خولة بن خدية: الكتاب يخلد ازدهار الإمارات في 5 عقود.. 50 U الماضي والمستقبل

لطالما كانت الأسرة نواة للمجتمع، لكن أن تكون، أيضاً، خلية ثقافية فاعلة؛ فهذا ما تميزت به عائلة ياسر محمد بن خدية؛ إذ أبدع - وفي جهد استثنائي بالتعاون مع ابنتَيْه: خولة وروضة - كتاباً فريداً، يوثق لاحتفالية الخمسين، ويروي قصة الإمارات السبع، من خلال خمسين مشهداً، تحكي قصص الشخصيات، والنباتات، والأمكن

لطالما كانت الأسرة نواة للمجتمع، لكن أن تكون، أيضاً، خلية ثقافية فاعلة؛ فهذا ما تميزت به عائلة ياسر محمد بن خدية؛ إذ أبدع - وفي جهد استثنائي بالتعاون مع ابنتَيْه: خولة وروضة - كتاباً فريداً، يوثق لاحتفالية الخمسين، ويروي قصة الإمارات السبع، من خلال خمسين مشهداً، تحكي قصص الشخصيات، والنباتات، والأمكنة، التي زخرت بها الذاكرة.. في هذا الحوار مع خولة بن خدية، تحدثت إلى «زهرة الخليج»، عن الكتاب، وعن تجربتهم في إثراء الوعي التوثيقي، وإذكاء شعلة التنوير المعرفي.

 

 

• كيف جاءتكم فكرة الكتاب؟

- جاءت الفكرة عن كيفية الاحتفال بالذكرى الخمسين لدولة الإمارات من خلال كتاب، أثناء مناقشة عائلية، مع والدي (ياسر بن خدية)، وأختي روضة، وهي مصممة غرافيك تدرس في جامعة زايد. وهي التي اقترحت على والدي فكرة الذهاب إلى أمستردام؛ لمقابلة المصممة الفوتوغرافية منتجة الكتب، الهولندية إيرما بوم، التي تلقب أيضاً بـ«بملكة الكتب»، والتنسيق معها من أجل تصميم الكتاب، وبالفعل، تم ذلك عام 2020. أراد والدي إنشاء شيء لتكريم ذكرى الخمسين، لكنه أراد أن يفعل ذلك من خلال الاحتفال بالناس؛ فقلنا: لماذا لا نركز على الناس، ونمنحهم فرصة لإضافة زاوية إنسانية خاصة بهم إلى قصة الإمارات العربية المتحدة؟ 

رسالة أساسية

• ما الرسالة الأساسية، التي تريدون إيصالها إلى القارئ من خلال الكتاب؟

- أردنا تسليط الضوء على الرحلة البشرية، التي امتدت لخمسين عاماً كدولة. والتركيز على الأشخاص الذين كانوا جزءاً من مسار الإمارات العربية المتحدة، والأماكن والنباتات التي نمت على أرضنا، وأردنا التقاط ذلك في كتاب يُروى من خلال قصص الأفراد. فلا يمكن للعديد من الأماكن حول العالم أن تقول، مؤخراً، إنها اجتمعت معاً لمشاركة مشروع. وكانت هذه تجربة على مدار الخمسين عاماً الماضية مع أشخاص لطفاء؛ لإيجاد ذكريات مذهلة في أماكن رائعة، ويقدم كتاب «50U» هذا من خلال التحدث إلى أشخاص وأماكن مختلفة. لكننا مازلنا نتطلع إلى الخمسين عاماً القادمة؛ لذا يكرم الكتاب ماضينا، ويوثق حاضرنا، ويصور فرص شبابنا في المستقبل. إنه مطبوعة توضح مبادئ التسامح في دولة الإمارات، وتُظهر المجتمع الغني والمتنوع في بلدنا. نأمل أن يستمتع الجميع في كل مكان بقراءته؛ فمشاعري تفيض عاطفةً؛ عندما أقرأ بعض القصص الرائعة فيه.

