يختلف تفسير الناس للسعادة باختلاف ظروفهم. لكن الجزء الكبير في تحديد السعادة يتمثل في الشخصية، والأهم من ذلك، الأفكار والسلوكيات، التي يمكن أن تتغير.

فلا يمكن أن يبقى الشخص جالساً بانتظار أن تمر به السعادة، فهي لا تظهر بالسحر أو صدفة.

وبحسب موقع thehealthy، فإن الشخص بإمكانه تعلم كيف يصبح سعيداً، أو على الأقل أكثر سعادة. على الرغم من ترسخ أفكار لديك، مثل العديد من الأشخاص، بأن السعادة تأتي من كونك غنياً، أو جميلاً، أو تعيش حياة خالية من الضغوط، فإن الواقع يوضح أن الأشخاص الأثرياء، أو من يتمتعون بالوسامة، أو من لا يعانون ضغوط الحياة، ليسوا هم الأكثر سعادة من الذين لا يتمتعون بتلك الأشياء.

  •  

ويبدو أن الأشخاص السعداء يعرفون بديهياً أن سعادتهم هي مجموع قراراتهم الحياتية، وأن حياتهم مبنية على الركائز التالية: تخصيص بعض الوقت للعائلة والأصدقاء، وتقدير ما لديهم، والحفاظ على مظهر متفائل، والشعور بالهدف من الحياة، والاستمتاع باللحظات الراهنة.

وإذا كنت تبحث عن السعادة، فمن المفرح أن تعلم أن اختياراتك وأفكارك وتصرفاتك قد تؤثر في مستوى سعادتك، الأمر ليس بسهولة الضغط على مفتاح، لكن يمكنك زيادة مستوى سعادتك، وهنالك خطوات يمكن في حال اتباعها أن تشعر بأنك أكثر سعادة، وهي:

  1    . استثمر في العلاقات:

  أحط نفسك بالأشخاص السعداء، الذين يحسنون حالتك المزاجية، وبإسعاد نفسك، فإنك تعطي لمن حولك أمراً ما بالمقابل. وتساعدك العائلة والأصدقاء على الاحتفال بنجاحات الحياة، إذ يدعمونك في الأوقات العصيبة، وعلى الرغم من أنه من السهل اعتبار الأصدقاء والأسرة أمراً مفروغاً منه، فإن هذه العلاقات تحتاج إلى تقوية أواصرها.

  أسس حسابك العاطفي معهم بالكلمات والتصرفات الطيبة، وكن حذراً وكريماً عند انتقادك، ودعهم يعرفون أنك تقدر ما يفعلونه من أجلك، أو حتى مجرد أنك سعيد كونهم جزءاً من حياتك.

  2      . عبر عن الامتنان:

  الامتنان هو شيء أكثر من الشكر، بل هو إحساس من التعجب والتقدير، وشكر الحياة بالفعل. ومن السهل المضي بالحياة دون معرفة ثروتك الحقيقية، وغالباً يتطلب الأمر حدوث مرض خطير أو حادث مأساوي، كي يدرك الأشخاص ويقدروا الأشياء الجيدة في حياتهم. لا تنتظر حتى يحدث لك شيء مماثل.

  التزم بالتعبير عن الامتنان، حدد شيئاً واحداً على الأقل يثري حياتك يومياً، وعندما تجد نفسك تفكر في أفكار غير ممتنة، حاول استبدالها بأفكار مليئة بالامتنان. على سبيل المثال، استبدل فكرة أختي نسيت عيد ميلادي، بفكرة دائماً كانت أختي بجانبي في الأوقات العصيبة.

  اجعل الامتنان آخر فكرة بذهنك قبل الخلود إلى النوم. أيضاً اجعله أول الأفكار، التي تأتي إلى ذهنك عندما تستيقظ في الصباح.

  3    .  ازرع التفاؤل:

  طور عادة رؤية الجانب الإيجابي للأشياء، وعليك ألا تصبح مفرطاً في التفاؤل (ففي النهاية، هناك أشياء سيئة تحدث)، ومن السخيف محاولة إظهار العكس، لكن ينبغي ألا يطغى الجانب السلبي على مظهرك العام بالحياة. وتذكر دائمًا أن حسناتك تفوق في الأغلب أخطاءك.

إقرأ أيضاً:  "بيت الحكمة" يطلق مخيماً صيفياً للشباب
 

  إذا لم تكن شخصاً متفائلاً بطبيعتك، فقد يستغرق الأمر وقتاً حتى تغير تفكيرك التشاؤمي. ابدأ بالتعرف على الأفكار السلبية عندما تأتيك، ثم استرح واطرح على نفسك الأسئلة الرئيسية التالية: هل الموقف فعلاً بالقدر السيئ الذي أتخيله؟ وهل هناك طريقة أخرى للنظر إلى الموقف؟ وماذا يمكنني تعلمه من هذه التجربة لأستخدمه مستقبلاً؟

  4    .  حدد أهدافك:

  الأشخاص، الذين يجتهدون لتحقيق هدف أو إنجاز مهمة، (سواء كان ذلك عبارة عن زراعة حديقة، أو رعاية الأطفال، أو إيجاد الروحانية)، يكونون أكثر سعادة من أولئك الذين يفتقدون الطموح.

  عندما يكون هناك هدف، يضفي ذلك إحساساً بوجود مغزى ويعزز تقدير الذات ويربط الأشخاص معاً (ماهية الهدف ليست بقدر أهمية شعورك بوجود مغزى خلال العمل على تحقيقه).

  حاول مواءمة أنشطتك اليومية مع معنى وهدف حياتك طويل الأمد، حيث تقترح دراسات الأبحاث أن العلاقات توفر أفضل معاني وأهداف الحياة. لذا، كوّن علاقات ذات معنى.

  هل أنت منخرط في شيء تحبه؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فاطرح على نفسك الأسئلة التالية لتكتشف كيفية إيجاد هدفك: ماذا يثير حماسك وطاقتك؟ وما إنجازاتك التي تفخر بها؟ وكيف تريد أن يتذكرك الآخرون؟

  5    .  استمتع باللحظات الراهنة:

  لا تؤجل الاستمتاع ليوم تقل فيه مشاكل الحياة أو تخف فيه الضغوط، فقد لا يأتي هذا اليوم. وبدلاً من ذلك، ابحث عن فرص لتنعم بأسباب السعادة الصغيرة كل يوم، وركز على إيجابيات الوقت الحالي، بدلاً من الندم على الماضي، أو القلق من المستقبل.