يتفق الجميع في أن التغذية المتوازنة هي أساس صحة الجسم، فمعظم الأمراض التي يشكوها الناس حالياً أساسها التغذية غير المتوازنة، حيث يلاحظ أن تغيير النمط الغذائي، وارتفاع نسبة إصابة الناس بالأمراض المزمنة، خلال القرن العشرين، شيئان متلازمان، وما الأمراض والعلل المنتشرة هذه الأيام هي نتيجة الأسلوب الخطأ الذي نتبعه، ونوعية الغذاء الذي نتناوله. والسبيل الوحيدة للخروج من هذا الوضع تعتمد علينا نحن، إذ يجب أن نغير نمط حياتنا ومعيشتنا، بتناول الغذاء السليم المتوازن من حيث المحتوى والطاقة، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه النظام الغذائي المسمى "ماكروبيوتيك".
ونظام "الماكروبيوتيك" الغذائي، هو مشتق من كلمة يونانية معناها "الحياة المستمرة"، ويعود تاريخ هذا النظام الغذائي إلى مئات السنين، إلى اليونان القديمة، ثم اليابان.
وتشمل الممارسات المهمة، عند تناول طعام ماكروبيوتيك، شراء المنتجات العضوية المزروعة محلياً، وتجنب الأطعمة المعلبة، وتناول الأطعمة المخمرة والنيئة، والحد من منتجات الألبان والمنتجات الحيوانية. ويوفر النظام الغذائي الماكروبيوتيك إرشادات نسبية من حيث الغذاء، يمكن تعديلها اعتمادًا على صحة الفرد واحتياجاته الشخصية والمناخ والبيئة، واعتبارات أخرى.
وقد تم تحديد نسب للغذاء المتوازن في هذا النظام كالتالي: تناول الحبوب من 50-60%، أما الخضار من 25-30%، والبقوليات من 5-10%، والحساء 5%، والدهون حوالي 15%، والبروتين 12% تقريباً.
ورغم فوائده المحتملة، فإن الأكل الماكروبيوتيك يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية، التي تتمثل في أن النظم الغذائية الماكروبيوتية منخفضة نسبياً في البروتين، ومضادات الأكسدة، وفيتامين (د)، والكالسيوم، وأحياناً فيتامينات (ب)، بحسب موقع healthline الصحي.

 

 

ما نظام "ماكروبيوتيك" الغذائي؟
يعتبر هذا النظام الإنسان جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة التي حوله، ومن البيئة التي يعيش ويتفاعل معها، من هنا تنبع فكرة "الماكروبيوتك"، وهي أن صحة الإنسان تُكتسب من الأشياء الطبيعية المحيطة به، ومن المعروف أنه ليس للإنسان سيطرة على بعض العناصر في الطبيعة، كالهواء والشمس، لكن سيطرته المحدودة تكمن في نوعية الغذاء الذي يتناوله، والغذاء هو العنصر الأساسي، الذي يؤثر في صحة الإنسان بشكل مباشر، لذلك إن "الماكروبيوتك" يحث على جعل الغذاء متوازناً.
ويعمل نظام "الماكروبيوتك" على تحديد الأغذية المفيدة لجسم الإنسان، وتحديد الأغذية التي يجب أن يبتعد عنها، وتكون تلك الأغذية ضارة، أو تسبب الأمراض على المدى البعيد، وهذا النظام للأصحاء والمرضى على حد سواء، فالأصحاء يستخدمونه، كي تزداد حيويتهم ونشاطهم، ولوقاية أنفسهم من الأمراض، والمرضى يستخدمونه من أجل الشفاء. إن نظام الماكروبيوتك ليس نظاماً غذائياً، وإنما هو أسلوب حياة.
والأساس في هذا الأسلوب هو الغذاء وتنوعه من: حبوب، وخضار، وبقوليات، وسمك، وفواكه وغيرها، إلا اللحوم، فهذا النظام يمنع تناول اللحوم إلا في حالات معينة ونادرة جداً، فهذا النظام يعتبر اللحوم هي السبب الرئيسي لكثير من الأمراض، وأيضاً يعتبر تناول السكريات بشكل كبير مضراً، لأن السكر هو العدو الأول للإنسان. باختصار، إن "الماكروبيوتك" نظام غذائي هدفه الرجوع للطبيعة، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة ذات الأشكال المغرية، والمضرة للصحة.

