في كثيرٍ من الأحيان، نعيش بعض اللحظات التي نفقد فيها قدرتنا على تذكر بعض الأشياء، مثل أسماء أشخاصٍ كنا نعرفهم، أو أين توجد بعض الأماكن، لكن قبل أن تبدئي البحث عن "علامات الخرف" على "غوغل"، كوني مطمئنة إلى أن بعض التغييرات في الذاكرة والإدراك جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، خاصة إذا كانت تظهر على أنها مشكلة في العثور على الكلمات، أو هفوات مؤقتة في الانتباه، مثل: "لماذا دخلت المطبخ؟".
ومن المعروف أن العديد من مهاراتنا المعرفية، مثل: تعدد المهام وسرعة المعالجة، تصل إلى ذروتها في سن الثلاثين تقريبًا، ثم تميل بعد ذلك إلى التراجع مع تقدم العمر.
لكن يمكن تحسين ذلك، من خلال عيش أسلوب حياة ذكية، بحيث يمكنكِ إعادة تدريب عقلك ليظل حادًا وقادراً على التركيز، إليكِ بعض النصائح المدعومة بالأبحاث للحفاظ على ذاكرة قوية.

 

 

 

 

1. حاولي أن تتذكري قبل البحث في "غوغل"
الإنترنت رائع لإخبارك باسم هذا الممثل الذي نسيت اسمه، لكنه يؤجج حالة معاصرة تسمى فقدان الذاكرة الرقمي، وتعني نسيان المعلومات؛ لأنك تلجئين إلى جهاز كمبيوتر لتذكرها، وهذا هو سبب عدم تمكن نصفنا من الاتصال بأطفالنا أو مكتبنا من دون استخدام قائمة جهات الاتصال لدينا المحفوظة على الهاتف النقال.
ويقول الخبراء إن "الدماغ هو آلة تستخدمه أو تخسره"، وعندما نتعلم أشياء جديدة ثم نتذكرها لاحقًا، نقوم بتنشيط الحُصين وقشرة الفص الجبهي، وهما منطقتان من الدماغ مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة، لكن عندما نعتمد على مصادر خارجية، مثل هواتفنا أو الإنترنت لنتذكرها، يمكن أن تضعف هاتان المنطقتان من الدماغ.
لذا، في المرة المقبلة التي تكافحين فيها لتسمية ممثل، تحدَّي نفسك بألا تبحثي عنه، بل حاولي تذكره وحدك، وكذلك حاولي شق طريقك إلى عنوان جديد من دون استخدام خرائط "غوغل"، أو حاولي أن تسلكي طريقًا جديدًا إلى المنزل من العمل، إذ كلما فكرتِ في الأشياء أو جربتِ طرقًا جديدة، زاد إشراك عقلك للحفاظ على صحته لفترة أطول.

2. أخذ قيلولة
النوم المريح الجيد غير قابل للتفاوض عندما يتعلق الأمر بالتفكير السريع، وبينما نتقدم من نوم الموجة البطيئة في الجزء الأول من الليل، إلى نوم حركة العين السريعة في ساعات الصباح الباكر، تحول ذكرياتنا المواد التي تعلمناها طوال اليوم إلى معرفة عملية فعلية.
وعندما نأخذ قيلولة في منتصف النهار، يكون وقتنا في كل مرحلة أكثر كفاءة، حيث إنه في قيلولة مدتها 90 دقيقة، تتنقلين خلال نوم الموجة البطيئة ونوم حركة العين السريعة، لكنك تفعلين ذلك بنفس النسبة التي تحدث خلال ليلة كاملة من النوم، لهذا السبب يمكن أن تنافس قيلولة مدتها 90 دقيقة ما ستحصلين عليه بين عشية وضحاها من حيث تدعيم الذاكرة والإبداع والإنتاجية.
وإذا كانت 90 دقيقة صعبة للغاية في جدولك الزمني؟ فيمكن أن تساعد قيلولة لمدة 30 دقيقة في حفظ المعلومات أيضًا.

 

 

3. ممارسة الرياضة كل يوم
تساعد الحركة على ضخ الدم وإعطاء جسمك جرعةً قوية من الأكسجين، إذ كما هو معروف إن الدم مليء بالأكسجين والمواد المغذية التي تغذي أدمغتنا، كما أن التمرين يحفز الجسم أيضًا على إنتاج بروتين يعمل كسماد للدماغ، حيث يحفز الخلايا العصبية على إنبات الفروع حتى تتمكن من التواصل بشكل أكثر فاعلية.

4. لا تقومي بمهام كثيرة في وقت واحد
يجعلنا تعدد المهام نشعر بالإنتاجية، لكن العكس هو الصحيح في الواقع، حيث إن الدماغ غير مصمم للتركيز على عدة مهام في وقت واحد، ونتيجة لذلك تشعر أدمغتنا بالتوتر عندما نقوم بمهام متعددة، ونرتكب المزيد من الأخطاء، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى جعلنا أقل كفاءة.
وهذا الإجهاد، سواء تم إدراكه أم لا، يؤدي أيضًا إلى إطلاق هرمونات تتداخل مع الذاكرة قصيرة المدى، لهذا السبب إذا رن الهاتف عندما تكونين في خضم محادثة مع شخص ما، فقد يكون من الصعب تذكر ما قلتِه بعد إنهاء المكالمة. ولذلك بدلاً من محاولة التوفيق بين قائمة مهامك بأكملها في وقت واحد، اعملي بذكاء، وقومي بأداء مهمة واحدة في كل مرة.

5. تناولي الطعام من أجل عقلك
للتغذية تأثير مذهل على ذاكرتك اليومية وتركيزك، وتحسين قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات، لذا جربي هذه التوصيات الثلاث المستندة إلى العلم:

التوت والبنجر:
تتشكل الجذور الحرة، التي تحدث بشكل طبيعي باستمرار في الدماغ على مدار الحياة اليومية، وإذا سمح لها بالبقاء، فإنها تكون مثل الصدأ، ما يتسبب في تقدم الخلايا العصبية الخاصة بك بشكل أسرع، والتوت مليء بالأنثوسيانين، وهي مركبات مضادة للأكسدة تتمتع بقدرة فريدة على عبور الحاجز الدموي الدماغي، ما يعني أن الأشياء الموجودة في التوت تدخل فعليًا إلى دماغك، وتلتقط الجذور الحرة، وترافقها "مثل ضباط الشرطة، الذين يحاصرون الأشرار".
أما البنجر، فغني بالنترات التي تتحول إلى أكسيد النيتريك في الدم، ويعمل أكسيد النيتريك على إرخاء الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، ما يعزز تدفق الدم، وكلما زادت كمية الدم التي تصل إلى عقلك، كلما كنتِ أكثر تركيزاً.

الكركم: 
هذه التوابل غنية بالكركمين، وهي مادة فعالة مضادة للالتهابات، وفي دراسة صغيرة، وجد أن الأشخاص الذين لا يعانون الخرف، والذين تناولوا 90 ملغ منه مرتين في اليوم، كانت لديهم ذاكرة واهتمام أفضل، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا. 

عدم الشعور بالجوع
وشيء آخر مهم يجب تذكره، عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام، هو أن تحاولي ألا تدعي نفسك تشعرين بالجوع، حيث يؤكد الخبراء أنه إذا قضيتِ وقتًا طويلاً من دون تناول الطعام، فتنخفض مستويات السكر في الدم، وهذا يضعف تركيزك واتخاذك للقرارات، لأن عقلكِ يعمل على الجلوكوز أو السكر، لهذا أنتِ بحاجة إلى الطعام.