حالة من الجدل فُجرت على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حول موضوع "إلغاء القايمة" (قائمة منقولات الزوجية)، فإذا كنتِ لا تعرفين عن "الترند المصري" الأشهر على الإطلاق الآن، فتابعي السطور التالية لمعرفة القصة الكاملة.
 
 ما قائمة المنقولات الزوجية؟
 تعد قائمة المنقولات الزوجية المعروفة في مصر باسم "القايمة" عادة مصرية قديمة متعارفاً عليها في أغلب الطبقات الاجتماعية داخل الدولة المصرية، حيث يلزم الزوج التوقيع على قائمة منقولات بجميع الأدوات والأجهزة المنزلية، التي أعدتها المرأة لبيت الزوجية، وتحق لها مقاضاة زوجها إذا بدد تلك المنقولات.
 
 ويرجع ذلك إلى أن تجهيز منزل الزوجية يكون مشتركاً بين الزوجين، ليس على الرجل فقط كما هو في أغلب الدول العربية، بحيث يشارك الزوجان في تجهيزات المنزل على حسب اتفاق مُبرم بين العائلتين، لذلك تكتب قائمة بالمشتريات من مقتنيات وأثاث أحضرتها العروس لمنزل الزوجية.
 
 وتعتبر "القايمة" عقداً من عقود الأمانة، الذي قد يعاقب القانون المصري الزوج على خرقه بالسجن وجواز فرض الغرامة، ويكون توصيف التهمة "تبديد منقولات الزوجية"، وقد تصل إلى الحبس 3 سنوات، ورغم انتشار الوسم "الترند" على نطاق واسع، فإنه بلا دليل، ولم يصدر قرار في هذا الشأن من الجهات المختصة بمصر، لأن إلغاء قانون أو تعديله لا بد أن يصدر من مجلس النواب المصري.
 

 

 

 كيف بدأ الجدل حول "القايمة"؟
 أثار شاب من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الجدل، بمنشور عبر حسابه يوم الثلاثاء الماضي، قائلاً فيه: "ألف مبروك للرجال، (القايمة) سقطت في مصر".
 ومن هنا، اشتعل موقع "فيسبوك" بالآلاف من المنشورات حول هذا الأمر، وتدخل الكثير من المشاهير والنجوم والنجمات في "الترند"، لإبداء رأيهم في قائمة المنقولات، والتقاليد المصرية المتعارف عليها في المجتمع عند الزواج.
 وعلى الرغم من عدم صدور قرار من أي جهة رسمية في البلاد حول إلغاء "القايمة" (بحكم أنها أصلاً عرف متبع بين الناس، وليست قانوناً)، وأن الشاب نفسه قد نشر، في وقت لاحق، منشوراً آخر، يبدو أنه يقر فيه بأن سقوط "القايمة" في مصر "إشاعة"، فإن الجدل حول الموضوع قد انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
 

 

 

 بين مؤيدين ومعارضين
 بعدما فجر الشاب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" شائعة "إلغاء القايمة"، اشتعلت حرب كلامية بين الشبان والفتيات، وتم تداول الموضوع بسخرية شديدة من خلال "الكوميكس".
 وقد انقسم المتابعون للوسم المصري إلى فريقين: أحدهما يرى أن "قائمة المنقولات الزوجية" تنصف المرأة على حساب الرجل الذي يظل مقيداً بها حتى لو أراد التخلص من العلاقة الزوجية، ولا يستطيع اللجوء للطلاق لأنه معرض للحبس. وبين فريق آخر يرى أن إلغاء "القايمة" سيؤدي إلى زيادة عدد حالات الطلاق بشكل كبير، لأن العديد من الرجال بعد فترة يتغيرون على زوجاتهم، ويريدون التخلص من هذه العلاقة المُقدسة، وبالتالي سيتم تدمير العديد من الأسر والنساء، بسبب تدهور بعض الرجال، وعدم إلزامهم بأي أشكال مادية نحو أسرهم التي أسسوها برغبتهم.
 
 النجوم يتدخلون في "الحرب الإلكترونية"
 لم تقتصر حالة الجدل بين مستخدمي موقعَي التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، فقد دخل النجوم على الخط أيضاً، وأدلوا بدلوهم في ما يخص العادات والتقاليد المصرية الخاصة بالزواج، وكيف تؤثر في حياة الملايين، سواء بالسلب أو الإيجاب.
 ومن أبرز النجوم المشاركين، كانت الفنانة المصرية سمية الخشاب، التي غردت بتدوينة عبر حسابها على موقع "تويتر"، قائلة: "أتمنى حوار القايمة ده يبقى حقيقي عشان حقيقي هاكون ممتنة، وشايفة إنها حاجة ملهاش أي لازمة.. زيها زي الأفراح اللي بيتصرف فيها مبالغ خيالية عشان شوية منظرة وشكليات". وأضافت في تغريدة تالية: "الراجل ملزوم يجيب كل حاجة.. يا إما لو مش جاهز ميتجوزش، أصلها مش شطارة هي". وكذلك شاركت الإعلامية المصرية رضوى الشربيني، المشهورة بمناهضة الرجال، ومساندة النساء والفتيات عبر برنامجها التلفزيوني، بتدوينة عبر "تويتر"، قائلة: "القايمة اتلغت".
 

 

 رد دار الإفتاء المصرية
 لوقف حالة الجدل المُثار على مواقع التواصل الاجتماعي، ردت دار الإفتاء المصرية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" بأنه "لا حرج شرعاً في الاتفاق على قائمة المنقولات الزوجية (قائمة العفش) عند الزواج، فلا بأس بالعمل بها على كونها من المهر".
 وأضافت دار الإفتاء، في بيانها، أن "المرأة إذا قامت بإعداد بيت الزوجية في صورة جهاز؛ فإن هذا الجهاز يكون ملكاً للزوجة ملكاً تامّاً بالدخول، وتكون مالكة لنصفه بعقد النكاح إن لم يتم الدخول، على أنه يراعى في ذلك عدم إساءة استخدام (القائمة)، حال النزاع بين الزوجين".

إقرأ أيضاً: إطلالات صيفية للأمهات الجديدات.. من وحي عزة زعرور