 

 

قائمة طعام "ماكروبيوتيك"
لا يقدم "الماكروبيوتيك" خطة غذائية يومية، لكنه يحفز متبعيه على التخلي بشكل تدريجي عن الأطعمة المضرة بالصحة. وهناك أنواع من الطعام يجب التركيز عليها في هذا النظام، وأخرى يجب تجنبها تماماً. وقد تم تحديد نسب للغذاء المتوازن في هذا النظام، وهي كالتالي:

الحبوب الكاملة: يجب أن تكون نسبة الحبوب الكاملة في النظام الغذائي من 40 إلى 60%، وجزء كبير يكون من الحبوب الكاملة المطبوخة، مثل الأرز البني والحنطة والشعير والشوفان والكاموت والكينوا والقمح أو الذرة، وأن يكون هناك جزء ضئيل فقط من خبز العجين المخمر الكامل الحبوب، أو غيره من منتجات الدقيق الكامل المخبوزة، والمعكرونة والرقائق. ويجب أن تتخلص من الحبوب المنزوعة القشور؛ لأنها تكون أيضاً منزوعة الفائدة.
الخضروات: يجب أن تشكل بعض الخضروات المزروعة محلياً، وفي الموسم، من 20 إلى 30%، ويجب الاهتمام بتناول الخضار الورقي الأخضر، بما في ذلك: البَقدونس والجرجير والملفوف واللفت والبروكلي والخردل، وكذلك الخضروات الجذرية مثل: الفجل والجزر والأرقطيون، والخضروات المستديرة، مثل: البصل والكوسا.
البقوليات: يجب أن تكون نسبة البقوليات في النظام الغذائي من 5 إلى 10%، وتشمل البقوليات: الحمص والعدس وفول الصويا الأبيض والأسود ومنتجات الفاصوليا، مثل: التوفو أو التمبيه.
البروتين: يجب أن تكون نسبة البروتين 12% تقريباً، ويُسمح بتناول القليل من المأكولات البحرية الطازجة، أو الأسماك للحصول على البروتين، على الرغم من أنه لا يتم تناولها عادة كل يوم. ويأتي معظم البروتين في النظام الغذائي "الماكروبيوتيك" من الفاصوليا، خاصة فول الصويا.
الدهون والزيوت: يجب أن تشكل الدهون والزيوت حوالي 15% تقريباً، وتشمل الأنواع المعتمدة من زيوت الطهي لنظام غذائي: ماكروبيوتيك زيت السمسم الفاتح أو الداكن أو الزيت النباتي غير المكرر أو زيت الذرة أو زيت بذور الخردل. ويمكن استخدام التوابل، وغالباً يتميز النظام الغذائي "الماكروبيوتيك" بالتوابل والنكهات اليابانية، مثل المخللات المخمرة.
الحساء: يعد تناول الحساء من الأمور المهمة عند اتباع هذا النظام، حيث يجب تناول الحساء بشكل يومي، وإضافة الخضروات إليه، ويمكن أن نضيف إليه المأكولات البحرية، ويجب أن يشكل الحساء حوالى 5% تقريباً.
الفواكه: من المفيد تناول الفواكه عند اتباع هذا النظام؛ لأنها غنية بالألياف الغذائية، لكن لابد من تناول الفاكهة التي تظهر في مواسمها؛ لأن تناول الفواكه في غير مواسمها يمكن أن يضر بالصحة.

 

 

الأطعمة التي يجب تجنبها عند اتباع نظام غذائي "ماكروبيوتيك"
يجب التوقف عن تناول اللحوم الحمراء، والدواجن، والبيض، ففي نظام "الماكروبيوتك" تُعتبر هذه الأغذية غير صحية، وإن كانت اللحوم وجبة أساسية؛ فيجب التخلص منها بشكل تدريجي، واستبدالها بالسمك، ويجب ألا يصبح السمك طبقاً أساسياً فقطعة صغيرة منه تكون كافية، وتكون الأطباق الأساسية، هي: البقوليات والسلطة الخضراء. كما يجب استبدال السكريات المصنعة بالسكريات المفيدة، مثل الموجودة في الفواكه الطبيعية. واستبدال الألبان ومشتقاتها بمشتقات نباتية، ويمكن الاستغناء عن الكالسيوم في الحليب ومشتقاته بالكالسيوم الموجود في الخضار الورقي، والمكسرات كاللوز والسمسم.
فضلاً عن التوقف عن شرب الكافيين، والتوقف تدريجياً عن شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة واستبدالها بالعصائر الطبيعية.

إقرأ أيضاً: 8 منصات "تواصل اجتماعي" جديدة.. ربما لا تعرفينها