نحتفي،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس،‭ ‬بالمرأة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬برائداتها،‭ ‬وبمسيرتها‭ ‬المليئة‭ ‬بالإنجازات،‭ ‬نستذكر‭ ‬القصص‭ ‬الملهمة؛‭ ‬لتكون‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لرائدات‭ ‬المستقبل‭.. ‬ونحتفي‭ ‬بكل‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة،‭ ‬وبكل‭ ‬أم،‭ ‬وبكل‭ ‬ربة‭ ‬منزل،‭ ‬وبكل‭ ‬جدة،‭ ‬وبكل‭ ‬طفلة‭.. ‬ونفخر‭ ‬كلَّ‭ ‬الفخر‭ ‬بهذه‭ ‬المسيرة،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬عطاياه‭ ‬وتوفيقه‭.. ‬ودائماً‭ ‬نستذكر‭ ‬أجدادنا،‭ ‬ونتعلم‭ ‬من‭ ‬حكمتهم،‭ ‬ونخبر‭ ‬أبناءنا‭ ‬عن‭ ‬أمجادهم،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الوالد‭ ‬المؤسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان،‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭: ‬‮«‬من‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬ماضٍ،‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬حاضر،‭ ‬ولا‭ ‬مستقبل‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬فضل‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬رزقنا‭ ‬بالشيخة‭ ‬سلامة‭ ‬بنت‭ ‬بطي،‭ ‬والدة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة،‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليهما‭ ‬وأسكنهما‭ ‬الفردوس‭ ‬الأعلى‭. ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬أنجبت‭ ‬قائداً‭ ‬استثنائياً‭ ‬عظيماً‭. ‬ترعرع‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬على‭ ‬يدها‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬واهتمام‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العين،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬التأثير‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬نشأته‭. ‬كانت‭ ‬الشيخة‭ ‬سلامة‭ ‬بنت‭ ‬بطي‭ ‬امرأة‭ ‬قوية،‭ ‬عرفت‭ ‬بحكمتها‭ ‬وكرمها‭ ‬‮«‬الحاتمي‮»‬‭ ‬وصبرها‭. ‬لقبت‭ ‬الشيخة‭ ‬سلامة‭ ‬بـ«أم‭ ‬الشيوخ‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مربية‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول،‭ ‬وكرست‭ ‬حياتها‭ ‬لهم،‭ ‬وأعطت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لتربية‭ ‬أبنائها‭ ‬الشيوخ‭. ‬

غرست‭ ‬الشيخة‭ ‬سلامة‭ ‬العطاء‭ ‬وحب‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬أبنائها،‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين،‭ ‬والاستماع‭ ‬للناس،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬الشورى‭. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬المدارس‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬حيث‭ ‬تعلم‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬مبادئ‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين،‭ ‬وربته‭ ‬والدته‭ ‬على‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة؛‭ ‬فكان‭ ‬تأثير‭ ‬الشيخة‭ ‬سلامة‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭. ‬فهي‭ ‬أم‭ ‬لقائد‭ ‬سطر‭ ‬التاريخ‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب؛‭ ‬فقد‭ ‬ربى‭ ‬الوالد‭ ‬المؤسس‭ ‬أبناءه‭ ‬وأحفاده‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬ربته‭ ‬عليها‭ ‬والدته؛‭ ‬حتى‭ ‬عرفت‭ ‬بدار‭ ‬زايد‭ ‬الخير،‭ ‬ولازالت‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬غرستها‭ ‬السيدة‭ ‬العظيمة‭ ‬نهجاً‭ ‬يتبعه‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله؛‭ ‬اقتداءً‭ ‬بقيادته‭.. ‬فكم‭ ‬من‭ ‬أم‭ ‬صنعت‭ ‬أمة؟‭! ‬