بغض النظر عن الرياضة التي تمارسها، فلا تنظر إلى الرياضة على أنها مهمة جديدة مضافة إلى قائمة المهام الخاصة بك، لكن ابحث عن نشاط تستمتع به، سواء كانت مباراة تنس مفعمة بالحيوية أو التجول والتأمل في المتنزه المحلي، واجعل هذا النشاط جزءاً من الروتين اليومي المعتاد في حياتك، ويمكن لأي من أشكال النشاط البدني أن يساعدك على الاسترخاء، ويصبح جزءاً مهماً في طريقتك المتبعة للتخفيف من الضغوط.

يقول مدرب اللياقة البدنية، محمد غازي، إن ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة تقريباً، بدءاً من التمارين الهوائية إلى اليوغا، وسيلة للتخفيف من الضغط النفسي، ولا يتطلب الأمر أن تكون رياضياً محترفاً أو تتمتع حتى بجسم مثالي، فلايزال بإمكانك ممارسة القليل من التمارين التي تسهم بشكل كبير في التعامل مع الضغط النفسي.

تعزز ممارسة الرياضة صحتك بشكل عام وإحساسك بالصحة والعافية، وهذا بدوره يزيد حيوية تحركاتك في كل يوم، لكن للرياضة أيضًا فوائد مباشرة في القضاء على الشعور بالضغط النفسي.      

كما يساعد النشاط البدني على زيادة إنتاج الدماغ للإندورفينات؛ وهي ناقلات عصبية مسؤولة عن الإحساس بالسعادة، وعلى الرغم من أن وظيفة الإندورفين غالبًا يُشار إليها بأنها نشوة العَدّاء، فإن خوض مباراة تنس مثيرة أو التجول في الطبيعة سيرًا على الأقدام يمكن أن يسهم أيضًا في الوصول إلى هذا الإحساس.

يقول غازي: "بعد خوض مباراة كرة تنس سريعة الوتيرة أو القيام بعدة دورات ذهابًا وإيابًا في حمام السباحة، فستجد أنك غالباً قد نسيت أي مضايقات خلال اليوم، وأصبحت تركز فقط على تحركات جسمك".

عندما تبدأ في التخلص من عوامل التوتر اليومية بشكل منتظم، من خلال الحركة والنشاط البدني، قد تجد أن التركيز على مهمة واحدة، وما ينتج عنها من طاقة وتفاؤل يمكن أن يساعدك في الاحتفاظ بهدوئك وبصيرتك في جميع تصرفاتك.      

ويؤكد غازي: "ممارسة التمارين التقليدية يمكن أن تزيد الثقة بالنفس، وتبعث على الاسترخاء، وتقلص الأعراض المصاحبة للاكتئاب والقلق الخفيف، كما يمكن أن تحسن التمارين حالة النوم، التي غالباً تصبح مضطربة نتيجة الضغوط النفسية والاكتئاب والقلق، ويمكن لجميع هذه الفوائد التي تعكسها ممارسة الرياضة، أن تخفف مستويات الضغط النفسي، وتمنحك شعورًا بالسيطرة على جسمك وحياتك".

  يمكن لأي شخص ممارسة الرياضة بأبسط الأساليب

  ارفع مستوى لياقتك تدريجياً، فالحماس تجاه البرنامج الرياضي الجديد قد يؤدي إلى الإفراط في تنفيذه، ومن المحتمل أن تحدث إصابة أيضاً، بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء، فإن التوصيات الصحية تنصح بممارسة الأنشطة الهوائية المتوسطة على الأقل لمدة 150 دقيقة أسبوعياً (على سبيل المثال، المشي السريع أو السباحة) أو ممارسة الأنشطة الهوائية الشاقة لمدة 75 دقيقة أسبوعياً (على سبيل المثال، الركض). كما يمكنك الجمع بين التمارين المتوسطة والشاقة، ويُنصح أيضاً بتضمين تمارين القوة على الأقل مرتين في الأسبوع.

إقرأ أيضاً:  آمنة الحداد: «رفع الأثقال» لا تفرق بين رجل وامرأة
 

  ويبين غازي: "حتى ممارسة النشاط لوقت قصير لها فوائد. فعلى سبيل المثال، إذا لم يكن متاحاً لك المشي لمدة 30 دقيقة، فجرب بدلاً من ذلك المشي لمدة 10 دقائق على ثلاث مرات. كما يتضح أن التدريب الذي ينطوي على القيام بأنشطة عالية الشدة بكل الجهد تقريباً لمدة تراوح بين 60 إلى 90 ثانية يتميز بالأمان والكفاءة والفاعلية بما يتيح جني العديد من الفوائد من إطالة مدة التدريب. والأكثر أهمية من ذلك أن يصبح النشاط البدني المعتاد جزءاً من نمط حياتك".