عشقه لمجال الفن والموسيقى دفعه إلى احترافه، ورغم أنه جرب الغناء ولم يفلح فيه، فإنه استطاع أن يوصل إحساسه من خلال التلحين والتوزيع الموسيقي، وحتى الإنتاج الفني، فهو يتعامل مع العمل الفني كأنه ينحت أيقونة، أو يصنع وصفة سحرية.. إنه الفنان السعودي الموهوب نبيل العديلي، الذي قدم عشرات الأغنيات باللغة الإنجليزية، ومن ألوان فنية مختلفة، مثل: الراب، والهيب هوب، والـ«R&B»، بالتعاون مع أصوات عربية تجيد الغناء باللغة العالمية، وأصوات عالمية تهوى تجربة اللون الشرقي في الموسيقى الغربية.

يقدم نبيل العديلي نفسه كعاشق للفن، قبل أن يكون هاوياً أو محترفاً، كما يقول، ويعترف بأنه ينفق على إنتاج هذه الأعمال دون أي ضمانات لاسترداد هذه الأموال، فهمُّه الأول أن يقدم فكره الموسيقي، ويحقق ذاته، ويثبت أن الفنان العربي قادر على الانخراط في الموسيقى العالمية، ومن هنا بدأنا حوارنا معه، فسألناه:

• ما سبب اختيارك اللون الغربي، رغم أنك سعودي الجنسية، وعربي الأصل؟ 

ـ دائماً كان لي مؤثرون عرب، مثل: أم كلثوم، وعبدالحليم، وفريد الأطرش، وفيروز. لكن اللون الذي أحببته أكثر واخترته وترعرعت عليه، هو لون الغناء الغربي، وأحب موسيقى الهيب هوب منذ صغري؛ لذلك شعرت بأنه أنسب مجال لي للعمل.

• ما التحديات الإنتاجية التي تواجهك، وهل إنتاج الأغاني الأجنبية أقل خطورة من العربية؟

- إلى الآن، لا توجد في المنطقة العربية بيئة لصناعة الموسيقى الغربية، رغم وجود كثير من المنتجين والملحنين والمغنين، لكن ليس هناك دعم مادي لتقديمهم بالشكل الصحيح؛ لأن السوق لايزال يفضل الأغاني العربية، وأكبر تحدٍّ هو أن تثبت نفسك كمنتج وكمغنٍّ في السوق، سواء في الخليج أو مصر أو حتى في فلسطين ولبنان وسوريا؛ لأن في هذه المناطق أغلب الموسيقى التي تستمع لها فئة الشباب والكبار والصغار هي الراب والـ«R&B»، لكن باللغة العربية مثلما يفعل «سناتك»، وغيره من المطربين الرائعين، لكن عملهم هو من لون الهيب هوب والراب، وهما أكثر لونين نجاحاً اليوم حتى باللغة العربية.

الراب العربي

• برأيك.. هل سيكون المستقبل للأغنية العربية أم الأجنبية، بين الطلاب والشباب العربي؟

- اليوم، في ظل توفر وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها وكثرة المواقع الفنية والموسيقية، تمت تغطية هذه الفجوة التي كانت سابقاً بين العالم الغربي والعالم العربي، وأصبح الوصول والتواصل بينهما أكثر سهولة، وأصبح الناس يفضلون العالمية كما الغرب، لكن ما نعمل عليه كمنتجين ومغنين وراقصين، هو أن نخرج الصوت العربي، والصوت السعودي، وهو ما يحاولون عمله بالإنجليزية. هناك جولة مخصصة للعرب، مثلما خرج «يو كي جيل»، و«أتلانتا يا». نحن نحاول تصدير صوت عربي مختلف عنهم جميعاً، ورغم أن أغلب الأطفال والشباب اليوم يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر بكثير من اللغة العربية، فمازلنا نشهد حباً للغة العربية، وحباً لوضع العربي بالراب الخاص بأغانينا.

