تشدد خبيرة التغذية، لبنى شنيص، على ضرورة الامتناع عن تناول المشروبات الغازية، وتعدها سموماً معلبة يبتاعها الناس بإرادتهم، وتقول إن ضرر هذه المشروبات لا يقتصر على النوع العادي منها، بل يمتد إلى المخصصة للحمية، والتي يعتقد الناس أنها مناسبة لنظام "الدايت" والريجيم، كونها خالية من السكر.

وأولى المشكلات في المشروبات الغازية، كما توضح شنيص، أنها تحتوي على معدلات عالية من السكر، إذ تحتوي قنينة واحدة منها على 10 ملاعق من السكر، وعلى 150 وحدة حرارية، وهي كمية عالية جداً، لأنه يمكن تناول أكثر من قنينة واحدة في اليوم من دون أن تؤمن أي شعور بالشبع أو الاكتفاء.

وأضرار السكر كثيرة، ونظراً إلى وجوده بهذه الكميات الكبيرة في المشروبات الغازية، لا بد لمن اعتاد تناولها أن يحذر مما يمكن أن يتعرّض له: تسوّس الأسنان، والسمنة، بما أن السكريات تتحول إلى دهون في الجسم. كما يسبب "الأسيد"، الذي تحتوي عليه المشروبات الغازية، كثيراً من الأذى بالجسم، لكونه من المواد الكيماوية التي تؤثر سلباً في صحة العظام والأسنان والمعدة. و"الأسيد" الذي تحتوي عليه المشروبات الغازية يتخطى ذلك الذي في المعدة، ما يهدد بإصابتها بالقرحة، وارتداد الطعام والغازات، ومتلازمة القولون العصبي.

عصائر أم مشروبات غازية؟

في مقارنة بين المشروبات الغازية والعصائر، تشير شنيص إلى أنّها كلّها تحتوي على كمية الوحدات الحرارية نفسها تقريباً. ففي كوب صغير من العصير 120 وحدة حرارية، بينما في قنينة المشروبات الغازية 150 وحدة حرارية. في المقابل، يجب ألا ننسى أن العصائر الطبيعية تحتوي على السكر الطبيعي، بينما تحتوي المشروبات الغازية على السكر الأبيض، وبالتالي لا فوائد لها من هذه الناحية.

  وفي الوقت نفسه، ترتفع معدلات امتصاص هذا النوع من السكر في الجسم، مقارنة بذاك الموجود في العصائر، ما يزيد أضراره في الجسم. كذلك يمكن الاستفادة من المكونات الغذائية العديدة الموجودة في العصائر. من جهة أخرى، يساهم نوع السكر المستخدم في تصنيع المشروبات الغازية في زيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد، وارتفاع معدلات الشحوم الثلاثية في الدم.

مضار المشروبات الغازية الخاصة بالحمية

يتصوّر كثيرون أنه يمكن تناول المشروبات الغازية الخاصة بالحمية، دون ضوابط، لكونها لا تحتوي على السكر، وهي حليفة للرشاقة والصحة. في هذا الجانب، توضح شنيص أنه كون المشروبات الغازية خاصة بالحمية، لا يعني أبداً أنه يمكن تناولها بكميات غير محدودة، لأن الجدل لايزال قائماً حول مضار السكر الاصطناعي البديل المستخدم فيها. وتُظهر بعض الدراسات أنه قد لا يؤثر بمستويات السكر في الدم مباشرةً، إلا أنه يساهم في زيادة رغبة من يتجرّع هذا النوع من المشروبات في تناول أي مصدر للسكر لإرضاء رغبة لديه يجد صعوبة في مقاومتها، ويتجه إلى تناول الطعام الغني بالسكر، ويسبب خللاً في مستويات الأنسولين.

إقرأ أيضاً:  5 طرق لخفض توقعاتكِ.. والحد من خيبة الأمل
 

ممنوعة على الأطفال

وتنصح خبيرة التغذية لبنى شنيص بعدم تخطي معدل قنينة واحدة من المشروبات الغازية كل خمسة أيام، وتحذّر من تناول الأطفال هذا النوع من المشروبات، كما هو شائع اليوم ومنتشر بشكل خطير، لأن آثارها السلبية كثيرة على صحة العظام لديهم ونموّها، ولأنه يُفترض بهم تناول الماء والحليب وغيرهما من الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم، في الوقت الذي يتناولون فيه المشروبات الغازية.