الكمون ثاني أكثر التوابل شعبية في العالم بعد الفلفل الأسود، ويتم إنتاجه من نبات "Cuminum cyminum"، الذي ينتمي إلى عائلة الفصيلة الخيمية، وهو نبات مزهر موطنه الأصلي بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبا.
 ويتم شراء الكمون في شكل بذور مجففة أو مسحوق، ويدخل الكمون في العديد من الخلطات، التي تستعمل في طهي المأكولات، خصوصاً الآسيوية والمكسيكية والهندية والأفريقية.
 وبغض النظر عن استخدام الكمون في الطهي، فإنه يستعمل طبياً بحسب موقع organicfacts الصحي للمساعدة على الهضم، وكبح السعال، ولجم الألم. ففي تونس مثلاً يستعين به الناس من أجل مكافحة العدوى، وخفض ضغط الدم، وحديثاً تزايد الاهتمام بالكمون بناء على عدد من البحوث، التي كشفت بعضاً من فوائده الشهيرة.
 ويحتوي الكمون على عناصر غذائية مهمة تساعد على الهضم، وتحسن عمل الجهاز المناعي، وتعالج اضطرابات الجلد، وفقر الدم، والدمامل، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي.. سنقوم بجولة استعراضية على فوائده: 
 
 1. تنظيم عملية الهضم 
 يحتوي الكمون على مكونات تساعد على الهضم، وتخفف من المشاكل الطارئة، التي تتعرض لها المعدة والأمعاء الدقيقة والقولون، ويساعد الكمون على طرد الغازات، خصوصاً لدى الأطفال الرضع، ويستفاد من الكمون في علاج عسر الهضم والغثيان أثناء الحمل.
 كما يخفف الكمون من أوجاع المعدة والإسهال الحاد، وأعراض متلازمة القولون العصبي. وفي ما يتعلق بهذه الأخيرة، أفادت دراسة بأن الكمون فعال للغاية في تحسين أعراض تلك المتلازمة، مثل: الغثيان والمغص والغازات البطنية، وحتى رائحة الكمون ذاتها تفيد جهاز الهضم؛ لأن زيت الكمون الطيار يضم مركباً عضوياً أساسياً هو "كومينالدهايد"، ينشط الغدد اللعابية في الفم، ما يسهل عملية الهضم، وأيضاً يوجد في الكمون مركب التيمول، الذي يحض على طرح المفرزات الصفراوية والأنزيمات المسؤولة عن الهضم الكامل في المعدة والأمعاء.
 
 2. تعزيز وظيفة الجهاز المناعي
 يحتوي الكمون على حزمة من العناصر الغذائية، التي تساهم بشكل أو بآخر في دعم حصانة الجسم، ومن بين هذه العناصر نذكر فيتامين (سي)، و(أ)، والحديد، ومضادات الأكسدة، وغيرها، فهذه كلها تعمل منفردة أو مجتمعة على دعم المنظومة المناعية لمواجهة الأمراض التي تؤذي الجسم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يحفز فيتامين (سي) وظيفة كريات الدم البيضاء، ويساعد على تحييد الجذور الكيميائية الحرة، التي تؤدي إلى العديد من الأمراض.
 
 ​ 3. المساعدة في علاج الربو والتهاب الشعب الهوائية
 يحتوي الكمون على مزيج مثالي، يتألف من مادة الكافيين (عامل محفز)، والزيوت العطرية (مطهرات)، ما يجعله يصيب هدفين في آنٍ، إذ يعمل المزيج كمضاد للاحتقان ومقشع، ما يعني أنه يخفف الاضطرابات الملازمة لداء الربو والتهابات المجاري التنفسية، كما يساعد المزيج على تسهيل طرد البلغم والمفرزات المخاطية من الجهاز التنفسي، عن طريق العطس والسعال والبصق.
 ​ 
 4. تقليل خطر الإصابة بمرض السكري: 
 كشفت دراسة، نشرت في مجلة البحوث الدوائية، أن بذور الكمون قد تساعد في الوقاية من داء السكري، وأجريت الدراسة على مجموعة من الفئران المصابة بمرض السكري، وأعطيت جرعة من بذور الكمون يومياً لمدة ستة أسابيع، وبعد متابعة تلك الفئران عن كثب تبين أن مستوى سكر الغلوكوز عندها هبط بشكل ملحوظ. أما عند البشر، فقد أوضحت دراسة موثقة شملت عدداً من البالغين المصابين بالسكري (النوع الثاني)، تم توزيعهم على 3 مجموعات: أعطيت المجموعة الأولى زيت الكمون بجرعة 100 ملغ يومياً. أما الثانية، فتلقى أفرادها جرعة يومية قدرها 50 ملغ يومياً. والثالثة أعطيت دواء وهمياً، وبعد مرور 8 أسابيع على هذا المنوال؛ بينت فحوص الدم أن الأشخاص الذين أخذوا زيت الكمون كانت مستويات السكر وهرمون الأنسولين والهيموغلوبين الغلوكوزي في الدم لديهم منخفضة، مقارنة مع المجموعة الشاهدة التي تناولت الدواء الوهمي.
 
