اختارت‭ ‬ دار‭ ‬شانيل‭ ‬الفرنسية‭ ‬العريقة‭ ‬مدينة‭ ‬فلورنسا‭ ‬الإيطالية؛‭ ‬لإعادة‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬Métiers‭ ‬d‭'‬art‮»‬‭ ‬لعامَيْ‭: ‬2021‭ ‬و2022‭. ‬واستقطب‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬والمشاهير،‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬فلورنسا‭ ‬الإيطالية؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬دار‭ ‬شانيل؛‭ ‬ومنهم‭ ‬بالطبع‭ ‬صديقة‭ ‬الدار‭ ‬المخرجة‭ ‬الأميركية‭ ‬الشهيرة‭ ‬صوفيا‭ ‬كوبولا،‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬زهرة‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬العرض،‭ ‬ومجموعة‭ ‬‮«‬ميتييه‭ ‬دار‮»‬،‭ ‬وعن‭ ‬تدربها‭ ‬مع‭ ‬كارل‭ ‬لاغرفيلد،‭ ‬ومقتطفات‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬نجاحها‭ ‬كصانعة‭ ‬أفلام‭ ‬نالت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭.‬

عقب‭ ‬انتهاء‭ ‬العرض،‭ ‬أعربت‭ ‬صوفيا‭ ‬كوبولا‭ ‬عن‭ ‬إعجابها‭ ‬بالإطلالات،‭ ‬فقالت‭:‬‭ ‬اأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الجميل‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬حاضرة،‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬الملابس‭. ‬ويمكنك‭ ‬حقاً‭ ‬رؤية‭ ‬تفاصيل‭ ‬‭(‬Métiers‭ ‬d‭'‬art‭)‬‭ ‬أو‭ ‬ترين‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التفصيلية‭. ‬وبعد‭ ‬زيارة‭ ‬الأتيليه،‭ ‬عندما‭ ‬رأيت‭ ‬كل‭ ‬الريش‭ ‬وأعمال‭ ‬التطريز،‭ ‬أقدر‭ ‬كيف‭ ‬صنعت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أمهر‭ ‬الخياطين‭ ‬والمطرزينب‭.‬

 

 

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬وموسيقى‭ ‬الروك‭ ‬والفنون‭ ‬والتصوير،‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬صوفيا‭ ‬مولعة‭ ‬بالأزياء،‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬عندما‭ ‬تدربت‭ ‬في‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المصمم‭ ‬الأسطوري‭ ‬الراحل‭ ‬كارل‭ ‬لاغرفيلد،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مصمم‭ ‬أزياء‭ ‬دار‭ ‬شانيل،‭ ‬ولاحقاً‭ ‬أسست‭ ‬علامة‭ ‬أزياء‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭. ‬عن‭ ‬ذكرياتها‭ ‬وتأثير‭ ‬فترة‭ ‬تدربها‭ ‬مع‭ ‬لاغرفيلد‭ ‬في‭ ‬شخصيتها‭ ‬الإبداعية،‭ ‬تقول‭ ‬كوبولا‭:‬‭ ‬اعندما‭ ‬كنت‭ ‬مراهقة،‭ ‬التقيت‭ ‬معه‭ ‬ورأيته،‭ ‬وهي‭ ‬ذكرى‭ ‬عظيمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬فيَّ‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬كارل‭ ‬يقوم‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وكونه‭ ‬مبدعاً‭ ‬للغاية‭ ‬ويستمد‭ ‬الإلهام‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتقاط‭ ‬الصور،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬المجموعة،‭ ‬جعلتني‭ ‬أشعر‭ ‬حقاً‭ ‬بأنني‭ ‬أستطيع‭ ‬فعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المختلفة‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المثير‭ ‬حقاً‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬هناكب‭.‬

