ترفض الممثلة اللبنانية، كارمن لبس، مسمى "نمبر ون" في التمثيل، مبينة أن جميع الممثلين يمرون بمراحل مختلفة في مسيرتهم، فقد يتميز أيٌّ منهم في أحد الأعمال بشكل كبير، ويشكل له علامة فارقة في مسيرته؛ كونه عملاً متكاملاً توفق فيه، بينما يشارك نفس هذا النجم أو النجمة في عمل آخر لا يكون بنفس القوة في التمثيل، ولا يحقق الانتشار المطلوب لسبب ما.
وتشير كارمن لبس إلى أنها تكره المنافسة، ولا تحب هذا المسمى الذي يؤدي في نهايته لوجود رابح وخاسر، وأول وثانٍ.. الخ، كما أنها ترفض التحدي بين اثنين، مرجعة هذا الأمر لكونها تريد أن ينجح الجميع، وأن يكونوا في المركز الأول.
وخلال لقاء جمعها بـ"زهرة الخليج"، على هامش مشاركتها كعضو لجنة تحكيم في مهرجان عمان السينمائي الدولي، تضيف ممثلة المسرح والسينما اللبنانية، أنها لا توافق نهائياً على فكرة أن وجود الممثلين السوريين في الدراما اللبنانية يشكل العامل الرئيسي لنجاحها، فهي لا تقبل من الأساس تصنيف الممثلين والفنانين حسب جنسياتهم، وتشرح هذا الأمر بالقول: "لا يوجد شيء اسمه ممثل سوري ينجح الدراما اللبنانية، أو ممثل لبناني يُنجح الدراما السورية، لأن الممثل هو ممثل مهما كانت جنسيته، نشاهد في الأعمال العالمية على سبيل المثال فيلماً أميركياً من بطولة ممثل كندي، وآخر أسترالياً، ولم نسمع يوماً مثل هذا الحديث"، وسألت: "هل سمعت يوماً أحداً يقول إن الممثل الكندي أو الأسترالي أو غيرهما، هو سبب نجاح الدراما والسينما الأميركية؟. بالنسبة لي لا أفكر بجنسية الممثل، وإنما أنظر لكفاءته وعمله".

 

 

"رسمية" في "2020"
تصف كارمن لبس شخصية "رسمية"، التي قدمتها في مسلسل "عشرين عشرين"، بالشخصية المختلفة في كل شيء، التي اجتمعت بها كل العناصر المتكاملة، ففيها الحب والكره، والخير والشر، عانت الكثير من الوجع، الذي كان أبرزه أنها امرأة مكتومة القيد، غير مسجلة رسمياً، واصفةً هذا الأمر بأنه أبشع ما قد يعيشه الإنسان، رجلاً أو امرأة، فهو يأتي لهذه الدنيا، ويعيش فيها ويغادرها ولا يعرف عنه أحد، حتى إنه لا يعترف بولادته ووفاته، وبسبب هذا فإن "رسمية" لا تستطيع الزواج ولا العمل، فهي إنسانة حبيسة لجسدها يملأها الوجع والحزن، فهذه الشخصية اختصرت أكثر من امرأة في هذا الكون بسيدة واحدة.
وتوضح كارمن أن كانت معاناة "رسمية" قد نقلت جزءًا من معاناتها هي في حياتها، فتقول: "كل دور ألعبه، يتطلب أن أضع جزءًا مني فيه سواءً (رسمية) أو غيرها، فأنا عندما أبدأ بالتمثيل أسترجع الكثير من الذكريات والقصص التي مررت بها، أو مر بها غيري، وأقوم بمعايشتها وتقمصها حتى أصدقها تماماً، و(رسمية) بكل تأكيد فيها جزء مني، وأنا جزء منها، هذه السيدة هي بالنهاية نموذج لنساء موجودات في جميع المجتمعات العربية".

دوري الأجمل لم يأخذ حقه وندمت على الكثير 
تذكر لبس دورها في مسلسل "ابنة المعلم"، الذي أنتج عام 2005، بأنه أجمل الأدوار التي قدمتها، لكنه لم يأخذ حقه إعلامياً؛ كونه عرض على محطة لبنانية واحدة، وتضيف: "أتمنى أن تتناوله الفضائيات، وأن يعرض على أكثر من محطة عربية؛ لأنه عمل متكامل، سهل ممتنع، يحمل الكثير من الرسائل والقضايا مثل: الحب والطبقية، وقصصاً كثيرة جمعت بواحدة، فهو عمل متكامل أحبه كثيراً، ودائماً هنالك أعمال تكون مميزة، ولا تأخذ حقها في الإعلام والانتشار تماماً، مثل: أفلام المهرجانات، وأفلام الجمهور، وبعضها يجمع السمتين، ويأخذ حقه في الجانبين".
وتشير، كذلك، إلى ما قدمته في مسلسل "بين بيروت ودبي"، ومؤخراً إن شخصية "رسمية" في "2020" تعجبها كثيراً.

