اشتهر بتصميماته المبتكرة الشبيهة بالأوريغامي، حيث ابتكر التنانير والفساتين والسراويل ذات الطيات التي لا تتجعد أبدًا، وأصبح اسمه مرادفًا عالميًا لأحدث صيحات الموضة في الثمانينيات، إنه المصمم الياباني إيسي مياكي، الذي توفي بسرطان الكبد قبل أيام عن عمرٍ يناهز الـ84 عاماً. 

 

 

مياكي كان رائداً في مجال صناعة الملابس المريحة العالية التقنية، خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، كما كان أحد المصممين اليابانيين الشباب، الذين تركوا بصماتهم في باريس منذ منتصف السبعينيات. 
ولعل أبرز إنجازات المصمم الياباني، التي حظيت مؤخرًا بشعبية كبيرة بين قاعدة المستهلكين الجدد والشباب، تلك الطيات الدقيقة في الملابس، والتي كشف النقاب عنها لأول مرة عام 1988. 

 

 

وكان نظام المعالجة الحرارية الخاص به يعني أن الطيات الشبيهة بالأكورديون في تصميماته يمكن غسلها في الغسالة، ولن تفقد شكلها أبدًا، كما أنها توفر سهولة في ارتداء الملابس، وكذلك أنتج مياكي الياقة المدورة السوداء، التي أصبحت جزءًا من المظهر المميز للراحل ستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة أبل، والتي قيل إنه صمم 100 واحدةٍ منها لستيف وحده. 
أما حقيبة "Bao Bao" المصنوعة من نسيج شبكي مع مثلثات ملونة صغيرة من البولي فينيل، والتي كانت من تصميمه، فقد كانت لفترة طويلة من الملحقات المفضلة للصناعات الإبداعية. 
وظهرت تصميمات مياكي في كل مكان، بدءًا من المصانع وحتى أفخم دور الأزياء، فقد صمم زيًا موحدًا للعاملين في عملاق الإلكترونيات الياباني "Sony". 

 

 

وكان يصر، دائماً، على أن الملابس شكل من أشكال التصميم، وكان لديه تعاون ملحوظ مع المصورين والمهندسين المعماريين، ووجدت تصميماته طريقها إلى غلاف "Artforum"، عام 1982. 
ولد مياكي في هيروشيما، وكان يبلغ من العمر سبع سنوات فقط، عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على المدينة. وفي عام 2009، كتب في صحيفة "نيويورك تايمز" عما تعرض له في تلك الأيام، قائلاً إنه لا يريد أن يوصف بأنه "المصمم الذي نجا" من القنبلة. 
وكتب في مقاله: "عندما أغمض عيني، مازلت أرى أشياء لا ينبغي لأحد أن يختبرها"، مضيفًا أنه في غضون ثلاث سنوات، توفيت والدته بسبب التعرض للإشعاع، مشيراً إلى أنه قرر أن يضع كل ذلك وراءه، مفضلاً التفكير في الأشياء التي يمكن إنشاؤها، وليس تدميرها، والتي تجلب الجمال والفرح، لذا انجذب نحو مجال تصميم الملابس. 
مياكي كشف، أيضاً ذات مرة، أنه أراد أن يصبح إما راقصًا أو رياضيًا قبل قراءة مجلات أزياء أخته، التي ألهمته تغيير اتجاه حياته، حيث يُعتقد أن تلك الاهتمامات الأصلية وراء حرية الحركة التي تسمح بها ملابسه. 

 

 

تخرج مياكي عام 1963 في جامعة تاما للفنون بطوكيو حيث تخصص في التصميم، وبعد الدراسة في باريس أثناء الاحتجاجات الطلابية عام 1968، وفترة عمل في نيويورك، أسس استوديو مياكي ديزاين عام 1970. 
وبعد كل ذلك النجاح، تمكن مياكي من أن يكون من أوائل المصممين اليابانيين، الذين عرضوا أعمالهم في باريس، وكان جزءًا من موجة ثورية من المصممين الذين جلبوا الموضة اليابانية لبقية العالم، وفتحت الباب أمام المعاصرين في وقت لاحق، مثل: يوجي ياماموتو، وري كاواكوبو. 

 

 

وشدد كثيراً على أنه لا يعتبر نفسه "مصمم أزياء"، مبيناً أن "أي شيء" في الموضة "يصبح عتيقًا بسرعة كبيرة جدًا، لذا قال إنه لا يصنع الموضة، وإنما يصنع الملابس، إذ إن كل ما أراده هو صناعة أشياء مألوفة لكثير من الناس، تكون سهلة الغسل والاستخدام، وليس صناعة ملابس لمن يملكون المال فقط. 
وفي النهاية، طور مياكي أكثر من عشرة خطوط أزياء تراوح بين "إيسي مياكي" الرئيسي للرجال والنساء والحقائب والساعات والعطور، قبل تقاعده عام 1997، لتكريس نفسه للبحث. 
مكتبه أعلن عن وفاته، واصفاً إياه في بيان بأنه لم يتراجع مرة واحدة عن حبه، وعملية صنع الأشياء طوال حياته.

إقرأ أيضاً: 10 استخدامات صحية لزيت الكافور.. تعرفي إليها