إنجين دوزياتان: رفضت «أرطغرل» 3 مرات

في مسلسل «قيامة أرطغرل»، قدم النجم التركي إنجين ألتان دوزياتان أداءً مذهلاً وأكثر من رائع لشخصية الغازي «أرطغرل»، وهو دور رفضه ثلاث مرات، قبل أن ينجح في اكتساح قلوب ملايين المشاهدين في تركيا والعالم العربي، ويسحرهم بشخصيته التي تعكس القيم والمبادئ والعدل والشجاعة والذكاء والقوة وحتى العشق، فحقق المس

في مسلسل «قيامة أرطغرل»، قدم النجم التركي إنجين ألتان دوزياتان أداءً مذهلاً وأكثر من رائع لشخصية الغازي «أرطغرل»، وهو دور رفضه ثلاث مرات، قبل أن ينجح في اكتساح قلوب ملايين المشاهدين في تركيا والعالم العربي، ويسحرهم بشخصيته التي تعكس القيم والمبادئ والعدل والشجاعة والذكاء والقوة وحتى العشق، فحقق المسلسل معه انتشاراً واسع النطاق، وتمت دبلجته في أكثر من 70 دولة. في لقائنا معه بأبوظبي، كشف لنا النجم التركي عن كواليس المسلسل الشهير، وتحدث عن مشاريعه، والدور الأقرب إلى قلبه، كما تعرفنا إليه كأب وزوج، ومدافع عن البيئة:

· بدايةً.. هل لك أن تحدثنا عن سبب زيارتك إلى أبوظبي؟

ـ في الأساس هي زيارة عمل، فلدينا مشروع تصوير فيلم أكشن في 6 دول مختلفة العام المقبل، والإمارات، وتحديداً أبوظبي من هذه الأمكنة التي سنصور فيها مشاهد من الفيلم، خلال شهرَيْ مايو ويونيو 2023. وهناك، أيضاً، مشروع تعاون بين تلفزيون أبوظبي والتلفزيون التركي لإنتاج مسلسل درامي، وحضرت اجتماعاً في هذا الإطار، وناقشنا كل الخطوات، وقريباً نأمل أن يرى المسلسل النور.

 

 

· بعيداً عن مشاريع العمل.. ما الذي يميز - في رأيك - أبوظبي عن غيرها من العواصم، وما الذي أثار إعجابك بهذه المدينة؟

ـ أبوظبي مدينة رائعة، فيها جزر عدة، وكل جزيرة تتميز بطابع ثقافي خاص. أحببت جداً متحف «اللوفر ـ أبوظبي»؛ فأنا بطبيعتي أحب الفنون، وهو مكان رائع، وللأسف لم يكن لديَّ الوقت الكافي لزيارة كل شيء في أبوطبي. لكن، زياراتي لها ستتكرر، وسأحظى بالتأكيد بفرصة أخرى لزيارة كل معالمها.

فعلناها.. ونجحنا

· ما سبب نجاح المسلسلات التركية عالمياً، وتحديداً مسلسل «قيامة أرطغرل»؟

ـ الإخراج، والقصة الرائعة، هما أساس نجاح أي مسلسل. بالنسبة لمسلسل «قيامة أرطغرل»، فإلى جانب القصة المذهلة، والمشاهد الرائعة التي تضمنها المسلسل والإخراج المذهل، كان لفريق العمل تأثير كبير في هذا النجاح. في الأصل معظم الزملاء بالفريق هم أصدقاء وممثلون ناجحون، والود والاحترام اللذان سادا بيننا، جعلانا نؤدي أدوارنا بشكل أقوى، ما انعكس على نجاح المسلسل. عوامل كثيرة تلعب دوراً رئيسياً، لكن أشدد هنا، أيضاً، على الشغف الكبير الذي يميز العمل، ويجعله يؤثر في المشاهدين، كما فعل مسلسل «قيامة أرطغرل».    

