يعتبر متحف أنطاليا للنحت الرملي (ساند لاند)، في تركيا، من كبرى فعاليات النحت في العالم وأهمها، فهو متحف في الهواء الطلق، تعرض فيه منحوتات عملاقة مصنوعة من الرمال.
ويتميز المتحف بتقديم هذا الأسلوب من النحت على الرمال، في نوع خاص من الفن سريع الزوال، يدخل في نطاق الفنون البديلة، وبات يلقى قبولاً كبيراً في الآونة الأخيرة، ويتكئ على فلسفة أنه لا يوجد شيء دائم، وأن كل شيء سيختفي يوماً ما؛ حيث يتم هدم هذه القطع الفريدة من الأعمال التي تدهش المشاهدين، وتزال بعد فترة قصيرة من العرض.
ومتحف الرمال في أنطاليا، كذلك، هو المعرض الأول والوحيد في العالم للنحت على الرمال، والمفتوح للزوار لمدة 12 شهراً، وباستخدام ما يقرب من 10 آلاف طن من رمال النهر، على مساحة 10 آلاف متر مربع، بمنطقة لارا المشهورة عالمياً على شاطئ أنطاليا. ويؤدي نحاتو الرمل أعمالهم بمفردهم أو في فرق، مع مراعاة أبعاد التمثال الذي يتم إنشاؤه، والنتيجة أن الأعمال الرائعة التي تزن مئات الأطنان، ويبلغ ارتفاعها وطولها أمتاراً عدة، يتم إنشاؤها ببساطة باستخدام الماء والرمل.
البقاء لفترة أطول
يتم هدم عدد كبير من المنحوتات الرملية في المتحف، ويتم الإبقاء على بعضها؛ حيث يتغير المفهوم كل عام. ووفقاً لذلك، يتم الكشف عن أعمال مختلفة. وخلال هذه الفترة، يمكن للفنانين مواصلة عملهم أثناء وجود زوار، وتعتبر الظروف الجوية مهمة جداً في الصيانة والإصلاح؛ إذ يقوم الفنان بإصلاح المشكلات الطفيفة التي تحدث على التماثيل الرملية بسبب الطقس، حيث تتم صيانة وإصلاح المنحوتات في المناطق الداخلية والخارجية. ومن أجل حماية هذه المنحوتات؛ يتم رش رذاذ وقائي عليها؛ لمنح التمثال فرصة البقاء لفترة أطول، وحمايته من التأثر بالمناخ والظروف الطبيعية، مثل: الرياح، والمطر، ويمكن أن تستمر المنحوتات في المناطق المفتوحة لفترة قصيرة. ومع ذلك، يمكن أن تظل المنحوتات الداخلية كما هي لسنوات عدة، طالما لم يكن هناك أي تغيير عليها.
حدث سنوي
يقيم متحف «ساند لاند» مهرجاناً سنوياً بمواضيع مختارة بمميزاتها، مثل: عرض المنطقة، وعدد الفنانين المشاركين، وكمية الرمال المستخدمة، حيث يتم عرض مئات التماثيل الرملية ذات الأحجام الهائلة. وهناك أعمال رائعة، تم إنشاؤها من قبل فنانين محترفين في مجال النحت الرملي من العديد من دول العالم، كما أن أطفال الزوار لديهم فرصة لعمل منحوتات رملية، باستخدام الرمال الحركية في منطقة مخصصة لهذا النشاط.
أجواء خيالية
بعد الغروب وفي الليل، يصنع انعكاس أضواء الـ«LED» سحراً خيالياً على الهياكل العملاقة، التي تمثل نماذج شهيرة، وهذه التقنية يتم استخدامها لأول مرة في مثل هذا الحدث بالعالم، كما أن بث موسيقى في إطار الموضوع يصنع طقوساً شبه خرافية. وبالنسبة لأولئك الذين لديهم فضول لمعرفة كيف يتم صنع التماثيل، يتم عمل رؤية سينمائية، تُظهر مراحل بناء المنحوتات كل ليلة.
طريقة الوصول
نظراً لسهولة الوصول إلى المتحف؛ يمكن زيارته بواسطة حافلات المدينة، أو المركبات الخاصة. ويحصل الضيوف، الذين يأتون مع جولات سياحية، على فرصة زيارة المتحف، من خلال الدخول الجماعي. وهناك، أيضاً، مواقف سيارات خاصة للضيوف الذين يأتون بسياراتهم الخاصة، أو جولاتهم السياحية.
عجائب الدنيا
أصبح متحف «ساند لاند» في أنطاليا، مؤخراً، أحد أكثر الأماكن زيارة من قِبَل السياح. ويزور العديد من السياح المحليين والأجانب هذا المتحف الثقافي، حيث يجدون الفرصة لمشاهدة الأعمال الفريدة عن كثب من بين المنحوتات الرملية، وتجذب التماثيل، مثل: هرم خوفو، وتاج محل، وضريح هاليكارناسوس، ومجموعة من منحوتات عجائب الدنيا السبع، انتباه الكثيرين منهم. ويتميز هذا المتحف بأنه يحتوي على أعمال فريدة، ولا توجد به أعمال متطابقة.