يحافظ معظم المصابين بمرض السكر على فكرة تناول الأطعمة الصحية، مفضلين الابتعاد عن الحلويات، خوفاً من تفاقم مرضهم، ويتجنبون تناول العسل أو الحلويات، كونها تزيد مستوى سكر الدم بشكل أسرع وأكبر من الفواكه أو الخضروات أو الأطعمة النشوية، مثل البطاطس أو المعكرونة، أو خبز الحبوب الكاملة، إلا أن هذا غير صحيح، طالما أن الحلويات تؤكل مع الوجبة، وبشكل متوازن مع الأطعمة الأخرى في مخطط وجباتك. ورغم أن تأثير الأنواع المختلفة للكربوهيدرات على مستوى سكر الدم قد يتباين، فإن المقدار الإجمالي للكربوهيدرات هو بالفعل ما يهم.

  وتؤكد خبيرة التغذية، لبنى شنيص، أن المقدار الإجمالي للكربوهيدرات، التي يتناولها مريض السكري، هو بالفعل ما يهم.

  وتقول: "من الأفضل التفكير في الحلويات باعتبارها فقط جزءاً صغيراً من الخطة العامة للتغذية المناسبة للمرضى المصابين بداء السكري، وتحتوي الحلوى والكعك والحلويات الأخرى على مقدار قليل من الفيتامينات والمعادن، وغالباً تكون غنية بالدهون والسعرات الحرارية. لذلك، سيحصل مريض السكري على المزيد من السعرات الحرارية الفارغة (السعرات الحرارية الخالية من العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في الأطعمة الصحية)، عند تناول الحلويات".

  وتشير شنيص إلى إمكانية أن تكون الحلويات جزءاً من وجبة طعام مريض السكري، عبر طريقتين:

  1.     استبدال بعض أنواع الكربوهيدرات في وجبة الطعام لديك بالحلويات.

  2.     استبدال الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات في وجبتك بشيء ما يحتوي على كربوهيدرات أقل، وتناول الكربوهيدرات المتبقية في مخططك على أنها حلويات.

  وتوضح: لنفترض أن العشاء النموذجي عبارة عن صدور دجاج مشوية، وبطاطس متوسطة الطهي، وشريحة من خبز الحبوب الكاملة، وسلطة خضر وفواكه طازجة، فإذا رغبت في تناول قطعة "كب - كيك" صغيرة بالكريمة بعد الوجبة، فابحث عن طريقة للحفاظ على إجمالي الكربوهيدرات في الوجبة نفسها.

  ويمكن استبدال شريحة الخبز والفواكه الطازجة بـ"الكب - كيك"، أو استبدال البطاطس بخضار منخفض الكربوهيدرات مثل البروكلي. وعن طريق إضافة "الكب - كيك" بعد هذه الوجبة، يمكنك الحفاظ على إجمالي الكربوهيدرات نفسه. فقط تذكّر أن حجم وجبة الحلويات يمكن أن يختلف بشكل كبير، لذلك حاول أن تحسب عدد الكربوهيدرات بأكبر قدر ممكن من الدقة.

  وللتأكد من قدرتك على إجراء مبادلات متساوية، اقرأ ملصقات الأغذية بعناية، وتأكد من الرجوع إلى اختصاصي التغذية في حالة وجود أية أسئلة، واطَّلع على إجمالي الكربوهيدرات في كل مادة غذائية، وهذا سيحدد حجم الكربوهيدرات، الذي تتناوله في الوجبة الواحدة من الطعام.

وكجزء من تغذية داء السكري، يمكن للمحليات الاصطناعية أن تمنح حلاوة السكر دون سعرات حرارية، وقد تساعدك على تقليل السعرات الحرارية، والالتزام بخطة تناول وجبات صحية (خاصة عند استخدامها بدلاً من السكر في القهوة أو الشاي أو على الحبوب أو في المخبوزات).

  وفي الواقع، تعتبر المحليات الاصطناعية أطعمة خالية من السعرات الحرارية، لأنها تحتوي على عدد قليل جداً من السعرات الحرارية، ولا يتم حسابها على أنها كربوهيدرات أو دهون أو أي أطعمة أخرى في تخطيط الوجبات.

  وتشدد شنيص على ضرورة مراقبة السعرات الحرارية والكربوهيدرات، التي يتناولها مريض السكري، وتقول: "لايزال العديد من المنتجات المصنوعة باستخدام محليات اصطناعية (مثل: المخبوزات أو الزبادي أو البودينج المحلى اصطناعياً)، تحتوي على سعرات حرارية وكربوهيدرات، ما يمكنها أن تؤثر على مستوى سكر الدم".

إقرأ أيضاً:  التوكيدات الإيجابية.. هل يمكنها مساعدتكِ في محاربة التوتر؟
 

  وتطالب شنيص مريض السكري بإعادة تعريفه للحلوى، وتبين: "التغذية المناسبة للمرضى المصابين بداء السكري لا تعني بالضرورة الابتعاد عن الحلويات. وإذا اشتقت إلى تناول الحلويات، فاطلب المساعدة من اختصاصي تغذية معتمد لإدخال الأطعمة المفضلة لديك في خطتك لتناول الوجبات. ويمكن له أن يساعدك، أيضاً، على تقليل مقدار السكر والدهون في وصفات الطعام المفضلة لديك. ولا تُفاجأ إذا تغيّر المذاق لديك أثناء تبني عادات تناول الأطعمة الأكثر صحية. فالطعام الذي كنت تفضله في يوم من الأيام قد يبدو حلواً جداً، وقد تصبح البدائل الصحية فكرة جديدة للأطعمة اللذيذة".