‭ ‬فنانة‭ ‬بصرية

ولدت‭ ‬صوفيا‭ ‬كوبولا‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬وترعرعت‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬هوليوود،‭ ‬ودرست‭ ‬الفن،‭ ‬ثم‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وهي‭ ‬ابنة‭ ‬المخرج‭ ‬السينمائي‭ ‬المعروف‭ ‬فرانسيس‭ ‬فورد‭ ‬كوبولا،‭ ‬ومخرجة‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬والكاتبة‭ ‬إليانور‭ ‬جيسي‭ ‬كوبولا؟‭!‬‭. ‬وعن‭ ‬سبب‭ ‬اتجاهها‭ ‬نحو‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام،‭ ‬وحول‭ ‬تأثرها‭ ‬بوالديها،‭ ‬تقول‭ ‬صوفيا‭:‬‭ ‬اأدركت‭ ‬أنني‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬فنانة‭ ‬بصرية،‭ ‬حاولت‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬قمت‭ ‬بصناعة‭ ‬فيلم‭ ‬قصير،‭ ‬وأدركت‭ ‬أنه‭ ‬شيء‭ ‬كنت‭ ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬أفعله،‭ ‬وربطته‭ ‬بطريقة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسي؛‭ ‬لذلك‭ ‬ركزت‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬ذلكب‭. ‬

 

 

لطالما‭ ‬تلقت‭ ‬صوفيا‭ ‬الدعم‭ ‬والمشورة‭ ‬من‭ ‬والديها‭ ‬الخبيرين‭ ‬بصناعة‭ ‬السينما،‭ ‬لاسيما‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتشير‭ ‬‭-‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬‭-‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬والديها‭ ‬شجعاها‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬شخصي،‭ ‬وما‭ ‬تحبه،‭ ‬وصناعة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الرائعة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬‭(‬ماري‭ ‬أنطوانيت‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬فكرت‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬فيلماً‭ ‬ما‭ ‬سيحقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬ساحقاً‭ ‬قبل‭ ‬إطلاقه،‭ ‬تجيب‭ ‬صوفيا‭:‬‭ ‬الا،‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يكون‭ ‬دائماً‭ ‬مفاجئاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي؛‭ ‬لأنني‭ ‬عندما‭ ‬أصنع‭ ‬الأشياء،‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬سيكون‭ ‬مهتماً‭. ‬لكن‭ ‬لسبب‭ ‬ما،‭ ‬أنا‭ ‬مهتمة‭ ‬بهذا،‭ ‬ومن‭ ‬المطمئن‭ ‬والمريح‭ ‬حقاً‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تتواصل‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬ثقافات‭ ‬مختلفة‭ ‬لا‭ ‬تعرفهم‭ ‬حول‭ ‬الروابط‭ ‬المشتركةب‭.‬

‭ ‬تفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬

تحب‭ ‬صوفيا‭ ‬أن‭ ‬تحضر‭ ‬العروض‭ ‬الأولى‭ ‬لأفلامها؛‭ ‬وتقول‭ ‬بأنه‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تشعر‭ ‬بالجمهور‭ ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬بالحيوية،‭ ‬وعندما‭ ‬يكون‭ ‬الناس‭ ‬مهتمين‭ ‬به‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مُرضٍ‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تصعب‭ ‬عليها‭ ‬مشاهدته؛‭ ‬لأنها‭ ‬تفكر‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬جمهور‭ ‬لها‭. ‬وتضيف‭:‬‭ ‬الكن‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬من‭ ‬الممتع‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بمشاهدته‭ ‬مع‭ ‬أطفالي،‭ ‬ويشبه‭ ‬الأمر‭ ‬إعادة‭ ‬ذكرى‭ ‬صنعهب‭. ‬

 

 

وعن‭ ‬مدى‭ ‬صعوبة‭ ‬كونها‭ ‬امرأة،‭ ‬واستطاعت‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬المبهر،‭ ‬تقول‭ ‬صوفيا‭:‬‭ ‬اعندما‭ ‬بدأت،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬الكثيرات‭ ‬من‭ ‬المخرجات،‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬المخرجات،‭ ‬لكنني‭ ‬أتذكر‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الأكبر‭ ‬سناً‭ ‬مني،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أخذي‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬لكنني‭ ‬ظللت‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أصنعه،‭ ‬ووجدت‭ ‬أشخاصاً‭ ‬يؤمنون‭ ‬بي،‭ ‬ويساعدوننيب‭. ‬

شخصية‭ ‬صوفيا‭ ‬المخرجة‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬التصوير،‭ ‬لهذا‭ ‬تجد‭ ‬أنها‭ ‬لاتزال‭ ‬بإمكانها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬طبيعتها‭. ‬وطالما‭ ‬أنها‭ ‬تدرك‭ ‬حقاً‭ ‬ما‭ ‬تريده،‭ ‬فهناك‭ ‬أشخاص‭ ‬يتحلون‭ ‬بالشفافية‭ ‬ويحترمون‭ ‬ذلك‭ ‬وهذا‭ ‬يساعدها‭.‬