سطرت في دفاتر الرقي الحضاري إنجازات غير مسبوقة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، جعلتها رقماً فاعلاً في ساحات العمل المتميز، وكانت دائماً، ولاتزال، نجمة تتألق في سماوات النجاح؛ لتهدي الإماراتيات إلى دروب العلا، الأمر الذي عزز مكانتها وسمعتها عالمياً كرمز تمكيني للمرأة. لقد مثلت سموها مدرسة في الفضيلة، مستلهمة مبادئ زوجها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ فهي داعمة عمل المرأة في الإمارات، وسند لحقوقها والنهوض بها، والقائدة الحكيمة وراء إنجازاتها المذهلة. لقد علّمت «أم الشيوخ»، وأم كل الإماراتيين، الجميع أنه لا فرق بين الرجل والمرأة إلا بمقدار ما يعطيه كل منهما للوطن، ويرضي الله، مجسدة بذلك وعياً إنسانياً تجاوز كل العقبات؛ ولا عجب في ذلك فهي أيقونة العطاء والعمل الإنساني، وصرح الأصالة العربية، تتحدث عنها أعمالها العظيمة، وإسهاماتها الكبيرة، وجهودها الرائعة من أجل رقي المرأة الإماراتية والعربية:

مؤسسات.. ومنظمات

كان هدف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الاستراتيجي - منذ الستينات - هو السعي إلى رفع مستوى المرأة وتمكينها، ليس فقط كمبدأ أساسي في مبادراتها داخل الإمارات، ولكن كأساس للسلام العالمي.

ولطالما لعبت سموها دوراً فعالاً في المساعدة على توفير منصة لصوت المرأة في الإمارات والمنطقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أنشأت عام 1973 جمعية تنمية المرأة الظبيانية، كأول جمعية نسائية في الدولة، تلاها الاتحاد النسائي العام سنة 1975، وإطلاق استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في الإمارات، ثم تأسيس مدرسة الشرطة النسائية في إمارة أبوظبي 1978، وإنشاء أكاديمية الشيخ زايد للبنات 2000، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في 2003، ومؤسسة التنمية الأسرية عام 2006، وإطلاق يوم الطفل الإماراتي 2018، وفي 2020 إنشاء «مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة».

ويزخر سجل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالإنجازات التي تدعم الأسرة والمرأة بشكل كبير، كما أسست العديد من الجمعيات المحلية والإقليمية، التي أسهمت في ترك بصمة إيجابية على المجتمعات، مثل: تأسيس منظمة المرأة العربية، و«صندوق دعم المرأة اللاجئة»، بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، وغيرها.

مناصب.. وبرلمان

وبجهود (أم الإمارات)، عام 2020، حصدت دولة الإمارات الريادة العالمية في وجود النساء بالعمل البرلماني، حيث جاءت الدولة بالمركز الأول عالمياً في نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان، وفقاً لمؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما حصلت المرأة الإماراتية على حق التصويت والترشح للمجلس الوطني الاتحادي منذ 2006. وتبوأت المرأة الإماراتية 9 مناصب وزارية، بنسبة مشاركة في الحكومة تصـــل إلى 27%، مــا يضعها بالمرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية بهيئات صنع القرار، والمراكز القيادية.

التعليم

دعمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الجهود المتعلقة بمحو أمية الكبار، وتوفير التعليم العام المجاني للفتيات، الأمر الذي مكن الإمارات من تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم، إذ تشير الإحصاءات، اليوم، إلى أن نحو نصف الطلبة في كليات الهندسة من النساء، كما أن 46% من خريجي كليات: العلوم، والتكنولوجيا، والرياضيات، هم من النساء. وفي ما يتعلق بالتعليم ما قبل الجامعي، ارتفع عدد الطلبة الملتحقين بالمراحل التعليمية جميعها إلى أكثر من مليون طالب وطالبة، نسبة الطالبات منهم 49%.

الاقتصاد

طورت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مبادرات لدعم المرأة اقتصادياً، من خلال تزويدها بالتسهيلات، التي تضمن التوازن المناسب بين مسؤولياتها المهنية والأسرية، حيث كشف المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، العام الماضي، عن حضور لافت للنساء في قطاعات الأعمال والاقتصاد، إذ بلغت نسبة الإناث 24% من إجمالي أعداد المشتغلين في الدولة، وسجلت الإناث من فئة الشابات حضوراً لافتاً في مجالس إدارة الجهات الاتحادية، بنسبة تمثيل بلغت 46%.

وكشف المركز عن عدد الشركات المرخصة والمملوكة لنساء، والتي بلغت 80 ألفاً و25 شركة، فيما شكلت المرأة 21.5% من المناصب الإدارية، و32.5% من العاملين بالمهن التخصصية.

الرياضة

لقد دعمت سموها، باستمرار، المرأة في الرياضة، وقامت بإطلاق العديد من المبادرات، من أبرزها: إنشاء نادي أبوظبي للسيدات، وتأسيس أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية في 2010، التي غرست قيم الروح الرياضية في الوعي العام بالمجتمع النسائي، وقد تشرف بها وسام الاستحقاق لرياضة المرأة العربية لعام 2021. ويأتي هذا التكريم تقديراً لدورها الفعال والإيجابي في تمكين المرأة ودعمها في المجالات والأنشطة المختلفة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ونشر ثقافة الرياضة النسائية.

جوائز

بشكل عام، توجت جهود سمو الشيخة فاطمة بأكثر من 500 جائزة؛ تكريماً لتفانيها المتميز في المجالات كافة، 30 منها منحتها الأمم المتحدة، ففي عام 1997، فقط، منحت جوائز وأوسمة من منظمات مختلفة من الأمم المتحدة منها: (اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان)؛ لجهود سموها الكبيرة من أجل حقوق المرأة، كما حصلت على وسام ماري كوري لليونسكو؛ لجهودها في التعليم ومحو الأمية وحقوق المرأة، كثالث دولية وأول عربية تحصل على الجائزة.

يوم المرأة

جاء أول يوم للمرأة الإماراتية عام 2015م، واختارت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) يوم الـ28 من أغسطس؛ ليتزامن مع ولادة الاتحاد النسائي العام في 28 أغسطس 1975. وهذه المناسبة السنوية، تهدف سموها - من خلالها - إلى التعرف إلى مساهمة المرأة في الدولة، ودورها في التنمية والنهوض بدولة الإمارات العربية المتحدة.