• إلى أي مدى نجحتم - من خلال الكتاب - في دمج التراث الإماراتي مع صناعة ثقافية معاصرة؟

- بينما يحتوي مضمون الكتاب على التراث والتقاليد الإماراتية، مع صور وقصص تاريخية عن ماضينا، هناك أيضاً عدد من القصص التي تبرز الثقافة المعاصرة، سواء كانت الموضة، أو الفن، أو التكنولوجيا، إضافة إلى مقال مصور  بقلم تشارلي كولهاس، يضع عدسة جديدة على ثقافة الشارع في دبي، كما أن تصميم الكتاب معاصر للغاية؛ حيث صممت إيرما بوم الغلاف برقائق فضية كالمرآة، تسمح للقارئ بأن يرى انعكاس صورته، كأن الكتاب يحاوره، وكأنه جزء من رحلة الدولة، وكذلك لا يمثل الحرف الإنجليزي (U)، في اسم الكتاب، فقط رمزاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما يشير كذلك إلى تمثيل كلمة «أنتم» شعب الأمة. ومن المهم أن نقول إن العديد من الصور لم يتم نشرها من قبل، ففيه صور أرشيفية (مثل صورة المغفور له الشيخ زايد التي يتم عرضها لأول مرة، أو صورة الشيخ حمدان، رحمه الله على الصفحة الأولى، مصدرها جامعة ييل)، ومع أننا في العصر الرقمي اليوم، لكن لايزال من المهم إنتاج كتب مادية. فقد تم سرد ماضينا في الإمارات من خلال التاريخ الشفوي، والآن حان دورنا لجمع القصص، وضمها في طباعة جميلة.

 

 

مستقبل في كتاب

• كيف ترون مستقبل الإمارات، من خلال الكتاب؟

- أردنا إظهار ماضي الإمارات وحاضرها، ولتصوير مستقبلها؛ قررنا التركيز على الجيل القادم؛ فتوصلنا إلى فكرة إجراء مقابلة مع أختي الصغرى «لمياء»، وأجريت المقابلة كاملة عبر «الواتساب»، وبهذه الطريقة تمت طباعتها في الكتاب كسلسلة رسائل وصور من حياة طفلة عمرها (9) سنوات، تمثل المرأة الإماراتية المستقبلية.

• لديك بصمات مميزة وأعمال مختلفة.. كيف أثر الدعم العائلي في مسيرتك الإبداعية، وبأي طريقة؟

- أثرت عائلتي كثيراً في شخصيتي ومساري، وقد كنت محظوظة؛ لأنني نشأت مع والدين يشجعاننا على اتباع طريقنا الخاص، فلقد تأثر طريقي الإبداعي بشكل إيجابي من قِبَل والدتي وأبي الشغوفين بمشاريعهما الخاصة الناجحة. فوالدتي (فاطمة الفهيم) رائدة في تصميم الأزياء، ولديها نهج شجاع في أسلوبها الإبداعي الذي يعجبني. كما أن والدي (ياسر بن خدية) يتابع أهدافه دائماً، ولديه مثل هذه الطاقة والدافع. في الوقت نفسه، هما منفتحان على الأفكار وداعمان لي، ولأختي روضة.

 

 

• ما مشروعك الحلم؟

- العمل مع إيرما بوم، والعمل جنباً إلى جنب مع عائلتي، ومع فرق التحرير والنشر في الإمارات وهولندا، فقد كانت رحلة رائعة. وهذا الكتاب (50U) يأخذ مشروع أحلامي إلى المستوى التالي، ونحن لن نتوقف هنا؛ فلدينا الكثير من الآمال والخطط بشأنه، فالآن تم إطلاق الكتاب. ونريد، أيضاً، أن نراه مصدراً في المتاحف والمؤسسات التعليمية، ومنصة للتبادل الثقافي؛ للمساعدة في تقديم منظور حول دولة الإمارات.. وهذا ليس سوى البداية.