رغم أن الأفلام غالباً تروي قصصاً خيالية، ربما ترتبط بالواقع بشكل أو بآخر، فإنها تبقى على الأغلب خيالاً، وقد ترتبط المسلسلات أو الأفلام بالماضي، وتسرد تاريخاً موثقاً، أو تستوحي أحداثها منه.
إلا أن بعض الأفلام، وعلى غير العادة، شكلت مساراً مهماً في التاريخ، سواء سلباً أو إيجاباً، وكان لهذه الأفلام أثر كبير في تغيير الواقع، سواء وقت عرضها أو بعده بفترة ما.. وهذه أبرز هذه الأفلام، وأثرها على الأحداث العالمية بشكل مباشر:

 

 

"Taxi driver" 
تسبب هذا الفيلم بمحاولة اغتيال حقيقية للرئيس الأميركي رونالد ريغان. وفي التفاصيل، إن الفيلم الذي سمي بأيقونة مهمة في تاريخ هوليوود، تطرق لصراعات نفسية درامية يعيشها بطله (روبرت دي نيرو)، وتدور قصة الفيلم حول سائق تاكسي مضطرب نفسياً، يحاول اغتيال أحد القادة السياسيين؛ انتقاماً لإحدى الفتيات، لكن محاولته تبوء بالفشل.
منفذ محاولة اغتيال ريغان الفاشلة، أيضاً، اعترف بعد ذلك بأنه تأثر بشدة بشخصية بطل فيلم "سائق التاكسي"، وبعالم الشخصيات فيه، وقال أيضاً إنه قام بمحاولة الاغتيال؛ بهدف إثارة اهتمام الممثلة الأميركية جودي فوستر، التي لعبت دور الفتاة في الفيلم أيضاً.

 

 

"The Truman Show" 
دارت قصة الفيلم، الذي عرض عام 1998، وقام ببطولته النجم الكوميدي جيم كاري، حول بدايات برامج تلفزيون الواقع، وكان بطله يعيش أمام كاميرات سرية تراقب كل حياته منذ ولادته، ويتم تقديمها للجماهير للتسلية، ويكتشف لاحقاً أن عمره ضاع بينما كان يعتقد أنه يعيش حياة مثالية.
شكل هذا الفيلم منعطفاً مهماً بتاريخ علم النفس الحديث، إذ كانت تصادف الأطباء وخبراء التحليل النفسي حالات كثيرة قبل صدور الفيلم، تشكو أعراضاً تتطابق مع الأعراض التي أظهرها بطل الفيلم، مثل الوساوس القهرية، التي دفعته لاكتشاف الحقيقة.
وعند انتهاء الفيلم، بدأت الحالات التي تشكو الشك المستمر بالتزايد، وتوافد هؤلاء إلى الأطباء، ليؤكدوا اعتقادهم أن حياتهم مراقبة بالكامل ويتم تصويرها، لتبدأ دراسات جديدة في علم النفس أدت لمفاهيم متطورة وطرق تحليل وعلاج لمرض جنون الاضطهاد، وما يصاحبه من وساوس قهرية.

 

 

"The China Syndrome" 
عرض هذا الفيلم عام 1979، وتدور أحداثه حول قصة مراسلة صحافية، ومساعدها المصور، اللذين يتورطان في قضية فساد كبير، لإخفاء أحد التسريبات الخطيرة في منشأة نووية.
اعتبر الفيلم مثيراً للجدل بشكل كبير؛ فقد تسبب بذعر في العالم، وبدأ الناس يفكرون في النتائج الوخيمة التي قد تحل بهم في حال وجود فساد فعلاً في إحدى المنشآت النووية.
ولم يبقَ الفيلم في عالم الخيال؛ فقد تحول واقعاً بعد عرضه، إذ شهد العالم تسرباً إشعاعياً حقيقياً في إحدى المنشآت النووية بولاية بنسلفانيا، وتمت السيطرة عليه.
وأثر الفيلم، كذلك، بدرجة كبيرة على سياسات حظر الأسلحة النووية في العالم، وبدأت الحركات المطالبة بوقف الأنشطة النووية بالظهور في أميركا، واستمرت هذه الحركات حتى يومنا هذا، ما أدى لاحقاً لتوقيع وتطوير معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ورفع معايير الأمان داخل المنشآت النووية.

 

 

أفلام الخيال العلمي غيرت المستقبل
لا تستغرب؛ فقد أصبح معظم ما شاهدناه في أفلام الخيال العلمي، وكنا نعتقد أنه لن يتعدى حدود الخيال داخل الفيلم، بات حقيقة نعيشها، فقد دفعت هذه الخيالات الكثير من العلماء والباحثين والمطورين لجعلها واقعاً، وهو الأمر الذي تم فعلاً، وشكلت هذه الأفلام إلهاماً كبيراً؛ لتحقيق الأحلام التي ظهرت بها، ومن الأمثلة على ذلك:
سلسلة "Star Wars"، التي بدأت في السبعينيات، وظهرت فيها أول صور بتقنية "الهولوغرام" (ثلاثي الأبعاد)، والأطراف الاصطناعية المعدنية، وهو ما تحقق بالفعل لاحقاً. 
وكذلك "Demon Seed"، الذي عرض سنة 1977، وتنبأ بوجود البيوت الذكية، التي لم يصدق أحد أنها ستكون اليوم واقعاً معيشاً بكل تفاصيله.
كما توقع فيلم "Blade Runner" ظهور شاشات اللوحات الإعلانية التلفزيونية العملاقة في وقت صدوره عام 1982، والتي صارت اليوم من العلامات المميزة للمدن الكبرى، التي تعد مركزاً للحركات.

إقرأ أيضاً: بوراك أوزجيفيت ينفي شائعات الانفصال.. بصورةٍ رومانسية