• هل يعني ذلك أنك ستتجه إلى الأغنية العربية.. توزيعاً وتلحيناً وإنتاجاً؟

- بالتأكيد، وأنا بدأت العمل على بعض الأمور، وحاولت في البداية التركيز على الإنجليزية؛ لأن هذا ما اعتدته، وأحب عمله. والآن، أحاول أن أخلط بين اللغتين، وأضع جزءاً من الكورس بالعربية، وآخر بالإنجليزية، وهذا كان موجوداً في تجارب سابقة، مثل: برنامج «كوك استديو آريبيا»، إذ كانوا يفعلون الشيء ذاته، مثلاً يقدمون مغنياً أجنبياً مع الفنانة نجوى كرم، وكان الجمهور يحب هذا الخليط، وهذا ما أحاول فعله على مستوى الأغنية.

• لو عدنا إلى البدايات.. مع من تعاونت إلى الآن من الفنانين، الذين قدمت لهم أغاني؟

- عملت مع المنتج السعودي والفنان الرائع سعود التركي، ومن البحرين تعاونت مع «ويستا»، وفي سوق الموسيقى السعودية عملت مع كثيرين من المبدعين لن أذكرهم لأنهم كثر، لكنني سعيد فعلاً بكل هذه التجارب وفخور بها.

مزج الشرقي بالغربي

• إلى من تتطلع للعمل معه في المستقبل؟

- هذا الأمر قد يكون بعيداً جداً، لكن أحلم بالعمل مع الفنان الكبير عمرو دياب، فهو في قمة تألقه، وفي مرحلة ذهبية، وأتمنى فعلاً أن أعمل معه بالسنوات المقبلة، وأن يقدم بصوته شيئاً من ألحاني وتوزيعي الموسيقي.

• هل اخترته بسبب اختياراته الموسيقية العالمية واهتمامه بالتوزيع الغربي؟

- أعتقد أن جزءاً كبيراً من شهرة الفنان عمرو دياب، إلى جانب صوته وحضوره، هو ذكاؤه الفني، وقدرته على التحديث في أعماله وموسيقاه، والبقاء معاصراً لما يطرح من جديد الموسيقى في السوق، فهو دائماً يقدم خلطات رائعة، ويمزج اللون الشرقي بالغربي بأسلوب مميز، وهو أيقونة بالموسيقى العربية.

• شهدت السعودية تغيرات مهمة وانفتاحاً فنياً وحفلات.. هل هذا الأمر شجعك أكثر على تقديم المزيد من الأعمال، وما خطتك للجمهور السعودي؟

- طبعاً، التغيرات والانفتاح في السنوات الأخيرة أمر خيالي، فوزارة الثقافة أصبحت تدعم الانفتاح ليس فقط من الخارج إلى الداخل، لكن أصبحت تدعم فنانين سعوديين للسفر إلى الخارج، وتساندهم ليحققوا النجاح. الجماهير في السعودية صاروا أكثر تقبلاً للموسيقى والفن، وازداد الآن الدعم الحقيقي للشباب، وأصبحوا من أهم الشرائح في المجتمع، وأتمنى أن أقدم لهم ما يستحقونه من خلال أعمالي المتنوعة.

حلم عالمي

• عالمياً.. هل هناك حلم معين بالعمل مع أحد مشاهير العالم؟

- طبعاً، أنا أحب «جي بي»، فهو من أفضل الفنانين بالنسبة لي، وهذا الهدف الذهبي لي، فلو عملت معه سأكون قد حققت كل شيء، بداية من العالمية، وصولاً إلى إرضاء الذات (يضحك).

إقرأ أيضاً:  بعد فترة من الاختفاء.. حسام حبيب يعود إلى الضوء فما القصة؟
 

• بعيداً عن الموسيقى.. ماذا تعمل بحياتك؟ أم أنك متفرغ فقط للموسيقى؟

- مازلت على مقاعد الدراسة الجامعية، وأحاول أن أنهي دراستي في الهندسة الإلكترونية، وهذا حلمي منذ الصغر، إذ إنني أحب الرياضيات والتكنولوجيا.

• إلى من تستمع من الفنانين العرب؟

- لا أستمع إلى الموسيقى العربية الجديدة، بل أحب فيروز وهي بالنسبة لي أيقونة عالمية، وداليدا التي أحب أغانيها كثيراً، بالإضافة إلى أم كلثوم، وفريد الأطرش، وجميع الفنانين القدامى الذين لم توقفهم اللغة، وجعلوا العالم يستمع لهم ويفهمهم.

• هل تفكر في الغناء؟

- بصراحة، جربت لكن لم أكن ناجحاً، وأحاول الابتعاد عنه تماماً.