أما عن الأدوار التي قدمتها وندمت عليها، فهي موجودة لكنها ترفض تسميتها احتراماً لمنتجيها ومخرجيها، الذين لا ترغب بأن تكون سبباً لوجعهم، وتشير إلى أنها اضطرت لتوافق على بعضها كون التمثيل مصدر رزقها وتريد العيش، بينما تحمست لبعض الأدوار وندمت عليها بعد عرضها؛ فالقصة والدور كانا جيدين، لكنها عندما تشاهد العمل عبر الشاشة مع المونتاج والإخراج تقول: "ياريت ما عملته"، فهنالك بكل صدق "أعمال كثيرة قدمتها، وندمت عليها".

 

 

الدراما المصرية
ورغم ظهورها وتميزها في عدد من الأعمال المصرية، فإنها افتقدت استمرارية العمل في مصر، وغابت منذ سنوات طويلة عنها، وتفسر كارمن غيابها هذا بأنه جاء بعد اضطرارها للرحيل عن مصر، نتيجة بدء الثورة فيها، وما شهدته تلك الفترة من اضطرابات في العالم العربي.
ومع عودتها إلى لبنان، بدأت الإنتاجات الضخمة تزدهر، سواء اللبنانية أو العربية المشتركة، إضافة إلى أنها أحبت أن تبقى بجانب والدتها، وكان من الصعب عليها الاستمرار بالسفر بين بيروت والقاهرة في تلك الأيام.
لكن كارمن لبس لا تغلق الباب نهائياً أمام مشاركتها في أعمال درامية عربية، وتقول: "كلنا بلد واحد في النهاية، لو عرض عليَّ دور جميل بمصر أو سوريا سأذهب بكل تأكيد، وقد شاركت سابقاً بمسلسل أردني، وقدمت فيه لهجة أردنية لطيفة لم تكن ثقيلة على المستمع. في النهاية، كلنا بلد واحد وكل ما أتمناه فتح الحدود بيننا، وسنستطيع عند ذلك عمل صناعة دراما وسينما مميزتين جداً".

السينما أو الدراما
لو خيرت بين السينما والدراما، وتوجب عليها اختيار أحدهما؛ فإنها دون تردد ستختار السينما، ذلك أن المشاهد يذهب طوعاً إليها، ويشتري تذكرتها لمشاهدة أحد أفلامها، ويسخر كل طاقته وتركيزه لحضور ما قدم إليه، بينما قد تكون الدراما في بعض الأوقات لإمضاء الوقت، ويتابع مشاهدها عدداً من الأعمال في نفس الوقت، ما يفقده تركيزه فيها.

رسائل مختلفة
وجهت كارمن لبس عدداً من الرسائل المتنوعة في مواضيع مختلفة؛ فأعلنت عن أهم أمنياتها، وهي أن يصلح حال لبنان، ويستفيق شعبه، ويزداد وعيه، وأن يضع الدين والزعيم جانباً، ويتوحد بقلبه على حب بلده.
ولو امتلكت سلاحاً للدمار الشامل، وطلب منها أن تختار هدفاً واحداً لتوجه هذا السلاح إليه؛ فإنها ستختار الفقر دون شك.
أما عن زملائها الفنانين، فقد اخترنا لها ثلاثة منهم؛ لترسل لهم رسائل قصيرة، وكانت هذه الرسائل كالتالي:
حاتم علي: قدمت معه عملين، كان أحدهما في البدايات، تمنيت لو قدمت أكثر، أنا أحب حاتم الممثل أكثر من حاتم المخرج، رحمه الله.
قصي خولي: أحبه كثيراً، وأشتاق له. 
نادين نجيم: بالقمة، وإن شاء الله تبقى محلقة في الأعلى.
ماغي بوغصن: كانت تمتلك حلماً وحققته، ومشوارها طويل، والنجاح في إكماله للآخر.

 

إقرأ أيضاً: "إلغاء القايمة" ترند جديد في مصر.. النجوم يشاركون والإفتاء ترد