· حصدت نجومية كبيرة بأداء دور «أرطغرل».. أخبرنا كيف تلقيت خبر اختيارك لأداء تلك الشخصية؟

ـ أولاً، لا بد لي أن أخبرك بأنني رفضت هذا العمل 3 مرات، قبل أن أقبل تأدية دور البطولة في المسلسل، والسبب يعود إلى أنني لم أكن أعرف المنتج، إذ لم أسمع به من قبل، وكان هذا أول عمل ينتجه، وشعرت بالقلق حيال عدم قدرته على إنجاح المسلسل أو المضي به قدماً. وعندما علمت بأن مخرج المسلسل هو متين غوناي، الذي أعرفه جيداً، وأثق بقدراته وموهبته في الإخراج، قبلت تأدية الدور. لقد شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الدور؛ لأنه يعود إلى شخصية حقيقية لا يعرفها الأتراك بالشكل الكافي، فكل الروايات والكتب التاريخية تتحدث عن «عثمان»، ولم تأتِ على ذكر والده «أرطغرل» أو تقدم معلومات كافية عنه. ومع بدء تصوير أولى حلقات المسلسل وبثها، بدأ الناس يتعرفون إلى تلك الشخصية التاريخية، وهنا تضاعف شعوري بالمسؤولية، وأحسست بمدى أهمية الدور المسند إليَّ، والرسالة التي يحملها المسلسل، فانكببت أكثر على الغوص في أعماق تلك الشخصية؛ لتكون قريبة من الواقع.. وفعلناها ونجحنا.

عشت مع «أرطغرل»

· ما الخطوات التي اتبعتها؛ للتعمق أكثر في هذه الشخصية؟

ـ لم أجد الكثير من الكتب والوثائق التي تتحدث عن «أرطغرل»، فقد وجدت صفحتين فقط تذكران معلومات عامة عنه، مثل: عدد الخيم التي كان يمتلكها، وعديد جيشه. أما كل القصص الأخرى التي ذكرت في المسلسل، فنحن صغناها وابتكرناها مستندين إلى وقائع. وحاولت، قدر الإمكان، أن أضع نفسي مكان هذه الشخصية، وأشعر بها، مستعيناً بشغفي تجاهها، وهكذا تمكنت من تأدية الدور الذي نال إعجاب الجميع.

· من بين أدوار البطولة الكثيرة التي أديتها، أي دور هو الأقرب إليك؟

ـ الغازي «أرطغرل» أعتبره أهم دور أديته؛ إذ غير الكثير في حياتي، ولا تنسي أنني واصلت تأديته على مدى 5 سنوات، وهذا يعني أنني عشت مع «أرطغرل» بكل التفاصيل، شعرت بقوته وذكائه وشجاعته وعدله، أحببت تلك الشخصية، لقد كان أمراً رائعاً. هناك، أيضاً، دور الرائد «كمال تانشان»، وهو قائد الطائرة «أف 16»، الذي أعتبره قريباً مني. كان ذلك في فيلم الأكشن «نسر أناضولي» الذي عرض عام 2011، ولازلت أذكر الشعور المذهل الذي انتابني لدى صعودي طائرة «أف 16»، والتحليق بها بسرعة جنونية، فكما تعلمين تبلغ سرعة مقاتلات «أف 16» أكثر من ضعف سرعة الصوت. وكان الأمر أشبه بمغامرة ممتعة، فلا يمكنني أن أصف لك شعوري وأنا في الطائرة نؤدي كل تلك المناورات.    

· ما الدور الذي ترغب في تأديته بالمستقبل؟ 

ـ لا يوجد دور محدد، الأمر يعتمد على المشروع الذي يعرض عليَّ. لكن إجمالاً أميل إلى الشخصيات التاريخية لأنها حقيقية، وتستطيعين فهمها والشعور بها وحتى التماهي معها أحياناً. لكن هذا لا يعني أنني لا أستطيع تأدية أدوار شخصيات خيالية، أو أسطورية. المهم بالنسبة لي أن أشعر - عند قراءة السيناريو - بالشخصية حتى أقبل تأديتها. 

 

 

من أجل المعجبين

* ما مدى أهمية «السوشيال ميديا» بالنسبة لك، وهل يجب على الممثل أن يكون حاضراً على منصاتها؟ 

ـ أنا لست من عشاق «السوشيال ميديا»، وفي الأصل ليس لديَّ الكثير من الوقت لأمضيه على منصاتها. لكن أعتقد أن على الممثل أن يكون مسؤولاً تجاه معجبيه، وهؤلاء يرغبون في رؤيته، والتعرف إليه أكثر. لذا، من المهم أن يكون الممثل حاضراً على «السوشيال ميديا»، من أجلهم. وكثيراً ما نشعر نحن كممثلين بمدى حب المعجبين لنا، من خلال تفاعلهم مع المنشورات التي ننشرها على حساباتنا؛ ما يزيدنا ثقة، ويمنحنا شحنة من الاندفاع؛ لتقديم المزيد من الأعمال. 

