ويؤثر فصل الصيف في الأشجار، ويمكن ملاحظة اختلافات تتمثل بتراجع درجات الحرارة، بما بين 5 و10 درجات، عندما نكون في حديقة أو تحت الأشجار، لذلك هذا ضروري، ويجب العمل به على المدى الطويل. 
وتهدف خطة التخضير إلى زراعة 10 آلاف شجرة بحلول عام 2030، وزيادة نسبة الغطاء الحرجي في المدينة بنسبة تراوح بين 26 و30%. 

- الأزرق: لون الماء 
عنصر أساسي آخر لتخفيف الحر في المدن: الماء، ففي مدينة لافال شمال غربي فرنسا، أنشئت خزانات مياه طبيعية، للحفاظ على "حدائق الأمطار". ويجلب اللون الأزرق الظل والهواء العليل والانتعاش، كما أنه يصلح لفصل الشتاء، من أجل تجنب الفيضانات، كما يضفي اللون الأزرق البرودة، ويزيد التنوع الحيوي. 
وفي ضواحي باريس الجنوبية، أتاحت ورش بناء في بعض الأماكن إعادة الحياة إلى نهر بييفر، أحد روافد نهر السين، بعدما كان مدفوناً منذ منتصف القرن العشرين.