لا تصنف مضادات الاكتئاب غير النمطية (Atypical Antidepressants)، ضمن فئات مضادات الاكتئاب الأخرى، فهي أدوية فريدة من نوعها، حيث تعمل بطرق مختلفة عن بعضها الآخر. إذ تخفف مضادات الاكتئاب غير النمطية الاكتئاب، من خلال التأثير على الناقلات العصبية المستخدمة في الاتصال بين خلايا المخ، وتعمل من خلال تغيير مستويات مادة أو أكثر من المواد الكيميائية بالمخ، التي تحدث بشكل طبيعي.

أي نوع دواء من مضادات الاكتئاب هو المناسب؟

تلعب الصفات الوراثية دوراً في كيفية تأثير مضادات الاكتئاب على المريض. ففي بعض الحالات، تقدم نتائج اختبارات الدم الخاصة معلومات حول كيفية استجابة الجسم تجاه نوع معين من مضادات الاكتئاب. ويُطلق على دراسة كيفية تأثير الجينات على الاستجابة للعقاقير اسم "علم الوراثة الدوائي". ومع ذلك، تؤثر بعض المتغيرات الأخرى بجانب الجينات في الاستجابة للدواء.

وقد يستغرق الأمر، في أغلب الأحيان عدة أسابيع، أو مدة أطول من ذلك قبل أن يصبح مضاد الاكتئاب فعالاً بالكامل، وفي ما يتعلق بتخفيف الآثار الجانبية الأولية، قد يحتاج المرء إلى تجربة العديد من مضادات الاكتئاب، قبل أن يصل إلى الدواء المناسب له. وعادة يستجيب كل شخص بشكل مختلف لمضاد اكتئاب معين، ونتيجة لذلك قد يناسب مضاد اكتئاب واحد بشكل أفضل من مضاد اكتئاب آخر أو قد يجري استخدامهما معًا، وعند اختيار مضاد اكتئاب، سيضع الطبيب في الحسبان الأعراض التي يعانيها الفرد، والمشاكل الصحية والأدوية الأخرى التي يتناولها، وما الذي كان يناسبه في الماضي.

العلاج النفسي أفضل من مضادات الاكتئاب

لكن طبيب العلاج النفسي، عوني أبو حليمة، يفضل أن يلجأ الإنسان للعلاج النفسي والروحي قبل استخدام الأدوية، ويشرح: "يعرف العلاج النفسي على أنه التواصل مع أخصائي الصحة النفسية للتحدث عن حالة المريض، والأمور المُتعلقة بمرضه، ويتضمّن العلاج النفسي العديد من الأساليب العلاجية"، منها ما يأتي:

  - العلاج السلوكي المعرفي، الذي يشيع استخدامه للسيطرة على الاكتئاب، والقلق، والأمراض النفسية الأخرى، ويهدف هذا النوع من العلاجات النفسيّة إلى مُساعدة المُصاب على إدارة المشاكل من خلال تغيير تصرّفاته، وطريقته في التفكير، ويرتكز هذا النوع من العلاج على مبدأ ارتباط المشاعر، والأفعال، والأحاسيس الجسدية ببعضها بعضاً؛ إذ تتم مُساعدة المُصاب على إيجاد البدائل الإيجابية للتعامل مع الأمور، ما ينعكس على حالته النفسيّة، ويختلف العلاج السلوكي المعرفي عن العلاجات الأخرى، بتركيزه على المشاكل الحاليّة، عوضاً عن المشاكل المُرتبطة بالماضي.

  - العلاج بالتركيز على العلاقات مع الآخرين: يعتمد العلاج بالتركيز على العلاقات مع الآخرين، على علاقة المُصاب بالاكتئاب مع الآخرين، وذلك انطلاقاً من فكرة انبثاق مُعظم المشاكل النفسية من مشاكل العلاقات الشخصيّة، وبالرّغم من أن الاكتئاب لا ينشأ بشكل حصري من المشاكل في العلاقات الشخصية، إلا أنه يؤثر فيها، ما ينعكس سلباً على حالة المُصاب، لذلك يهدف هذا النوع من العلاج إلى مُساعدة المُصابين بالاكتئاب على التواصل بشكل أكثر فاعلية، ومُواجهة مشاكلهم التي تُساهم في ازدياد الاكتئاب سوءاً.

تغيير أسلوب الحياة يساعد على التخلص من الاكتئاب

  ويلفت أبو حليمة النظر إلى ضرورة إحداث تغيير في نمط الحياة، قبل اللجوء إلى الأدوية المساعدة، ويقول: "هنالك بعض الطرق المُختلفة التي يُمكن اتباعها بالإضافة إلى الطرق العلاجية الأخرى؛ لتحسين حالة الشخص المُصاب بالاكتئاب"، ومنها:

    - تغيير نمط الحياة: مُمارسة التمارين الرياضية، لرفع مُعدلات مُضادات الاكتئاب الطبيعية أو ما يُعرف بالإندورفين، وزيادة التعرّض لأشعة الشمس، الذي من شأنه تحسين المزاج، وزيادة مُستويات فيتامين (د) في الجسم.

إقرأ أيضاً:  التوكيدات الإيجابية.. هل يمكنها مساعدتكِ في محاربة التوتر؟
 

   - الحصول على قسط كافٍ من النوم: القيام بالنشاطات الجديدة، والمُختلفة، والمُحافظة على روتين الحياة في نفس الوقت.

   - اتباع حمية غذائية صحية: تناول الأطعمة الداعمة لتركيز هرمون السيروتونين، حيث يرتكز العديد من الأدوية المُستخدمة في علاج الاكتئاب على زيادة معدلات هرمون السيروتونين، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال تناول الأطعمة التي تزيد هذا الهرمون في الجسم، منها: الأطعمة الغنيّة بأوميغا 3، والبروتين، والدهون الصحيّة، مثل زيت جوز الهند. وتجنب الأطعمة المُخفّضة لتركيز هرمون السيروتونين، مثل: الكافيين، الذي يُمكن الاستعاضة عنه بالمُكمّلات الغذائية التي تحتوي على التايروسين بتركيز 500-1000 ملليغرام. وتجنب تقليل وجبات الطعام، فالمحافظة على مستوى سُكر الدم يُساهم في تقليل التقلبات المزاجيّة. واستخدام بعض المُكمّلات الغذائيّة التي تُعزز مُستويات هرمون السيروتونين، ورغم إمكانية تناولها بلا وصفة طبية، فإنه يُفضل استخدامها تحت إشراف الطبيب.

   - تحديد الأسباب الفعليّة للشعور بالاكتئاب، ومُواجهتها، عبر التأكد من اعتدال مُستويات الهرمونات في الجسم، مثل: هرمونات الغدة الدرقيّة، وممارسة تمارين التأمل.