 5. المساهمة في خفض الوزن والتخسيس: 
 تفيد الدراسات الحديثة بأن الكمون قد يكون نافعاً في خفض الوزن، ففي دراسة شملت مجموعة من البالغين، الذين يعانون زيادة في الوزن قسم هؤلاء إلى مجموعتين: الأولى أعطيت دواء الكمون، أما الثانية فأخذت دواء وهمياً، وبعد مضي 8 أسابيع؛ وجد الباحثون أن أعضاء مجموعة دواء الكمون سجلوا انخفاضات ملحوظة في الوزن.
 وفي دراسة أخرى موثوقة المصدر، أجريت على نساء بدينات تناولن يومياً 3 غرامات من مسحوق الكمون مع اللبن، وبعد مرور ثلاثة أشهر أتت النتائج واعدة، إذ انخفض الوزن، وقل محيط الخصر، وهبطت مستويات الكوليسترول الضار والشحوم الثلاثية، وارتفع مستوى الكوليسترول الجيد.
 
 6. المساعدة في محاربة التوتر: 
 قد يلعب الكمون دوراً في مساعدة الجسم على معالجة التوتر. أما عن السر، فيعتقد العلماء أن الكمون يعمل كمضاد أكسدة في محاربة التوتر.
 
 7. يحارب نزلات البرد: 
 تساعد الزيوت الأساسية، التي يحتوي عليها الكمون في مجابهة الفيروسات التي تقف وراء نزلات البرد الشائعة. وأيضاً، يساعد الكمون على منع تطور السعال نحو الأسوأ، لأنه يساهم في تجفيف المخاط الزائد، وعدا هذا وذاك يقوي الكمون جهاز المناعة الذي يحول دون تأزيم الحالات الالتهابية.
 ​
 8 . تحسين الأداء المعرفي: 
 غنى الكمون بالحديد يساعد على زيادة تدفق الدم إلى مختلف الأعضاء بما فيها الدماغ؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأداء المعرفي. 
 
 9. مفيد للحامل والمرضع: 
 يمكن للمرأة الحامل أن تتناول الكمون كتوابل أو كمشروب بشكل آمن، على أن يتم التناول باعتدال، وعند تناوله باعتدال فتستمتع الحامل بفوائده الصحية المختلفة، كما أنه مفيد للمرضع، حيث يحتوي الكمون على مادة التيمول التي تساهم في زيادة تدفق الحليب لدى النساء المرضعات.
 
 10. مفيد للبشرة: 
 يحمي الكمون البشرة من الالتهابات الفطرية والميكروبية، نظراً لخصائصه المطهرة والمضادة للفطريات والجراثيم، ويشتهر الكمون باحتوائه على فيتامين (ي)، الذي يحافظ على نضارة البشرة، ويحارب علامات الشيخوخة الناتجة عن التقدم في السن. 
 
 يفضل شراء بذور الكمون صحيحة وغير مطحونة؛ لأن طحنه يذهب ببعض محتوياته، خصوصاً الزيت الطيار، ويحفظ الكمون في وعاء محكم الإغلاق بعيداً عن الضوء والحرارة.
 وهناك طريقة واحدة صحيحة لاستعمال الكمون، هي وضع بذوره في وعاء، وإضافة الماء الساخن إليه وتركه لمدة قصيرة، ومن ثم شربه، أما غلي الكمون في الماء فليس مفضلاً، لأنه يزيل بعضاً من مركباته الطيارة.

إقرأ أيضاً: أسوأ نصائح لفقدان الوزن.. قد تؤدي إلى تقدمك في السن بشكل أسرع