· هل تتذكر موقفاً طريفاً حدث مع معجبيك؟ 

ـ هنا تتدخل زوجته، لتذكره بحادثة تأخره على الطائرة بسبب المعجبين، فيضحك ويقول: أنا من الأشخاص الذين لا يرفضون التقاط الصور مع معجبيهم، وفي إحدى المرات كنت متجهاً إلى المطار ولديَّ رحلة عمل مهمة، وصادف أن اجتمع حولي معجبون كثر أرادوا التقاط صور معي، وبالطبع لم أرفض، لكن لم أنتبه إلى أن موعد الرحلة قد فات، ولم أستطع اللحاق بالطائرة. 

· كيف تصف نفسك كأب وزوج؟

ـ مرة أخرى تتدخل زوجته، التي ترافقه في رحلة عمله هذه مع طفليهما، لتجيب عنه قائلة: نحن كعائلة نهتم كثيراً بطفلينا، وأنجين يحرص دائماً على الوجود مع طفليه بشكل دائم، فعندما تكون لدية استراحة من عمله ولو لساعة، يأتي إلى المنزل ليرى طفليه، ويلعب معهما، ويكون بجانبهما.

حفاظاً على البيئة

· هل أنت من المعجبين بالابتكارات التكنولوجية، ومنها رموز الـ«NFT» غير القابلة للاستبدال؟

ـ جداً معجب بها؛ لأنها تكنولوجيا حديثة، وهي المستقبل في التعاملات المالية. لهذا، أسست شركة «Wide Angle»، التي تعتمد على رموز «NFT»، وهي شركة إنتاج أفلام، إذ يمكن لأيٍّ كان أن يرسل لنا فكرة فيلمه والسيناريو الخاص به، ونحن من خلال لجنة خاصة لدينا، نعرض السيناريو على المجتمع التكنولوجي المعني برموز «NFT»، فمن يرغب في تمويل الفيلم يمكنه شراء الرموز غير القابلة للاستبدال، ويمكن تشبيهها بعملية شراء أسهم في الفيلم. وبعد الحصول على التمويل، يصور الفيلم وينشر، ويمكن أن يباع لمنصات عرض عدة، والأرباح التي يحققها الفيلم توزع على أصحاب الـ«NFT». 

· معروف أنك مدافع عن كوكب الأرض، وتكافح من أجل الحد من استخدام البلاستيك، ما رأيك في الخطوة التي اعتمدتها مدينة أبوظبي بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية؟

ـ تسعدني معرفة ذلك، وأتمنى أن تحذو حذوها مدن وبلدان كثيرة، وهذه خطوة تضاف إلى إنجازات الإمارات، التي تسعى إلى تطبيق سياسات للحفاظ على البيئة. تعلمين أنني عام 2018، بدأت تصوير فيلم وثائقي عن مشكلة انتشار القمامة البلاستيكية، وانتهيت من تصويره قبل شهرين. فعلى مدى قرابة الـ3 سنوات، زرنا 5 بلدان في الشرق الأوسط وآسيا، ثم توجهنا إلى طوكيو، ومنها إلى بلدة صغيرة تدعى «كاميكاتسو»، تتميز بأنها خالية تماماً من القمامة، فهل تصدقين أنهم يقومون بفرز القمامة إلى 42 فئة؟.. بعدها توجهنا إلى لندن لزيارة مختبر خاص بمنظمة «غرين بيس»، حيث يجرون أبحاثاً على المياه، ويدرسون عينات مأخوذة من المحيطات والأنهار من كل أنحاء العالم، والمفاجأة أن تلك الدراسات خلصت إلى أنه إذا لم نتخذ إجراءات جذرية للحد من استخدام البلاستيك الآن، فإن عام 2030 سيكون سيئاً جداً، وهذا يعني أننا في المستقبل لن نتمكن من تناول الأسماك، لأنها ستنفق نتيجة غرق البحار والأنهار بمستنقعات البلاستيك.