يحتاط معظم الناس مع نهاية فصل الصيف، واقتراب موسم الخريف، صحياً، ويبادرون بأخذ جرعة من لقاح الأنفلونزا، خاصة في بداية شهر سبتمبر من كل عام، لتجنب العدوى الفيروسية، التي يمكن أن تنشأ من تقلبات الطقس.
ومعظم هؤلاء الناس، هم من الأطفال الذين يرغب آباؤهم في توفير الحماية لهم، خاصة مع قرب عودتهم للدراسة، وكبار السن المعمرين فوق سن الـ65، خاصة من الذين لديهم أمراض مزمنة، مثل: أمراض القلب والرئة والسكري والسرطان وارتفاع الضغط، لتجنب الإصابة بالإنفلونزا، التي قد تكون لها عواقب سيئة على هؤلاء الأشخاص. 

 

 

ومع انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، والمتحورات الجديدة من هذا الفيروس، طرح الأطباء، بحسب موقع jamanetwork الصحي، فكرة إعطاء لقاح الإنفلونزا مع لقاح "كوفيد-19"، في الوقت نفسه لمنح حماية ضد هذين المرضَين، خاصة للأشخاص الذين قد تسبب الإصابة بهذين المرضَين لهم متاعب صحية صعبة. ولم يكن لدى الأطباء إجابة علمية عن إمكانية وفاعلية المزج بين اللقاحَين، حتى نشرت نتائج دراسة أميركية جديدة، في مجلة الجمعية الطبية الأميركية "JAMA"، في 15 يوليو الماضي.
وشملت الدراسة متابعة هاتفية مع 981.099 شخصاً أخذوا لقاح "كوفيد-19"، في الفترة من 22 سبتمبر 2021 حتى 1 مايو 2022، من خلال تطبيق على الهاتف، يستخدمه مركز متابعة الأمراض في أميركا (CDC)، وأجريت دراسة إحصائية لحدوث الأعراض الجانبية، بعد أخذ لقاح "كوفيد-19" وحده، مقارنة بحدوث هذه الأعراض بعد أخذ جرعة لقاح "كوفيد-19" مع لقاح الأنفلونزا في الوقت نفسه. وأجريت الدراسة الإحصائية على الأشخاص الذين كانت أعمارهم فوق 12 سنة فقط، وتمت المتابعة لفترة أسبوع واحد بعد أخذ اللقاح.
ومن بين 92.023 شخصاً تلقوا لقاح "كوفيد-19" (من نوعَيْ فايزر ومودرنا)، مع لقاح الأنفلونزا في الوقت نفسه، أكد 62% منهم حدوث أعراض جانبية عندهم، خلال أسبوع من تلقي هذَين اللقاحَين معاً. 
وحدثت معظم الأعراض في اليوم الأول بعد أخذ اللقاحين، وكانت معظمها أعراضاً خفيفة إلى متوسطة الشدة (مثل: التعب والصداع وألم العضلات وانزعاج في مكان أخذ الحقنة). 
وتغيب عن العمل لمدة يوم واحد 16.330 شخصاً، خلال أسبوع من أخذ اللقاحين، واحتاج أقل من 1% منهم لتلقي علاج طبي، ونحو 0.02% تلقوا علاجاً في المستشفى بسبب إعياء شديد، أو اضطراب في دقات القلب، أو ألم في الصدر، أو ألم مفاصل، أو ضيق في التنفس.

 

 

ولدى مقارنة الأعراض الجانبية، بين الذين أخذوا اللقاحين معاً في الوقت نفسه، والذين أخذوا لقاح "كوفيد-19" وحده، تبين أنه لا يوجد فرق مهم إحصائياً بين هاتين المجموعتين، سوى في حدوث أعراض جانبية بعد أخذ لقاح مودرنا مع لقاح الأنفلونزا (11%) أكثر قليلاً من حدوثها بعد أخذ لقاح مودرنا وحده، بينما كانت النسبة (8%)، بعد أخذ لقاح فايزر مع لقاح الأنفلونزا، وربما يرجع ذلك إلى أن جرعة مكونات لقاح مودرنا أكبر من الجرعة في لقاح فايزر.
ويعلق الدكتور كمال حماد على نتائج الدراسة، بالقول: "هذه النتائج تنسجم مع نتائج مزج لقاحات أخرى في الماضي، مثل: مزج اللقاحات الثلاثية والرباعية أحياناً عند الأطفال. ولا شك في أن هناك بعض الضعف في هذه الدراسة؛ لأنها اعتمدت على تسجيل الأشخاص حدوث الأعراض الجانبية بأنفسهم بشكل تطوعي، وليس بعد العرض على طبيب أو ممرضة، كما أن قاعدة البيانات المستخدمة كانت عامة، وليست مخصصة لمتابعة حالات معينة. وعلى كل حال هي دراسة مشجعة على تبسيط إجراءات أخذ اللقاحات ضد هذين المرضين، عند الفئات المعرضة لمتاعب صحية صعبة".

إقرأ أيضاً: أطعمة يجب ألا تأكليها أبدًا بعد انتهاء تاريخ الصلاحية