حمدة المهيري: البيئة الشعرية في الإمارات تفيض بالمواهب

بحسٍّ راقٍ، وخيال خصب، وحضور بهيٍّ تتمتع به، تكتب الفنانة التشكيلية والشاعرة، حمدة المهيري، قصائدها بالفصحى والشعر النبطي، وتلقى انتشاراً واسعاً في الإمارات ودول الخليج العربي.

بحسٍّ راقٍ، وخيال خصب، وحضور بهيٍّ تتمتع به، تكتب الفنانة التشكيلية والشاعرة، حمدة المهيري، قصائدها بالفصحى والشعر النبطي، وتلقى انتشاراً واسعاً في الإمارات ودول الخليج العربي.

تألقت في الموسم التاسع لمسابقة «شاعر المليون»، وحققت تجلياً واضحاً، أشاد به النقاد، وصوَّت له الجمهور، واحتفت به وسائل الإعلام. في عالم الفن، تتألق المهيري كفنانة تشكيلية، لفرشاتها خطوط وألوان تتميز بالعمق والجمال المترع بالحب والشغف.. التقتها «زهرة الخليج»؛ فكان الحوار التالي:

• لماذا اخترت «النبطي»؛ ليكون محوراً لتجربتك الشعرية؟

- في البداية، كنت أكتب الشعر الفصيح؛ كوني محبة للغة العربية، وعندما بدأت كتابة الشعر النبطي؛ شعرت بأن قصائده أكثر حضوراً وانتشاراً وتداولاً بين الجمهور الإماراتي والخليجي، لكن ذلك لم يمنعني من مواصلة كتابة الشعر الفصيح حتى الآن.

• مَنْ أبرز الشعراء الذين تأثرت بهم، وتركوا بصمة في تجربتك؟ 

- هناك الكثير من الشعراء النبطيين، الذين يُشار إليهم بالبنان، مثل: الماجدي بن ظاهر، و«فتاة العرب» التي تمثل تجربة رائدة في الشعر النبطي النسائي، وهناك شعراء متميزون في الجيل الحالي، والأجيال السابقة، بعضهم مشهورون وآخرون غير مشهورين، لكنهم جميعاً متميزون ورائعون. وشخصياً، تجذبني القصيدة التي كتبت بطريقة فنية جميلة في بنائها وتسلسلها في طرح الموضوع.

• ما الذي لفتك إلى قصائد «فتاة العرب»؟

- أسلوبها السهل الممتنع، وجزالة وعمق وأصالة مفرداتها، التي ترتبط بالتراث، وصورها المكثفة المشحونة بالدلالات؛ لذلك تفوق تجربتها أي تجربة لأي شاعرة إماراتية أخرى.

• الشعر والرسم.. هل من علاقة تربطهما؟

- الشعر والرسم مرتبطان فنياً بخيوط رفيعة أصيلة، حيث يمكن أن نرسم لوحة فنية رائعة بالحروف والأبيات، كما يمكن للوحات الفنية أن توحي بقصائد؛ فكلاهما انعكاس لمخيلة ووجدان المبدع، وقد حدث أن رسمت لوحة أوحت لي بقصيدة، وهكذا أحاول التوفيق بينهما، لكنني في فترات أتوقف عن الرسم لصالح الشعر.

إقرأ أيضاً:  خطوات تفتح أبواب السعادة أمامك
 

• هل كان هناك تشجيع من قِبَل العائلة.. في الشعر والرسم؟

- كنت أمارس هواية الرسم منذ الصغر على جدران البيت، ومع ذلك لم يكن والداي ينهرانني، بل كانا يستشعران موهبتي، الأمر الذي دفع والدي إلى أن يشتري لي أدوات الرسم، وقد أهلني ذلك - حينما كنت طالبة بالمدرسة - للفوز بجائزتين في الرسم على مستوى الدولة. 

• شاركت بالموسم التاسع من «شاعر المليون».. كيف رأيت الأجواء التنافسية فيها؟

- المشاركات في «شاعر المليون» تمنح الشاعر الإصرار على تقديم أفضل ما لديه، وقد كانت أجواء محفزة على الإبداع، وجميع المشاركين كانوا متميزين، فكل واحد منهم يمثل تجربة مختلفة عن الآخر، تستحق الاطلاع عليها. وحتى اليوم هناك تواصل بيني وبين هؤلاء الشعراء، الذين شاركوني المسابقة في موسمها التاسع، وأستضيفهم في أمسيات شعرية على التطبيقات الافتراضية، مثل «زووم».

• هل هناك متابعة نقدية للمشهد الشعري النبطي؟

- نحن بحاجة، دائماً، إلى تحليلات النقاد المتخصصين، فمعظم ما نقرأه أو نسمعه تحليلات انطباعية خالية من النقد، وعلى الشعراء أن يتقبلوا النقد؛ لتطوير أدواتهم ورؤاهم.

• ماذا عن تجربتك التشكيلية، وأعمالك التي تفخرين بها؟

- أبدعت في الرسم والتصوير الكلاسيكي، لكن أحياناً أميل إلى «التأثيرية»؛ فمعظم لوحاتي تتجه نحو الطبيعة بمفرداتها الجمالية، كما أنني أعشق مجال النحت. وقد شاركت في معارض جماعية، وأستعد - مستقبلاً - لإقامة معرضي الأول، الذي أمزج في لوحاته بين الرسم والقصيدة.

• كيف ترين مستقبل الشعر والأجيال الجديدة في الإمارات؟

- البيئة الشعرية في الإمارات بيئة خصبة تفيض بالمواهب الشعرية والفنية، والإمارات تدعم هذه المواهب، والأجيال القادمة ستكون أكثر عطاء وانفتاحاً في تجاربها. وشخصياً، متفائلة بالأجيال الجديدة، وبأنها ستقدم تجارب تضيف إلى التجربة الشعرية في الإمارات.