منذ بداية الحمل، يكون الشغل الشاغل للسيدة الحامل الحفاظ على الجنين النامي، وملاحظة العلامات التي قد تدل على صحته، مثل: ارتفاع البطن أو حركة الجنين. تقول الدكتورة مها أبولاوي، اختصاصية طب الأم والتوليد: "لحسن الحظ، يمكن لاختبارات الفحص ما قبل الولادة تحديد وجود أو غياب احتمالية إصابة الطفل ببعض العيوب الولادية، حيث يعتبر الكثير منها اضطرابات موروثة". 

وتشير أبولاوي إلى أربعة اختبارات، يمكن أن تجريها الحامل؛ للتأكد من سلامة جنينها، وتتضمن: 

1. اختبارات الدم: 
يُجرى اختبار محدد من الموجات فوق الصوتية، لقياس حجم المساحة الواضحة في أنسجة الجزء الخلفي من رقبة الطفل (التصوير الطبقي للرقبة الخلفية). وفي حالة متلازمة داون، يكون قياس التصوير الطبقي للرقبة الخلفية كبيرًا بشكل غير طبيعي. 
وعادةً، يتم هذا الاختبار أثناء الثلث الأول أو الثاني من الحمل، ويمكن من خلاله تقديم تشخيص مبدئي، وفي حالة الحصول على نتائج إيجابية، سوف يناقش الطبيب الخيارات المتاحة لديكِ لعمل اختبار تشخيصي قاطع، لتأكيد التشخيص. 

4. الفحص الرباعي: 
أثناء الثلث الثاني من الحمل، سوف يُجري لكِ الطبيب اختبار دم إضافياً، يُسمى الفحص الرباعي، ويقيس هذا الاختبار مستويات أربع مواد في الدم. وتشير النتائج الإيجابية إلى خطورة الحمل بطفل لديه حالات صبغية معينة، مثل متلازمة داون، ويساعد الاختبار أيضاً على اكتشاف عيوب الأنبوب العصبي، وهي التشوهات الخطيرة في الدماغ والحبل الشوكي. 

3. اختبار فحص الحمض النووي الجنيني: 
هو اختبار دم معقد، يفحص الحمض النووي الجنيني في مجرى دم الأم، لتحديد ما إذا كان الطفل عرضة لخطر الإصابة بحالات مرضية معينة، كما يمكن استخدام هذا الاختبار لتحديد جنس الطفل وفئة الدم من حيث العامل الريسوسي (Rh). ويعد هذا النوع من الاختبار أكثر تحديداً بكثير من الفحص التقليدي، في الثلثين الأول والثاني من فترة الحمل، وقد لا يلزم إجراء المزيد من الاختبارات التشخيصية غير الجراحية ما قبل الولادة، إذا كانت النتائج طبيعية. 

4. الاختبار التشخيصي الجراحي: 
وإذا أشار اختبار الحمض النووي إلى وجود مشكلة محتملة، أو إذا كانت سن الأم والتاريخ العائلي والتاريخ الطبي تزيد خطورة إنجاب الأم لطفل يعاني مشكلات وراثية، فربما وجبت مراعاة إجراء اختبار تشخيصي ولادي أكثر تداخلاً. 
والاختبار التشخيصي، هو الطريقة الوحيدة للتأكد من التشخيص، وهناك خطورة بسيطة للتعرض للإجهاض من بعض الاختبارات التشخيصية، مثل: أخذ عينة من الزغابة المشيمية، أو من السائل الأمينوسي (يتم أخذ عينة من السائل الأمينوسي من الرحم). 
وتشدد أبولاوي على أنه على المرأة الحامل أن تنتبه إلى أن النتائج الطبيعية تخفف القلق لديها. لكن مع ذلك، إذا أشار اختبار ما قبل الولادة إلى أن الطفل قد يولد بعيب ولادي، فقد تواجه قراراً موجعاً، وما إذا أرادت أن تُكمل الحمل من عدمه. على الجانب الآخر، قد يكون من المفيد التخطيط لرعاية الطفل مسبقاً. وتضيف: "يكشف بعض اختبارات ما قبل الولادة عن مشكلات يمكن علاجها أثناء الحمل، وفي حالات أخرى يعمل اختبار ما قبل الولادة على تنبيه طبيبكِ إلى وجود حالة صحية تتطلب علاجاً فورياً بعد الولادة". 
وتلفت الطبيبة أبولاوي النظر إلى أن اختبار ما قبل الولادة ليس مثالياً، ويختلف معدل النتائج غير الدقيقة، المعروف باسم النتيجة السلبية الكاذبة أو الموجبة الكاذبة، من اختبار إلى آخر. 
وإذا كنتِ تشعرين بقلق حيال اختبار ما قبل الولادة، فناقشي المخاطر والمنافع مع طبيبكِ، فربما تحتاجين إلى زيارة استشاري علم الوراثة، لإجراء فحص أكثر شمولاً.

إقرأ أيضاً: حافظي على مهارات التفكير والذاكرة بهذه التمارين