يوصي خبراء الأمومة والطفولة، وأطباء التوليد، بالرضاعة الطبيعية، ويشيدون بفوائدها الجمة. وعند زيارة الأم مع رضيعها الطبيب، سيكون السؤال عن الرضاعة الطبيعية من الأسئلة الحاضرة في النقاش دوماً. لكن يمكن للعديد من العوامل أن تقود إلى الرضاعة الاصطناعية، التي تلقي بالضوء عليها الدكتورة مها أبو لاوي، أخصائية التوليد والطفولة.

  وتؤكد أبو لاوي ضرورة الرضاعة الطبيعية المقتصرة على حليب الثدي لمدة الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، وبالرضاعة الطبيعية مع تناول الأغذية الصلبة حتى عام واحد على الأقل، وتنصح أبو لاوي بالرضاعة الطبيعية طالما كانت الأم والطفل يرغبان في الاستمرار عليها، وتقول: "يحتوي حليب الثدي على التوازن الصحيح للمواد الغذائية اللازمة لطفلك، ويعزز قدرة جهازه المناعي؛ لذا يعتبر المعيار الذهبي لتغذية الرضيع".

  وحول ضرورة إضافة المكملات الغذائية إلى حليب الأم، توضح أبو لاوي: "لا بد من استشارة الطبيب، خاصة إذا كانت الأم تباشر الرضاعة الطبيعية بشكل حصري، فقد لا يوفر حليب الثدي فيتامين (د) بالقدر الكافي، وهو الذي يساعد الطفل على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، اللذين يُعدّان من العناصر الغذائية الضرورية لبناء عظام قوية".

  ولتحسين الرضاعة الطبيعية الناجحة، توصي أبو لاوي الأمهات باتباع نظام غذائي صحي، وشرب الكثير من السوائل، والحصول على الراحة قدر الإمكان.

  وتنبه أبو لاوي الأمهات إلى ضرورة الحصول على استشارة من الطبيب، في حال لم ينل الطفل الكمية الكافية من التغذية أو السوائل، وتبين: "قد يقترح الطبيب استخدام شافطة حليب الثدي لاستدرار الحليب وحفظه، حتى يتم إعطاؤه للطفل، أو الحليب الاصطناعي كمكمل غذائي".

  وحول الحليب الاصطناعي، توضح: "لا يحتوي الحليب الاصطناعي التجاري على عناصر دعم المناعة التي يحتوي عليها حليب الثدي. وبالنسبة لمعظم الأطفال، يكون حليب الثدي، أيضاً، أسهل في هضمه من الحليب الاصطناعي، ومع ذلك، عند تحضير الحليب الاصطناعي بحسب التعليمات، فإنه يدعم الأطفال الأصحاء الذين يتطلبون احتياجات غذائية عادية، وقد يتطلب الطفل الذي لديه احتياجات غذائية خاصة حليباً اصطناعياً خاصاً".

إقرأ أيضاً:  طفلي خجول.. كيف أتعامل مع سلوكه وأقوي شخصيته؟
 

وتفضل أبو لاوي عدم الجمع بين الرضاعة الطبيعية والاصطناعية في الأشهر الستة الأولى من الولادة، باعتبار أن الرضاعة الطبيعة هي أفضل مغذٍّ للطفل، وتشرح: "يمكن للمكملات الاصطناعية أن تعيق الرضاعة الطبيعية، كما قد تؤثر على إمدادات الحليب. ومع ذلك، يمكن لبعض الأمهات في بداية الشهر السابع الجمع بين الرضاعة الطبيعية والاصطناعية، خاصة بعد أن يتم تعويد الطفل على الرضاعة الطبيعية بشكل جيد".

  وتنصح أبو لاوي الأمهات اللاتي يرغب بمنح أطفالهن الرضاعة الاصطناعية، بالقول: "إذا كنت تفكرين في الحليب الاصطناعي، فاحرصي على الإلمام بحالة طفلك الصحية واحتياجاته الغذائية حتى تتمكني من اتخاذ قرار مستنير، ثم ركزي على تغذية طفلك ورعايته، بدلاً من الخوض في مشاعر سلبية، ويمكنك، أيضاً، مشاركة مشاعرك مع طبيبك أو طبيب طفلك، أو أي أشخاص آخرين في دائرة الدعم. وتذكري أن تربية الأطفال بمثابة مغامرة تتطلب خيارات وحلولاً وسطاً، وكل ما يهم هو القيام بأفضل ما تستطيعين لمواجهة هذا التحدي الجديد".