نايلة البلوشي: شعاري «الإماراتية تستطيع»

وضعت الإماراتية، نايلة ناصر أحمد البلوشي، نصب عينيها هدفاً، وأبت إلا أن تحققه، مهما واجهت من تحديات؛ فنجحت في تسلق جبل «إيفرست» أعلى قمة جبلية في العالم؛ لتكون بذلك أول إماراتية تستطيع الوصول إلى تلك القمة، ورغم وجود الكثير من التحديات والمخاوف، بالإضافة إلى إخفاق الكثيرات من الإماراتيات، اللاتي حاو

وضعت الإماراتية، نايلة ناصر أحمد البلوشي، نصب عينيها هدفاً، وأبت إلا أن تحققه، مهما واجهت من تحديات؛ فنجحت في تسلق جبل «إيفرست» أعلى قمة جبلية في العالم؛ لتكون بذلك أول إماراتية تستطيع الوصول إلى تلك القمة، ورغم وجود الكثير من التحديات والمخاوف، بالإضافة إلى إخفاق الكثيرات من الإماراتيات، اللاتي حاولن - من قَبْلُ - الوصول إلى تلك القمة، فإنها تخطت تلك العقبة، وأصبح شغفها برفع علم الإمارات على القمة تحدياً لا تثنيها عنه عقبات مهما كانت.. «زهرة الخليج» التقت نايلة؛ لتحدثنا رحلة صعودها إلى أعلى قمة في العالم، ومشاعرها، وما واجهها من تحديات، وما ترنو إلى تحقيقه مستقبلاً؛ فكان الحوار التالي:

تقول نايلة: سألت المختصين عن إمكانية سفري إلى نيبال، وتسلق جبل «إيفرست»، فطرحوا عليَّ بعض الأسئلة الطبية للاطمئنان على صحتي، والتأكد من كيفية تفاعل جسدي مع الارتفاعات الشاهقة، ثم تمت الموافقة، بعد أن وجدوا أنني لائقة بدنياً.

وعن تسلق الجبال من قَبْلُ، تقول: قبل أن أتسلق جبل «إيفرست»، قمت بتسلق جبال عدة، منها: جبل الكاميرون، وجبل أرارات (أعلى قمة جبلية في تركيا)، وأراغاتس على ارتفاع 4.090 متراً، فضلاً عن معظم الجبال في الإمارات، ومنها جبل جيس في رأس الخيمة.

تحديات وعقبات

وعن مواجهة التحديات، تقول: عندما فكرت في السفر إلى نيبال لتسلق جبل «إيفرست»، لم أفكر أبداً في العواقب أو التحديات؛ فقد اتخذت القرار قبل السفر بـ3 أشهر فقط، وقد علمت أن إماراتيات حاولن - من قَبْلُ - تسلق جبل «إيفرست»، لكنهن لم يستطعن الوصول إلى القمة، ولم يشغل بالي أبداً الجانب السلبي في الموضوع، وفكرت في الشيء الإيجابي، وهو تتبع شغفي بتسلق الجبل، ثم رفع علم الإمارات عالياً خفاقاً.

تحديات مرعبة قد تقابل من يحاول تسلق جبل «إيفرست»، تقول عنها نايلة: سافرت إلى نيبال، ولم أفكر لحظة في أي تحديات أو عقبات، وهذا لا يعني عدم وجود الكثير من التحديات المرعبة التي قد تواجه من يرغب في تسلق جبل «إيفرست»، منها: انهيار كتلة جليدية تحت قدم المتسلق خلال التسلق، ما يعني سقوط الشخص من أعلى، وقد يؤدي ذلك إلى وفاته، أيضاً قد تنهار كتلة جليدية من فوقه، ويكون نتيجة ذلك أن يدفن تحت الثلوج، فضلاً عن احتمال الإصابة بعمى الألوان؛ نتيجة التعرض للضوء الأبيض فقط طوال الرحلة.

هدف وشغف

وعن هدفها من الرحلة، والوقت الذي استغرقته للوصول إلى القمة، توضح نايلة: خطوات الصعود إلى القمة بها الكثير من المشقة والمتعة، وأجمل ما في الموضوع تحقيق الشغف، والاستمتاع بالطبيعة وجمال المنظر من الأعلى، ولم أفكر أبداً في أي تحديات، ولم تشغل بالي، فقط كنت أنتظر لحظة الوصول إلى القمة، ومن ثم رفع علم الإمارات، وبالتالي التأكيد على أن «ابنة الإمارات تستطيع»، وقد استغرقت رحلة الصعود حوالي 10 أيام متواصلة. والصعود إلى القمة نمرُّ خلاله بعدد من المخيمات؛ لنستريح من عناء المشي المتواصل لساعات طويلة، وبعد أخذ قسط من النوم والراحة، نعود مرة أخرى لنستكمل رحلة الصعود.

وتستكمل، قائلة: استغرقنا حوالي 13 ساعة حتى الوصول إلى المخيم الأول، من نقطة بدء التسلق دون توقف، ثم استغرقنا 4 ساعات حتى الوصول إلى المخيم الثاني الذي بقيت فيه لمدة 5 أيام، ثم التسلق لمدة 6 ساعات إضافية حتى الوصول إلى المخيم الثالث، والبقاء فيه لأخذ قسط من الراحة، ومن ثم التسلق مرة ثانية لمدة 8 ساعات حتى الوصول إلى المخيم الرابع، ثم التسلق الأخير من المخيم الرابع لمدة 10 ساعات حتى الوصول إلى القمة.

الحفاظ على الهوية

وعما يحتاج إليه المتسلق من أدوات، توضح: يحتاج المتسلق، خلال رحلته، إلى بدلة للتسلق، مصممة خصيصاً للحماية من البرد والصقيع، والماء والهواء، وخوذة لحماية الرأس، وإضاءة لأن التسلق يكون ليلاً في بعض الأحيان، ونظارة خاصة للحماية من عمى الألوان، الذي قد يتعرض له المتسلق نتيجة رؤية اللون الأبيض الثلجي فقط بكثافة طوال الوقت، وقناع أكسجين، بالإضافة إلى نوع من أنواع الحبال المستخدمة في التسلق.

إقرأ أيضاً:  في يومه العالمي.. «المباركة» ترسخ الوعي لدى الشباب
 

وعن رحلتها والحفاظ على هويتها ونظرة المجتمع، تقول نايلة: الإماراتية في الخارج سفيرة لبلادها، تنقل أبهى صورة للمجتمع الدولي خلال رحلتها، وتترك أرقى بصمة أينما حلت أو ارتحلت. بالنسبة لي لم أترك فرضاً من صلواتي خلال رحلتي حتى فوق الجبل خلال الاستراحات التي تخللت رحلة الصعود، ولم أترك حجابي وملابسي وهويتي الإماراتية، فلم تفارقني لحظةً، وهذا ما يميز «عيال زايد»، إذ ينفذون وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويحتفظون بهويتهم، ويفرضونها أينما ذهبوا، ولا أجد صعوبة في أن توفق المرأة بين حياتها الزوجية والعملية وممارسة الرياضة، فالمطلوب منها فقط هو أن تحافظ على هويتها، وتنظم أوقاتها.