يسميهنَّ البريطانيون "ممرضات" أو "مربيات"، وحتى وقت قريب، كنَّ في كثير من الأحيان أقرب إلى أطفال الطبقة الأرستقراطية من والديهم، حيث عاشت هؤلاء النساء الخمس اللواتي سنذكرهن في هذا التقرير، لمدة ثلاثة أرباع القرن، في ظل عائلة ويندسور الصغيرة.

  ماريون كروفورد (الخائنة)

  أرادت الملكة إليزابيث الأم أن تتمتع ابنتاها: الملكة الحالية إليزابيث الثانية، والأميرة مارغريت، بطفولة محمية، رغم وجودهما في العديد من الأحداث الرسمية، لذا لم يكن هناك حاجز بين غرف الأطفال والغرف الرسمية، بعبارةٍ أخرى أنه سُمح لإليزابيث ومارغريت بالتحرك في أرجاء المنزل، ولم تخضعا لنظام صارم للغاية.

لكن الملكة الأم ارتأت، في مايو 1932، أن تتعاقد مع مربية، فاختارت ماريون كروفورد الملقبة بـ"كراوفي".

وكراوفي شابة اسكتلندية ذكية، وقال عنها أحد الخبراء الملكيين: "كان لديَّ انطباع بأن الدوق والدوقة لم يكونا مهتمين بتعليم بناتهما، لقد أرادا قبل كل شيء أن يمنحاهما طفولة سعيدة، وأن يبنيا مخزنًا من الذكريات الجيدة لهما لإضفاء إشراقة على الأيام المقبلة، وفي وقت لاحق، لمساعدتهما على الحصول على زواج جيد".

وكان من المفترض ألا تتقاعد حتى عام 1948، أي بعد زواج إليزابيث الثانية، وهو ما جرى فعلاً، وعند تقاعدها، مُنحت كروفورد منزلاً في أراضي قصر كينسينغتون، كشكرٍ وتقديرٍ لها.

لكن لسوء حظها، قررت بعد عامين نشر كتاب "الأميرات الصغيرات"، وهو كتاب تكشف فيه تفاصيل معينة عن طفولة إليزابيث الثانية ومارغريت! وبسبب هذا الكتاب تم طردها بلا رحمة من الحاشية الملكية، ولم يتحدثوا معها مرة أخرى، لتصبح أول عامل في القصر يستفيد من الحياة الخاصة للقصر.

  مابيل أندرسون (الأساسية)

  خلال فترات الوجود الطويلة في وندسور، تمكنت إليزابيث الثانية من الاعتماد على وجود صديقة حميمة، هي مابيل أندرسون، التي لم تكن في نفس عمرها فحسب، بل كانت "المربية" للأمير تشارلز والأميرة آنا.

  مابيل أندرسون لم تكن من أصل أرستقراطي، لكن بطولة والدها الذي كان ضابط شرطة، قتل خلال تفجيرات بليتز في لندن، عوضتها "افتقارها" إلى أسلافها النبلاء! وهذا هو السبب في اختيار إليزابيث وفيليب لها لتكون مربية أطفالهما الأولين. 

في الثلاثين من عمرها، كانت لاتزال غير متزوجة، كما ورد بمقال نشر في 1960 "Times": "مابيل أندرسون حديثة الوجه لاتزال غير متزوجة، لكن حسب التقاليد يجب دائمًا التعامل معها على أنها (سيدة) في عملها بقصر باكنغهام". وعلى عكس معظم الحاشية، سرعان ما أصبحت مابيل أماً ثانية لتشارلز وآن، ولاحقًا لأندرو وإدوارد، وكانت كل صباح ومساء تقدم تقريرًا مفصلًا إلى الملكة، التي سرعان ما أقامت معها صداقات.

  أولغا باول   

  انضمت أولغا باول إلى العائلة الملكية عندما كان الأمير وليام يبلغ من العمر ستة أشهر، وأصبحت شخصية محبوبة للأمير وليام والأمير هاري حتى وفاتها عام 2012 عن عمر 82 عامًا، حيث توفيت قبل حفل زفاف وليام 2011 وكيت ميدلتون.

