يتألق نجم الشيخة إليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان فنانة تشكيلية ومثقفة ومبدعة، إذ تتمتع بحضور بارز في الأوساط الإبداعية والثقافية عربياً وعالمياً؛ حيث حققت أعمالها ومشاركاتها تجلياً جمالياً، نال تقدير تلك الأوساط؛ فمنحتها العديد من الجوائز. والآن، منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لعامَيْ: 2021 - 2023.

• كيف ترين العمل بالمجال الثقافي والإبداعي؟

- كل من يعمل بالمجال الثقافي والإبداعي لديه رسالة سامية، ومن ثَمَّ فهو سفير لقيم تلك الثقافة وذلك الإبداع، والمشاهد أو المتلقي أو القارئ يتجاوب كثيراً مع المادة الثقافية؛ كون رسائلها ترسخ القيم والمعاني الإنسانية المشتركة. ودوري مع «ألكسو» يتمحور حول هذه القيم وتلك الرسالة؛ فالقيم العربية مشتركة، والمتلقي العربي يبحث عن ذلك المشترك. ومن هنا، أقصد في مبادراتنا تعزيز القيم المشتركة للإبداع والثقافة، وهكذا أواصل دور تطوير مسيرة الحركة الإبداعية والثقافية.

• كيف ترين أهمية الحفاظ على الهوية والموروث؟

- إن الإلمام بمواضيع الهوية والموروث العربي، هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة، بمرونة أكثر، وتأثير أكبر، ونقل وتبادل المعارف والمهارات محلياً وعربياً، وصولاً إلى العالمية الذي هو مبدأ وغاية.

• ما الأسباب التي دعتك إلى تأسيس موقع «بوابة النقوش العربية»؟

- لاحظت وجود فجوة معرفية تخص التاريخ بين أصحاب الاختصاص والمواطن العادي. كذلك، لاحظت أن موضوع التاريخ يحمل الكثير من وجهات النظر، وأن آثاره خير معبر عنه؛ لذا سعيت إلى أن تكون تلك النقوش والآثار هي التي تحكي التاريخ. وأول داعم للفكرة كان والدي، وبمشاركة «ألكسو»، ووزارة الثقافة، وهيئة الشارقة للآثار؛ تم تشكيل مكتبة إلكترونية موثقة متخصصة، تجمع أهم الاكتشافات الخاصة بالنقوش الكتابية العربية المحفورة على الصخور والأحجار، والمنتقاة من قبل نخبة من العلماء والباحثين من الإمارات، وأكثر من 7 دول عربية.

• للطبيعة العربية أثرها الواضح في مجمل أعمالك الفنية.. حدثينا عن هذا الأثر!

- المبدع موجود، والطبيعة المحلية العربية تتمتع بالغنى والثراء والتنوع في قصصها. لذا، كلما كان هناك تعاون كانت النتائج مبهرة. ففي مجال السينما، مثلاً، المشاهدون يفرحون أكثر بالأعمال المشتركة، التي يتجمع بها نجوم من الشام ومصر والإمارات، وغيرها من الدول العربية؛ إذ إن موادنا الإعلامية والثقافية والإبداعية كلٌّ لا ينفصل. والآن، لدينا منصات تبث أعمالاً لمختلف الأذواق والأجيال، وتحمل الكثير من القيم، التي تهم الصانع والمشاهد.

• كيف ترين دور وأهمية فيلم «أثل»، كأول عمل إخراجي لك؟

- كان إخراج الفيلم تجربة رائعة، تحولت إلى رحلة تعليمية تثقيفية، استفدت منها الكثير، وأضافت بعداً جديداً، وزادت قناعتي بخوض المزيد من التجارب المماثلة.

• هل تلعب «أناسي» دوراً مجتمعياً؟

- عملنا، من خلال «أناسي»، على تأسيس «نادي أبوظبي للأفلام الوثائقية»، وتنظيم حلقات نقاشية، تهدف إلى تحقيق نوع غير تقليدي من التواصل الفكري، يعتمد على التفاعل والمشاركة في البحث والنقاش بين العضوات؛ لخلق أجواء تثري العقل والروح معاً، وتشارك فيها نخبة من المختصين، وتطرح مواضيع وقضايا ترتبط بمكانة التاريخ والموروث.

• هل هناك فيلم تجهزين له الآن؟

- قيد الإعداد فيلم وثائقي عن طريق البخور، ذلك الطريق الذي امتد إلى عصور طويلة، ومر بمجتمعات وممالك عدة، ويتناول مواضيع كثيرة، مثل: أسواق العرب، وتجارة البخور، وأنواع التجارة، ويمكن أن يكون عملاً عابراً للوطن العربي من غربه إلى شرقه، نقدم فيه عاداتنا في المجتمعات.

• كيف ترين تجربتك مع الفن التشكيلي؟

- الفن التشكيلي يحتاج إلى حالة تأمل وعمق في الحياة والبشر والطبيعة؛ فقد تبدأ اللوحة بشكل وفكرة، وتتحول عند نهايتها إلى قصة أخرى عبر الألوان والخطوط، واللوحة لا تنتهي إيحاءاتها ودلالاتها، رغم أن الفنان قد يكون انتهى منها، فهناك المتلقي، وقراءاته، ورؤاه.

• ما مشروعاتك وطموحاتك المستقبلية؟

- آمل، مستقبلاً، توسيع دائرة تعاوني، وتواصلي مع المبدعين والمثقفين والخبراء والباحثين العرب، وتحقيق فكرة إقامة متحف الأفلام الكلاسيكية، أو معرض متجول مصغر، يجمع بين عروض السينما العربية والعالمية في عصرهما الذهبي.

• ماذا عن مساهمتك كسفيرة فوق العادة للثقافة العربية لعامَيْ: 2021 - 2023؟

- آمل أن يحصل - في المجال ككل - حراك قوي، ونكون جزءاً من ذلك؛ بطرح وتنفيذ مبادرات ثقافية عربية مشتركة.