وذات مرة، قالت أولغا إن والدَيْ هاري ووليام "أرادا أن يعيش أطفالهما طفولة عادية قدر الإمكان"، وأضافت: "إذا رأيا بركة موحلة، فإنهما يريدان القفز فيها، وإذا كان هناك شيء يتسلقانه، فإنهما يريدان أن يتسلقاه".

  ومع ذلك، كانت باول أكثر من مجرد مربية، فقد ساعدت في دعم الأخوين أثناء طلاق تشارلز وديانا، وطمأنتهما بعد وفاة ديانا في عام 1997.

  وفي يوم جنازة باول، ألغى وليام أربعة ارتباطات رفيعة المستوى لحضور جنازتها، وكان هاري يخدم في أفغانستان حينها. وفي تذكير مؤثر بعلاقتها الوثيقة بالأخوين، طلبت من المعزين التبرع لجمعية هاري الخيرية Sentebale.

  ألكسندرا (تيجي) بيتيفر (الجامحة)

  ألكسندرا بيتيفر (المعروفة باسم تيجي ليجي بورك قبل أن تأخذ لقب زوجها)، لها تاريخ عائلي مع العائلة الملكية قبل تعيينها مربية للأمير وليام والأمير هاري في عام 1993.

  تعاملت مع دور المربية بحماس، وشجعت الأميرين على الاستمتاع بالمهام الملكية التقليدية للصيد وصيد الأسماك والرماية والانضمام إليهم بانتظام في الإجازة.

  مثل أولغا باول، لعبت بيتيفر لاحقًا دورًا رئيسيًا في حياة الأخوين بعد وفاة والدتهما، وظلت قريبة منهما منذ ذلك الحين. حضر الأميران حفل زفافها عام 1999 إلى المستشار الأمني ​​تشارلز بيتيفر، وكانت ضيفة في حفل زفاف  هاري عام 2018 وميغان ماركل.

  ومع ذلك، جذبت علاقتها بالعائلة الملكية اهتمامًا غير مرغوبٍ فيه، إذ في أوائل عام 2021، تم الكشف عن أن مراسل "بي بي سي" السابق، مارتن بشير، قدم إيصالًا مزيفًا، يُزعم أن الأمير تشارلز دفع ثمن إجهاض بيتيفر، وذلك لإيهام ديانا بأن بيتيفر وتشارلز كانا على علاقة غرامية، لكن كان الادعاء لا أساس له من الصحة.

  ماريا تيريزا توريون بورالو (المربية الخارقة)

  انضمت المربية المولودة في إسبانيا إلى وليام وكيت عام 2014، عندما كان الأمير جورج يبلغ من العمر 8 أشهر، ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد أعضاء قصر كنسينغتون، ويقول أحد المصادر: "ماريا تحب الأطفال كثيرًا، ويمكن أن تكون حازمة وصارمة، لكنها أيضًا محبة جدًا، ولطيفة معهم".

  تدربت توريون بورالو في كلية نورلاند المرموقة في باث بإنجلترا، حيث يتم تعليم المربيات كل شيء، بدءًا من نمو دماغ الطفل، إلى الإسعافات الأولية وتقنيات القيادة المراوغة. 

  وقبل كل شيء، تمتلك توريون بورالو المهارة الأساسية لمربية ملكية حديثة، مثل القدرة على الوجود دائمًا عند الحاجة ولكن لا تتجاوز أبدًا. 

  باربرا بارنز

  اعتنت باربرا بارنز بالأمير وليام منذ ولادته حتى سن الرابعة، وأصبحت أمًا بديلة له، وكذلك للأمير هاري. 

  وكتبت الموظفة الملكية السابقة، ويندي بيري، في مذكراتها عام  1995، بعنوان "يوميات مدبرة المنزل": "كانت (باربرا) مربية أطفال من الطراز القديم، بكل معناه الحقيقي"، ورغم ذلك أحبها الأميران وليام وهاري.

"بابا"، كما أطلق عليها الأميران، لم تكن في حياة الشقيقين لفترة طويلة، حيث أدى اعتقادها أن الأطفال الملكيين يجب أن ينشؤوا بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين إلى صدامات مع ديانا، التي أرادت تربية ابنيها بشكل طبيعي قدر الإمكان. وكتب روبرت لاسي في "معركة الأخوة" عن طردها المفاجئ في يناير 1987، إن بارنز "كانت ممنوعة، حتى من إرسال بطاقة بريدية لهما".